رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس برلمان لبنان يرعى مصالحة سياسية

 رئيس مجلس النواب
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري

رعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، لقاء مصالحة سياسية بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، بعد خلاف ومناوشات سياسية بين الجانبين استمرت قرابة 6 أشهر.

وكان بري قد بادر إلى إجراء اتصالات وعقد لقاءات جمعت قيادات من الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية؛ لتقريب وجهات النظر وتهدئة الأجواء بينهما، لا سيما بعدما وصلت الأمور إلى حد تقاذف الاتهامات واشتعال السجال السياسي والإعلامي بين الطرفين.

وتوج اجتماع اليوم بإعلان مصالحة بين الجانبين، في ختام اللقاء الذي حضره عن الحزب التقدمي الاشتراكي وزير الصناعة وائل أبو فاعور والوزير السابق والقيادي بالحزب غازي العريضي، وعن حزب الله المعاون السياسي لأمينه العام حسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.

واعتبر حسين خليل – في مؤتمر صحفي عقد في ختام اللقاء – أن المصالحة التي قادها رئيس المجلس النيابي، جاءت في إطار الحرص على مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية الكبرى التي يمر بها لبنان، وأنه جرى الاتفاق خلال اللقاء على عودة الأمور إلى طبيعتها قبل حدوث الخلافات مع الحزب التقدمي الاشتراكي والتي كانت قد أدت إلى قطيعة بينهما، بما يفيد الاستقرار ومصلحة لبنان أمنيا واقتصاديا.

ومن جانبه، قال غازي العريضي إن لبنان يواجه تحديات كبرى خاصة في ما يتعلق بالأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وأن اللقاء الذي رعاه "بري" عادت على ضوئه العلاقة مع حزب الله إلى المرحلة السابقة والتي كانت تُعرف بـ "تنظيم الخلاف" بينهما، حرصا على عدم انزلاق لبنان إلى فتنة كبيرة.

وبدأ الخلاف بين وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، بعدما ألغى وزير الصناعة في الحكومة الحالية - والذي ينتمي سياسيا إلى فريق الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة جنبلاط - ترخيصا لعمل مصنع أسمنت يتبع أحد رجال الأعمال المحسوبين على حزب الله، وهو الترخيص الذي كان قد منحه في الحكومة السابقة وزير الصناعة من فريق حزب الله حسين الحاج حسن.

وتصاعدت حدة الخلاف بين الزعيم السياسي للدروز في لبنان وحزب الله، على نحو وصل إلى حد القطيعة والاشتباك السياسي بين أنصار الطرفين عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، بعدما أعلن وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني أن مزارع شبعا ليست أرضا لبنانية وإنما هي أرض سورية، مؤكدا أنه قد طرأت عملية تغيير للخرائط بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوبي لبنان عام 2000، وضم تلك المنطقة إلى لبنان من الأراضي السورية.

وبادر حزب الله بشن هجوم إعلامي ضخم على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي عقب التصريحات التي أدلى بها، خاصة وأن حزب الله يتذرع - بشكل أساسي - باحتلال إسرائيل لتلك المنطقة الحدودية، للإبقاء على منظومة أسلحته.

كما تطورت الخلافات لاحقا بعدما اعتبر قياديون في الحزب التقدمي الاشتراكي - عقب أحداث العنف والاشتباكات المسلحة التي وقعت في منطقة الجبل في 30 يونيو الماضي، ونتج عنها خلاف مع التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني تسبب في تعطيل العمل الحكومي في لبنان لنحو شهر ونصف الشهر - أن حزب الله يدعم الفريق المناوىء لـ "الاشتراكي" ويعمل على إذكاء التصعيد في إطار خطة لمحاصرة جنبلاط وضرب زعامته للدروز في لبنان بسبب الخلاف السياسي بينهما.