رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملك إسبانيا لم يفكر فى التنازل عن العرش رغم مرضه الطارئ وإجراء عملية جراحية

ملك إسبانيا لم يفكر
ملك إسبانيا لم يفكر فى التنازل عن العرش رغم مرضه الطارئ وإج

أفادت مصادر القصر الملكى الإسباني، بأن الملك خوان كارلوس سيخضع فى غضون أيام قلائل لعملية جراحية جديدة فى فخذه الأيسر وهى العملية الخامسة التى يخضع لها خلال عام ونصف عام.

وذكرت صحيفة "إلباييس" اليوم فى موقعها على الإنترنت، أن القصر الملكى أعلن أمس الجمعة فى أول مؤتمر صحفى فى تاريخه، أن الملك خوان كارلوس البالغ من العمر 75 عاما سوف يخضع لعملية جراحية فى الأيام القليلة القادمة فى مدريد، وأن الجراح الأمريكي ميجل كابانيلا وهو إسباني الأصل من إقليم جاليسيا هو الذى سيجرى هذه العملية.

يذكر أن كابانيلا هو رئيس قسم الجراحة التركيبية فى مستشفى "مايو" الامريكى فى روشستر فى ولاية منيسوتا. وقدر كابانيلا أن الملك سيقضى فى المستشفى بين أربعة أيام وسبعة أيام بينما ستستغرق فترة النقاهة مابين أسبوعين الى ستة أسابيع.

وقد أصيب الملك بتلوث فى نسيج فخذه الايسر الامر الذى يستدعى اجراء هذه العملية. وأوضح الجراح كابانيلا أن هذا النوع من التلوث يحدث بنسبة 1% الى 2 % فى العمليات الجراحية التى يتم اجراؤها فى الفخذ.

وكانت عملية أولى قد أجريت فى الفخذ الايسر للملك خوان كارلوس فى نوفمبر 2012 فى مستشفى كيران سان خوسيه فى مدريد وأجراها الجراح الاسبانى أنخل بيامور. كما أجريت له من قبل عمليتان فى فخذه الايمن.

ولم يخف الدكتور بيامور استياءه من مرض الملك قائلا "نحن لا ندرى من أين جاء هذا التلوث الذى تسرى عدواه فى الدم.

وقد بدأ الملك يشعر بآلام فى هذه المنطقة من جسمه فى نهايات أغسطس الماضى حتى أن شعوره بالألم ظهر فى لقاءاته العامة.

وقال الدكتور ميجل فرنانديث تابيا رئيس القسم الطبى بالقصر الملكى الاسبانى ان ذلك يؤدى الى هبوط الروح المعنوية لأى انسان ولكن الملك تقبل الامر وقرر معالجة هذه المشكلة الصحية الطارئة فى أقرب وقت ممكن.

وكان الملك خوان كارلوس قد قال منذ حوالى تسعة أشهر فى حديث الى التلفزيون الاسبانى انه يشعر بأنه فى حالة صحية جيدة وانه يرغب فى مواصلة العمل.

فى هذا السياق سئل رفائيل سبوتورنو رئيس موظفى القصر الملكى الاسبانى أمس عن احتمال تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش فأراد أن يقطع الشك باليقين قائلا ان ذلك الامر لم يكن واردا فى أى وقت من الاوقات.

وأما الجراح الامريكى ميجل كابانيلا الذى سيجرى العملية الجراحية للملك خوان كارلوس فقد صرح بأنه يرى أن الملك يتمتع بصحة جيدة بالنظر الى سنه ، موضحا أنه يتناول أدوية أقل من الادوية التى يتناولها الملك رغم أن كابانيلا يبلغ من العمر 71 عاما.

ولم يعلن الفريق الطبى عن الموعد المحدد الذى سيتم فيه اجراء العملية الجراحية لأنه ينتظر نتائج التحاليل الطبية لمعرفة نوع الجرثومة التى أدت الى هذا التلوث.

كما أن الفريق الطبى لم يعلن عن مكان اجراء العملية واقتصر بالاشارة الى أن هناك عدة خيارات حيث فضل الملك اجراء عملياته الجراحية الاخيرة فى مستشفيات خاصة.

وقد استبعد سبوتورنو اجراء العملية فى الولايات المتحدة وذلك لأن أحوال المستشفيات الاسبانية فى مستوى كاف ومناسب، كما أن نقل الملك الى الخارج لاجراء العملية من شأنه اثارة تكهنات كثيرة حول حالته الصحية.

وأشارت صحيفة "إلباييس" الى أن الجراح ميجل كابانيلا لا يدرى حتى الان ما اذا كان سيجرى العملية الجراحية لملك أسبانيا على مرحلتين أم فى مرحلة واحدة حيث أكد أن اجراء العملية على مرحلتين يعنى أن نسبة نجاحها سوف تتراوح بين 92 % و 94% وأما اذا أجريت فى مرحلة واحدة فان نسبة نجاحها ستكون أكبر.

ومن جانبه اعترف رفائيل سبوتورنو رئيس موظفى القصر الملكى بأن العائلة الملكية تشعر بقلق شديد بسبب عودة المرض الى الملك ولكنها رغم ذلك متفائلة بشأن نتيجة العملية القادمة.

وأضاف سبوتورنو أن الملك وأفراد عائلته يشعرون بارتياح بعد معرفتهم سبب المرض ، مشيرا الى كفاءة الاطباء الذين يعالجون الملك والى الثقة المطلقة فيهم مما يعنى امكان رؤية الضوء فى نهاية هذا النفق.

ومن ناحية أخرى فان الحكومة الاسبانية عملت على تقديم صورة توحى بالثقة الكاملة فى الاستقرار الدستورى للبلاد رغم العملية الجراحية الجديدة التى سيتم اجراؤها للملك.

فقد استبعدت حكومة ماريانو راخو بأى حال فكرة تنازل الملك عن العرش أو احتمال تقديم مشروع بقانون لتنظيم دور ولى العهد الاسبانى الامير فليبى دى بوربون فى هذه الظروف.

وأوضح رفائيل سبوتورنو رئيس موظفى القصر الملكى أن الامير فليبى ليس له أى صلاحية مفوضة اليه ولهذا فانه لن يشارك فى القمة الايبيرية الامريكية القادمة التى ستعقد فى بنما وذلك لأنه لا يمكن أن يحل محل والده الملك الذى لا يمكن تفويض صلاحياته الى أحد.

وفى هذا السياق أشارت سورايا ساينث دى سانتاماريا نائبة رئيس الحكومة الاسبانية الى اجراء عمليات جراحية للملك خوان كارلوس من قبل والى مواصلته أداء صلاحياته بشكل طبيعى.

كما أشارت مصادر الحكومة الى عدم وجود أى مشكلة دستورية أو قانونية فى هذا الصدد حيث أن من بين صلاحيات الملك الاساسية توقيع مراسيم ملكية وقرارات للحكومة وهو أمر قد فعله الملك مرارا وتكرارا وهو يعالج فى المستشفى أو وهو خارج البلاد.

وبذلك استبعدت الحكومة الإسبانية بصورة مطلقة، فكرة أن يحل أحد محل الملك خوان كارلوس رغم مرضه الطارئ فى هذه الأيام.. كما أن تعزيز دور ولى العهد فى هذه الفترة يعتبر أمرا حساسا ولهذا فإن الحكومة لا تفكر فى ذلك وشعارها أن الأمور تسير سيرا طبيعيا مثلما كانت تسير من قبل ومن بعد.