رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بائعات العيش الشمسي: العيد موسم.. واحتفالاتنا هي حصولنا على الرزق

جريدة الدستور

بينما تستعد العديد من الأسر لاحتفال بعيد الأضحى المبارك ويتم تجهيز المعدات التى ستساهم فى قضاء أوقات ممتعة برفقة الأهل والأقارب، هناك أناس لم يكن متاح أمامهم هذا الخيار ابدًا، حيث فرضت عليهم ظروفهم الاجتماعية تحت شعار 'السعى وراء لقمة العيش' التخلى عن جميع هذه المراسم، لأن هذه المهن يعد موسم انتعاشها خلال أيام الأعياد والمواسم.

ونستطيع أن نرى ذلك بوضوح فى سيدتين، أجبرتهما ظروفهما على العمل بشكل متواصل حتى خلال أيام الأعياد والمواسم المعروفة بأنها عطلات للجميع، ولكنهما لم يكن متاح أمامهما أى خيارات أخرى، حيث توفى زوجاهما وترك لكل منهما أبناء على عاتقهما، وهما تسعيان بكل ما فيهما من قوة لتوفير قوتهما اليومى.

والتقت "الدستور" ببائعتي "العيش الشمسي" أو ما يطلق عليه العيش البلدى، للتعرف على حركة البيع، ونظام يومهما فى العمل:

وقالت جمالات محمد حسن، إنها تعمل فى هذه المهنة منذ حوالى 30 عامًا، حيث أن زوجها كان عمله بنظام اليومية أو ما يطلق عليه 'أرزقى'، وكانت تبيع العيش الشمسى بهدف مساعدته فى مصروفات البيت وتربية الأولاد، حيث أن لديها 4 أولاد و5 فتيات، وتزوج اثنان منهم، موضحة أن عقب وفاة زوجها منذ حوالى 10سنوات، وهي تحمل على عاتقها مسؤلية هؤلاء الأولاد، وكان ليس له معاش، لذلك كانت تفعل كل ما في وسعها لتلبية اجتياجاتهم.

أوضحت لـ'الدستور'، أن عقب وفاة زوجها واجهت العديد من الصعاب لتربية أبنائها، واستكملت مسيرة بيع العيش الشمسى للسعى وراء لقمة عيشها، باعتبارها المهنة الوحيد التى لديها خبرة بها، ولكنها تفترش بالعيش والمخبوزات الأخرى منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم حتى المساء، لكى تستطيع توفير مبلغ مالى توفر به قوت يومهم.

وأضافت، أن العديد من الأهالى يقبلون على شراء العيش الشمسى الطازج والمقرمش منه، خلال فترة الأعياد والمواسم، حيث أنه يعتبر من أبرز أنواع الأكلات التي يفضلونها خلال هذه الفترات، أما فى باقى الأيام تبيع العيش ومعه الجلاب الذى يتم صنعه من العسل الأسود، والعسلية، قائلة: ''ربنا مش بيسيب حد ينام من غير عشاء".

واختتمت جمالات حديثها: "نظرا لارتفاع أسعار جوالات الدقيق فى الأونة الأخيرة، ساهم ذلك فى زيادة سعر الرغيف الواحد منهم".

وفى سياق متصل قالت رجاء أحمد محمد، إن هذه مهنتها الوحيدة أيضًا، وعقب وفاة زوجعا، أصبحت تبيع العيش الشمسى وغيره من المنتجات، لسعي وراء لقمة العيش وتربية أبناءها، والذين يبلغ عددهم اثنين، حيث تجلس لبيعهم في إحدى الزوايا بشارع معروف أسوان، ويبدأ يومها من الساعه التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساء.

وأضافت لـ"الدستور"، أنه يتوافد على شرائه الأهالى خلال أيام الاعياد والموسم لمذاقه المميز مع الأكلات المختلفة، وأن ارتفاع أسعار جوالات الدقيق أثرت كثيرًا على حركة البيع.