رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عوار الجزيرة


كانت قناة الجزيرة حتى وقت قريب مدرسة مهنية فى فنون الاتصال والإعلام الخبرى وأنشئت فى التسعينيات على أكتاف إعلاميين مصريين مثل صلاح نجم وإبراهيم هلال وحافظ المرازى ويسرى فودة وغيرهم.. وكنت دائما أنصح أى زميل من التليفزيون المصرى يود العمل فى مكان آخر أن يختار القناة التى تضيف له وليست القناة التى يضيف لها ومن هذه القنوات التى أنصح بها قناة الجزيرة.

ولكن رغم ذلك كنت أشعر بشىء ما تجاه هذه القناة هو أنها لا تقدم رسالتها الإعلامية ـ لوجه الله ـ فهى دائما ما تبطن عكس ما تظهر وصدق شعورى عندما تولى الإخوان الحكم فى مصر أصبحت لسان حالهم وغالباً ما تصل إليها المعلومات قبل غيرها وكم تعرض التليفزيون المصرى الرسمى لمواقف محرجة ولوم لأن الجزيرة تسبقه فى تغطية هذا الحدث أو ذاك وأقصد تحديداً (الجزيرة ـ مباشر مصر) هذا رغم أن وزير الإعلام كان من الإخوان وكان من المفترض إخباره بكل تفاصيل التغطيات ولكن على ما يبدو أنهم كانوا لا يثقون فى تليفزيون الدولة التى كانوا يحكمونها.

وتأكدت هواجسى عندما انتشرت الجزيرة مباشر فى دول عدة وبلغات مختلفة وأصبح بما لا يدع مجالاً للشك أنها تتعامل مع هذه الدول بغرض سياسى وليس إعلامياً، غرض يستهدف التدخل فى شئونها ويؤثر على أمنها واستقرارها.

وسقطت ورقة التوت وانكشفت عورة الجزيرة عندما حكم الإخوان وتحولت إلى بوق دعائى للنظام المتداعى واعتبرت سياستها التحريرية على التهليل والتطبيل للإخوان بحق أو بغير حق وكان طبيعياً أن يستقيل من الجزيرة عدد كبير من الإعلاميين المصريين العاملين بها اعتراضاً على هذه السياسة المنحازة البعيدة عن الحيادية والموضوعية والشفافية والتوازن وكـأن الجزيرة قد كفرت بكل المعايير المهنية والقيم التحريرية التى علمتها لجيل كامل من الإعلاميين فى الخمس عشرة سنة الأخيرة.

وزاد الطين بلة عندما تعمدت (الضحك على ذقن المشاهد) أو بعباره أخرى محاولة (استغفاله) فقد بثت صوراً غير حقيقية استهدفت منها التأثير فى الرأى العام بشكل أخل باعتبارات الأمن القومى ومثال ذلك ما قاله فى أحد البرامج الحوارية صابر عيد المواطن الذى كان يرتدى جلباباً أبيض ويحمل سلاحاً يطلق منه الرصاص فى إحدى المظاهرات حيث أكد أن ما شاهده على قناة الجزيرة هو الذى دفعه إلى ما قام به وعندما عرف الحقيقة وثبت كذب مزاعمها تراجع عن موقفه.

وفى يوم الجمعه الثلاثين من أغسطس عام 2013 تناسى أهل الجزيرة فى قطر فارق التوقيت بين القاهرة والدوحة وأن صلاة الجمعة عندهم تنتهى بساعة أو أكثر قبل القاهرة ورغم ذلك قسموا الشاشة إلى أربعة مربعات وفى كل مربع منطقة مكتوب عليها (الآن) وفى داخل المربع مظاهرات حاشدة وكنت قد فرغت لتوى من أداء صلاة الجمعة لأجد هذا التدليس والكذب فى حين كانت معظم مساجد القاهرة لم تفرغ من الصلاة بعد وشوارع المدينة كانت ما زالت هادئة بلا أى مظاهرات إذن متى وأين هذه المظاهرات التى يظهرونها على أنها صور مباشرة

وفى نهاية اليوم فشلت مظاهرات الإخوان وبدأ ساعة حظر التجوال ورغم ذلك تصر الجزيرة على القول مظاهرات تعم القاهرة والمحافظات دفاعاً عما سمته الشرعية.

أعتقد أن المتلقى ليس غبياً كما يعتقد القائمون على أمر هذه القناة التى ظهر عوراها وانكشفت عورتها للقاصى والدانى ورغم ذلك تصر على البث بلا حياء فمن يقتنع بعد أن سقطت مصداقيتها؟

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.