رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موجه الحر التى تشهدها مصر حاليا بوصلة المصريين لأماكن قضاء عيد الأضحى

جريدة الدستور


مرور 51 يوما من أيام فصل الصيف البالغ عددها حسابيا حوالى 94 يوما لم تشفع فى أثناء حرارة الطقس عن ارتفاعها، أو مجرد التلطيف من حرارة طقس شهر أغسطس الذى اقترب من الانتصاف، ألا أن التغيرات المناخية وقسوة درجات الحرارة خلال أيام فصل الصيف المتبقية والتى يبلغ عددها طبقا لما حدده الحساب الفلكى للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بـ43 يوما سيتخللها موجات حر متوالية.

واستحوذ ارتفاع درجات الحرارة على اهتمامات المصريين، وبات الطقس الحار الذى تشهده مصر منذ وقت طويل شغلهم الشاغل فى هذه الأيام التى يحتفلون فيها بعيد الأضحى المبارك، ومثل هذا الطقس بوصلتهم فى قضاء أجازة العيد أملا فى الاستمتاع بها على أكمل وجه، فجاء فى ترتيب اهتماماتهم منافسا ومزاحما لذبح الأضحية، والخروج للمتنزهات والحدائق.

وفضل أغلب المصريون السفر للشواطئ الساحلية هربا من موجه الحر التى أصابت البلاد منذ أواخر شهر رمضان الماضى، وحتى قبل حلول فصل الصيف جغرافيا، ضمن موجه قيظ واسعة النطاق شملت أغلب دول المنطقة العربية والعالم، وجعلت من استخدام مكيفات الهواء أمرًا حتميًا.

ورغم أن جسم الإنسان مزود بـ "مكيف هواء طبيعي"، حيث أن درجة حرارة الجسم تبرد بصورة تلقائية عن طريق تبخر العرق على الجلد، ولكن هذا يحتاج لأن يكون الجو جافا، حتى يتبخر العرق وتبرد درجة حرارة الجسم، وفي ظل الأجواء الرطبة يكون الأمر أكثر صعوبة، وفي ظل التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة بصورة مستمرة يتحول الأمر من مرحلة الصعوبة إلى الخطر البالغ.

خلال صيف العام الحالى عانت العديد من دول العالم من ارتفاع درجات الحرارة، حيث كان مكتب الأرصاد الجوية البريطاني قد سبق أن أشار إلى إن متوسط درجات حرارة العالم سيرتفع مجددا في العام المقبل، مستبعدا أن يسجل مستوى قياسى جديد نتيجة التأثير الملطف لظاهرة "النينيا المناخية " في المحيط الهادي.

وأشار العلماء إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان من الممكن للمناخ العالمى أن يستقر بشكل آمن قرب مستوى يزيد درجتين على مستوى قبل الثورة الصناعية، أو ما إذا كان هذا قد يطلق عمليات أخرى تؤدى إلى مزيد من الإرتفاع فى درجة الحرارة، حتى إذا توقف العالم عن إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحرارى، مرجحين أن يحدث تغير مفاجئ إذا تم اجتياز الحد الحرج، ومشددين على حتمية تعظيم فرص تجنب الدخول فى حالة الدفيئة، الأمر الذى يقتضى ماهو أكثر من مجرد تقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.