رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. كيف كانت علاقة محمود درويش بفاروق حسنى؟

محمود دروايش
محمود دروايش

علاقة صداقة قوية جمعت بين الشاعر الفلسطيني محمود درويش والفنان الوريز فاروق حسني، منذ أن كان الثاني ملحقًا ثقافيًا في باريس، واستمرت طيلة السنوات، حتى رحل "درويش" عن عالمنًا، في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجرائه عملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته، بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريال هيرمان" نزع أجهزة الإنعاش بناءً على توصيته.

وعن صداقتهما، يقول فاروق حسني عن ذلك: "التقيت الشاعر الفلسطيني محمود درويش لأول مرة في باريس، ومن أول لقاء تصادقنا وارتبطنا وجدانيًا، فهو إنسان دمث الخلق ولطيف وكنت عاشقًا لشعره، وهو كان محبًا لأعمالي الفنية، لدرجة أننا كنا نتبادل الأعمال، يحصل مني على لوحة، مقابل ديوان شعر".

ويضيف فاروق حسني: "كنا نلتقي دائمًا في الغربة على المقاهي في باريس، وعقب تكليفي بمنصب وزير الثقافة، زارني واحتفيت به في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكذلك بشكل شخصي، وجمعتنا الكثير من المواقف، وتلك القرائح حينما تلتقي دائما يكون ثالثنا الحوار والتفسير للمواقف الفنية والعلمية والحياتية".

يذكر أن "درويش"، اُعتُقِل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارًا، بدءًا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972، حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئًا إلى القاهرة في ذات العام، حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا بأنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، احتجاجًا على اتفاقية أوسلو، كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.

وكانت إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه، حيث إنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحًا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.

في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت وعمل رئيسًا لتحرير مجلة شئون فلسطينية، وأصبح مديرًا لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة الكرمل سنة 1981، بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة، لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991، فترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها، أصبح درويش "منفيًا تائهًا"، منتقلًا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس".

أسهم في إطلاقه واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها ومحمود درويش، كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديد من الشعراء، منهم عبد الرحمن الأبنودي من مصر محمد الفيتوري من السودان ونزار قباني من سوريا وفالح الحجية من العراق ورعد بندر من العراق وسليم بركات من سوريا وغيرهم من أفذاذ الأدب في الشرق الأوسط.

وكان له نشاط أدبي ملموس على الساحة الأردنية، فقد كان من أعضاء الشرف في نادي أسرة القلم الثقافي مع عدد من المثقفين أمثال، مقبل مومني وسميح الشريف وغيرهم.