رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تُغير"الطائرات المسيرة" شكل المواجهات بين إسرائيل وحزب الله؟

جريدة الدستور

قبل سنوات لم يكن معروفاً في الحروب أو في المواجهات "بين الحروب" هذا الاستخدام الكثيف للطائرات المسيرة كما هو الحال الآن، هذه القدرة التكنولوجية الجديدة التي أصبحت في متناول يد الدول والتنظيمات والحركات غيرت من شكل الهجمات والمعارك.
بشكل عام تستخدم الدول والتنظيمات الطائرات المسيرة لأغراض هجومية ورادعة واستخباراتية، والمعدات المطلوبة لتشغيلها متاحة في أسواق السلاح على الانترنت ببضعة آلاف من الدولارات.
الطائرات المسيرة هي مُنتج رخيص بالنسبة لتأثيراته وللقدرات التي يمكن تطويرها بواسطته، فثمن الطائرة المسيرة يبلغ بضع آلاف من الدولارات، إلا أن العالم وبشكل خاص الشرق الأوسط أصبح يُنظر لها كوسيلة قتالية مهمة، وأصبحت بديلاً عن منظومات استخباراتية تتكلف ملايين الدولارات.
هذا السلاح الجديد مَكن التنظيمات من إقامة "سلاح جو" بديل، ورغم أن هذا السلاح لم ينجح في مواجهة طائرة بحجم طائرة أف 35 أو قصف مدن في دول بعيدة، إلا أنه يستطيع أن يلحق أضراراً ملموسة في الدول المهاجمة، بسبب الطيران المنخفض لتلك الطائرات، وتملصها من الرادار بعكس الطائرات الكبيرة.
كما أضفت الطائرات المسيرة بُعداً جديداً على المعارك في المناطق المأهولة، وأصبح استخدامها يُسهل هجوماً دقيقاً على مناطق بها مدنيين.
أحدى أهم الساحات الحالية التي يظهر فيها استخدام الطائرات المسيرة هي الجبهة الشمالية الإسرائيلية، بعد أن هاجمت إسرائيل الضاحية الجنوبية بلبنان بطائرتين مسيرتين؛ يُنتظر أن يرد حزب الله أيضاً بهجوم بطائرات مسيرة مثلما وعد الأمين العام للحزب "حسن نصر الله".
بالنسبة لإسرائيل، وفقاً للتقارير العبرية، فإنه لا يوجد لدى سلاح الجو الإٍسرائيلي رد كامل لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة، فيما تعمل الصناعات الأمنية في إسرائيل على تطوير أنظمة في مجال الدفاع الجوي تتمكن من مواجهة الطائرات المسيرة، وفي الصناعات الجوية نقلوا للجيش الإسرائيلي نظام تجريبي بدأ استخدامه حالياً.
من جهة أخرى، فإن الجيش الإسرائيلي هو من ساهم في التحول العالمي إلى استخدام الطائرات المسيرة لأغراض عسكرية، وقام بتعزيز قواته البرية والبحرية والجوية بالآلاف منها خلال السنوات الأخيرة.
فهناك وحدات مقاتلة في الذراع البري تستخدم "مابيك برو" وهي طائرة مسيرة ثمنها 20 ألف شيكل، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الطائرات المسيرة مثل بنتوم 3 وبنتوم 4 ومتريس 100 ومتريس 600 ومتريس 200 ، وسلاح البحرية الإسرائيلي يمتلك طائرات مسيرة لشركة "دي.جي.آي" الصينية.
استخدام إسرائيل لطائرات مسيرة صينية تهدد بتسريب معلومات حساسة منها، بسبب مشاكل التشفير، وهو ما دفع تل أبيب إلى محاولة استبدالها قريباً، بطائرات أفضل ولها امتيازات أكبر مثل إمكانية التصوير في الليل والنهار، وحمل أثقال أكبر، و لديها القدرة على التحليق لمسافات أبعد من الطائرة الصينية.
أما حزب الله فيستخدم طائرات مسيرة إنتاج إيران، وهي التي حصل عليها مع انظمة طائرات بدون طيار متطورة، رخيصة نسبية ولها إمكانيات محدودة تم رصد إمكانياتها بعد أن استخدمها أثناء القتال في سوريا.