رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثل حب الموسيقار لميادة.. 3 حكايات فنية تدخل فيها الخيال الشعبي

جريدة الدستور

كتب الروائي السكندري الكبير مصطفى نصر على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ما أسماه بالخيال الشعبي وهي الأشياء الغريبة التي يصعب تصديقها في الوسط الفني المصري قديما.

وقبل الدخول في الحكايات أورد نصر مثالا فقال": شاهدت فيلما أجنبيا من أفلام رعاة البقر وأنا صغير في سينما الدورادو بمحطة مصر بالإسكندرية، وفجأة مات بطل الفيلم، أصابه رئيس العصابة بطلقة من مسدسه فقتله، فوقف رجل متوسط العمر ملوحا بيديه في غضب وصائحا ومعلنا اعتراضه عما يحدث في الفيلم:
- الفيلم ده ساقط، لأن بطل الفيلم مات.
ضاق البعض لمقاطعة الرجل، فالمشهد مثير ويريدون متابعة باقي الأحداث، فقال رجل آخر:
- لتبرير موت البطل في الفيلم لابد من أن يتبول الحصان في الفيلم، فتبول الحصان يلغي سقوط الفيلم.
فقال الرجل الأول:
- لكننا لم نر الحصان يتبول.
فصاحوا فيه في غضب:
- تبول، لكن أنت لم تره، وأرجوك دعنا نكمل مشاهدة الفيلم.
وأكمل نصر: "أو أن يربط الناس بين نجاح الفيلم والقيم الأخلاقية التي تعودوا وتربوا عليها، فقد قالت لي أم صديقي عن فيلم رصاصة في القلب:
- الفيلم ده ساقط لأن الممثلة إلهام حسين دخلت على عبد الوهاب وهو يستحم عاريا في البانيو، وهذا عيب ولا يليق.

وهناك حكايات أوردها مصطفى نصر كما حدث في فيلم "فتافيت السكر"، يقول:" يكتب أبو السعود الأبياري مسرحية عمتي فتافيت السكر التي تحكي عن صديقين أعزبين يستضيفان فتاتين يعجبان بهما، لتكونا في استقبال عمة أحدهما " فتافت السكر" لكن العمة تعتذر عن الحضور في آخر وقت فيضطر الصديقان أن يأتيا بصديقهما الممثل – إسماعيل ياسين - ليقوم بدور العمة فتافيت السكر.

تعرض فرقة إسماعيل ياسين المسرحية بنجاح كبير، مما يشجع منتج سينمائي اسمه والي بأن يطلب من "أبو السعود الأبياري" تحويل المسرحية لفيلم سينمائي فيكتب أبو السعود فيلم "سكر هانم" ويختاروا له السيد بدير لإخراج الفيلم، الغريب – والذي لا استطيع تصديقه – أن الدولة تدخلت بأمر سيادي بمنع إسماعيل ياسين من أداء أدوار النساء بعد ذلك، كفاية الأدوار النسائية السابقة التي قام بها. سبحان الله، ما الحكمة في ذلك، هل تمثيل إسماعيل ياسين لأدوار النساء يسبب إحراج للدولة، يعني الدول العربية المعادية لنا تعايرنا بأدواره النسائية، أو أدواره هذه تسبب خطأ ديني يستوجب تدخل رجال الدين؟!

المهم أن الفيلم تم تصويره وقام عبد المنعم إبراهيم بدور سكر هانم، وأداه بنجاح باهر.

أما الحكاية الأخرى فكانت تتعلق بإسماعيل يس.. يقول نصر: "الأمر الثاني المحير والذي لا استطيع تصديقه أيضا، هو أن إسماعيل ياسين عندما ضاقت به الحياة، بعد أن أسست الدولة فرق التليفزيون التي وصلت لعشر فرق لكي تقوم بتمثيل مسرحيات تمثل على المسرح لفترات قصيرة بغرض تصويرها وعرضها في التليفزيون، فبارت سلعة إسماعيل ياسين وحققت فرقته المسرحية خسائر عالية جدا، فاضطر إسماعيل ياسين أن يلجأ لممثلي الكوميديا الناجحين الجدد في ذلك الوقت، خاصة عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس، ورحب فؤاد المهندس بالتعاون مع إسماعيل ياسين، لكن زوجته شويكار تدخلت ومنعته من ذلك، ووصل الخيال الشعبي إلى اقصى مداه، حين استغلت شويكار علاقتها الحسنة بشعراوي جمعة وحرضت الضرائب على إسماعيل ياسين مما أدى لضياعه نهائيا، لتعطي فرصة لزوجها فؤاد المهندس ليحل محله في ريادة التمثيل الكوميدي في مصر.

والحكاية الثالثة للخيال الشعبي في قصص الفنانين كانت تتعلق بعد الوهاب وميادة الحناوي"، يقول نصر:" الخيال الشعبي الأخير الذي يتردد في الأوساط الشعبية، يتعلق بالعلاقة بين المطربة ميادة الحناوي والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، فقد أعجب عبد الوهاب بصوتها، وله حق يعجب بصوتها، وطلب منها أن تأتي لمصر، وجاءت ميادة لمصر وزارت عبد الوهاب في بيته، والرجل أعجب بجمالها أيضا، لكن زوجته نهلة القدسي، تجسست عليه في غيابها وقت سفرها لبلادها – الأردن - وتأكدت من أن هناك علاقة بين زوجها وبين ميادة الحناوي، فاتصلت باللواء النبوي إسماعيل – وزير الداخلية في ذلك الوقت – وشكت له مما حدث في بيتها بين زوجها موسيقار الأجيال وميادة، فطمأنها سيادة اللواء، وقال لها: سلامة بيت عبد الوهاب من سلامة الوطن، اطمئني تماما.

وأصدر سيادته امرا بمنع دخول ميادة الحناوي لمصر.

معقولة؟!، هو أمن بيت عبد الوهاب من المسائل القومية التي تمس أمن الدولة، وتستوجب تدخل وزارة الداخلية.

وعقب نصر على الحكايات قائلا:" لا اعتقد ان الحكايات السابق ذكرها حدثت حقيقة، وإنما هي لا تختلف عن حكاية سقوط الفيلم الأجنبي لأن بطله مات قبل نهايته. وأن فيلم رصاصة في القلب سقط لأن إلهام حسين دخلت على عبد الوهاب وهو يستحم عاريا".