رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في "طريق الحلفا".. نقاد: الشريف رسم طريقا آخر للحياة بعد الموت

جريدة الدستور

نظمت مؤسسة نوافذ ثقافية، حفل مناقشة لرواية "طريق الحلفا" للروائى أحمد إبراهيم الشريف، بساقية الدمرداش بالنادى الاجتماعى فى السويس.

وناقش الرواية الناقد الدكتور تامر فايز، أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة القاهرة، والباحث والناقد إبراهيم عاطف، ويدير الندوة للحوار الكاتب الصحفى محمد عبد الرحمن.

وقال الدكتور تامر فايز، أستاذ الأدب الحديث فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، عن الرواية مؤكدا أن السر يكمن فى العنوان "طريق الحلفا" فهو بمثابة مبتدأ خبره هو مجمل الرواية، موضحا أن "الطريق" الذى يربط بين القرية والجبانة وبين الدنيا وعالم ما بعد الموت، فتح مجالا واسعا لمدخلات القراءة فى الرواية.

وتكلم "تامر فايز" عن التكامل الذى أقامه أحمد إبراهيم الشريف فى رواية "طريق الحلفا" بين الشكل والفكرة، مؤكدا على الاتساق بين الرواي الخارجي والراوي الداخلى، ومبينا أن آليات السرد التى استخدمها خدمت الفكرة مثل "تقنية الفلاش باك، والحلم".

كذلك تحدث الدكتور تامر فايز عن "أسطرة النباتات" متتبعا ما قدمته الرواية عن "نبات الحلفا" وعرض للرؤية الشعبية التى تصاحب النبات، مؤكدا أن أحمد إبراهيم الشريف قدم تصورات خاصة عن العلاقة بين الإنسان والنبات.

وقال الباحث والناقد إبراهيم عاطف، تقدم الرواية الحياة عبر طريق الحلفا، وهو طريق الموت الذى يمارس دوره فى خفة، وكأن الموت هنا تحول من فعل ضد للحياة إلى فعل من أفعال الحياة، وأصبح الموت جزءا من الحياة، ويحضر الموضوع داخل الراوية عبر حدث عنيف هو الثأر بين عائلتين فى صعيد مصر يدور بينهما صراع دموى عنيف يصبح فيه الموت مجانيًا ومشاعيًا، فهو يرسم مصائر الشخصيات داخل العائلتين ويبدأ الصراع وينتهى دائما عبر طريق الحلفا، والحلفا ذلك النبات الصحراوى الذى يرمز لحضور الموت ودلالته.

وتابع "عاطف" أن الموت يحضر داخل النص عبر رمزيات ومرجعيات ثقافية متعددة ذات خصوصية محلية ثقافيًا ومعرفيًا، يأخذ النص القارئ عبر مرجعياته الثقافية فى رحلة معرفية عبر دال الموت داخل الثقافة العربية وعبر استلهام التراث، ويسيطر الراوى العليم على السرد داخل النص وذلك عبر وصف الشخصيات والأماكن، وأن كان فى بعض المقاطع يجرى حوارعلى لسان بعض الشخصيات ألا أنه حوار مراقب من جانب السارد.

من جانبه أكد الشاعر إبراهيم جمال الدين التونى، أن رواية طريق الحلفا تناقش عدد من القضايا والتابوهات ولكن المختلف الذى قدمه أحمد إبراهيم الشريف أنه نافش التابوهات ولم يدفعك للاصطدام بها، فرغم وجود إشارات عن المعتقدات إلا أنه لم يقدمها بصورة مستفزة، ولاحظ "جمال الدين" أيضا أن الرواية استطاعت ان تدور بعيدا عن الزمن ورغم ذلك لا تشعر بأى نقص فى آليات الرواية لأنها صنعت زمانه الخاص بها.