رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دبلوماسية الأحذية.. زعماء أوصلوا رسالتهم السياسية بطريقة مختلفة

جريدة الدستور

أثارت صورة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهو يضع قدمه اليوم الخميس، في وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجدل، حيث وضعت الرئيس ماكرون في وضع حرج.

وتوضح الصورة جونسون وهو واضعا قدمه في وجه ماكرون على الطاولة التي تتوسطهما، وذلك خلال لقائهما في قصر الإليزيه بباريس، لبحث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باتفاق خلال 30 يوما، حتى لا تتضرر بريطانيا كثيرا بخروجها دون اتفاق، وسط تمسك الاتحاد الأوروبي بشروطه بقيادة ألمانيا وفرنسا بشكل خاص.

أظهرت الصورة كأن جونسون، خليفة تيريزا ماي التي فشلت أمام الاتحاد الأوروبي يوجه رسالة للاتحاد بضرورة الرضوخ لشروطه وإلا سيكون هناك ما لا يحمد عقباه.

أعادت الصورة للأذهان "حادثة حذاء خروتشوف"، وهي ضرب زعيم الاتحاد السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف، طاولة الوفد السوفيتي بحذائه بجانب إطلاق سيل من الشتائم اعتراضًا على خطاب رئيس الوفد الفلبيني لورينزو سومولونغ، أثناء الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عُقدت في نيويورك في أكتوبر 1960.

جاء رد خوروشوف (حكم الاتحاد السوفيتي من 1953 إلى 1964) الحاد على لورينزو الذي انتقد السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي وتصرفاته في شرق أوروبا، الأمر الذي اعتبره خورتشوف تدخلا مرفوضا، حيث طالب الوفد الفلبيني بمزيد من الحريات والديمقراطية في أوروبا الشرقية.

واستخدم خروتشوف حذاءه في الدق على مائدة وفد بلاده أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليعبر عن غضبه من سياسة المنظمة وانتقاد أمينها العام داج هامرشولد حيث دعا إلى إقالته وإلغاء منصب الأمين العام للأمم المتحدة وتعيين لجنة ثلاثية تضم ممثلًا عن معسكر دول عدم الانحياز وآخرين عن الشرق والغربي، كما انتقد سياسات الغرب تجاه الاتحاد السوفيتي ودوله.

وإمعانا في توصيل رسالته استخدم خروتشوف حذائه مجددا حينما ترك فردة حذائه على منبر الجمعية العمومية حينما صعد وألقى كلمة بلاده وعاد بفردة واحدة إلى مقعده تاركا إياها كرسالة تحذير للغرب مطلقا ابتسامات سخرية في وجه الوفود الغربية.