رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كوارث "اليوتيوبرز" ومشاهير السوشيال ميديا.. استغلال أطفال وتنمر وانتحار

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كاميرا مثبته وبلاتوه، حجرة صغيرة كغرفة النوم أو صاله انتظار الضيوف، واسكتشات سريعة ذات محتوى فني أو كوميدي ساخر من وجهه نظر الكثيرين، وفي ثوانى معدودة يمكن الوصول لمئات الآلاف من المشاهدات وأحيانًا للملايين، كل هذه الأدوات أصبحت خلطة مضمونة لعدد كبير من مشاهير السوشيال ميديا المصريين الذين تنوعت مادتهم بين الكوميدي والساخر والاجتماعي.

وتزداد أزمات "اليوتيوبرز" أو "صناع المحتوى" بالتزامن مع شهرتهم، فقد يعلن الجمهور غضبه من بعضهم، بينما هناك العشرات لازالوا يبثون سموم كل يوم دون التفات أحد، فبين التنمر والسخرية والتحريض ضد الفتيات تتنوع مضمون المحتويات ثقيلة الظل، والتي تجبرك علي رفضها ولفظها، وفى الوقت الذي تسعى الرسالة الإعلامية الحقيقية إلى نبذ الخلافات وقبول الآخر، فإن أي رسالة تثير التنمر أو السخرية، تصبح محور الأحاديث وعلي قمة المشاهدات، مما يجعل أصحابها رجال المشهد ونجوم اللحظة، وكان أخر صناع الكوارث أحمد وزينب.

أحمد وزينب.. اتهامات تلاحقهم باستغلال طفلتهم لكسب "الفولورز"

نشر اليوتيوبرز أحمد وزينب مقاطع مصورة لطفلتيهما الرضيعة أيلين، التي كانت وسيلتهما لجني أرباح طائلة من "يوتيوب" و"السوشيال ميديا"، حتى قبل مجيئها، فبعدما أثار كلاهما الانتقادات بسبب إرغام زينب على الحديث أمام الكاميرا أثناء فترة الطلق، والبكاء من آلام الولادة، وقعا في أزمة جديدة مع رضيعتهما "أيلين".

بدأت القصة منذ عدة أيام ولكن لا يزال صداها قائم بعد عدة بلاغات للمجلس القومي للطفولة والأمومة، فعلى مدار 21 دقيقة، ظهر "حسن" وزوجته ومعهما ابنتهما مطالبين الجمهور بالمزيد من التفاعل والاشتراك في القناة ليوجه أحمد رسالة إلى متابعيه: "عايز اليوتيوب يتفاجئ من التفاعل، ولو مش هتعملوا اشتراك علشاني أنا وزينب، اعلموا علشان أيلين"، مستمرًا في تقريب وجهها من الكاميرا، رغم البكاء، حتى علق: "أيلين مستاءة مش عارفة ليه"، وخلال الفيديو، ظهرت "زينب" خلال إرضاع البنت لبن مجفف صناعي، في ظل تحدث زوجها عن تقلص حجمها منذ ولادتها، ليحقق ذلك المقطع المصور ما يزيد عن 3 ملايين مشاهدة، خلال 72 ساعة فقط.

وينتظر أحمد وزينب عقوبة السجن التى تصل إلى خمس سنوات حسب المادة 96 التى تنص على أن تعنيف أو تشريد أو استغلال طفل يعاقب بالحبس لمدة 6 أشهر، وغرامة 5 الآف جنيه، والمادة 291 من قانون العقوبات والتي تتضمن عقوبة الإستغلال التجاري للتربح والكسب " السجن المشدد مدة لا تقل عن 5 سنوات، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائتي ألف جنيه

عمرو راضي.. البامبرز من أجل الشهرة

قالت "أبلة فاهيتا" فى إحدى حلقات الدوبليكس، "لو مفيش محتوى اتشقلط على الهوا"، ذلك مايفعله "عمرو راضى" أحد مشاهير السوشيال ميديا، فقد تعمد الظهور في فيديو مدته حوالى دقيقة يرتدى فيه "بامبرز"، ويصرخ قائلًا: "ممكن نكبر بقى يا جماعة"، الفيديو الذى نشره عبر حسابه شهد هجومًا كبيرًا عليه ونقد حاد، واضطر لحذف الفيديو الذى أشعل غضب رواد السوشيال ميديا ضده.

قامت السوشيال ميديا ضد "راضي" مرة أخرى عندما ركز مع البنات، وظل يتنمر عليهم، ومن هنا فقد احترام الناس له نهائيا، واتهمه متابعى السوشيال ميديا أن ماقام به سيأتى بنتائج عكسية، حيث سيقل عدد متابعيه على مواقع التواصل بعد الحملة التى دشنها البعض، ووضعوا شعارا لها بعنوان "حملة إنقاذ متابعة عمرو راضى من المرض الذى ينشره بفيديوهاته"، والذى أصبح من خلالها نموذجًا يجسد حالة جنون الشهرة، التى يلهس وراءها دون تمييز".

شادي سرور.. انتحار وإلحاد أونلاين

أعلن سابقًا اليوتيوبر والفنان شادي سرور على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تركه للإسلام، في بيان صادم، سبب لغط كبير بين جمهوره ومنتقديه على حد سواء، وكتب: "مش بخرج من البيت بقالي شهور، عايش في سجن، تركت الإسلام بسبب العنصرية والجحود في قلوب الناس، خسرت كل الناس اللي في يوم حبيتهم وأصبحت وحيدًا".

أراد سرور أن يقوم بزوبعة أخرى لتكون حديث السوشيال ميديا، حين أعلن قرار انتحاره ما أثار حالة جدل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنذ تم الإعلان عن ذلك عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، من خلال نشر مقطع فيديو أعلن به عن إقدامه على الإنتحار، انقسمت تعليقات متابعيه ما بين متعاطفين، وساخرين، وآخرين مشككين في رغبته بالحصول على شهرة إضافية من خلال كسب تعاطف بعضهم

أوتاكا، يونس، ميدو.. مشاهير على حس التنمر
محمد أوتاكا، أحمد يونس، محمد حسين أو ميدو، وغيرهم عشرات الأسماء يتخذون من السخرية على الآخرين والتحريض ضد الفتيات مادة لهم لتحقيق التفاعلات والتعليقات التى تصل لمئات الآلاف.

وتعتمد أغلب مقاطع الفيديو الخاصة بهم على تجميع لقطات مصورة لفتيات وسيدات، ثم التعليق عليها بعبارات من نوعية: "البنات دي فين أهلها، الستات انحرفت،.. هذا بخلاف السخرية من الآخرين بكلمات مثل: ايه اللى جابك هنا يا حجه، علبة سردين، شبه خلة السنان، ده ولد ولا بنت..".

ويبدو أن هذا النوع من المواد الساخرة يجد له جمهور كبير ومتابعين خاصة من فئة الشباب، وخطورته تكمن فى جعل السخرية من الآخرين مادة للتسلية، وأسلوب مقبول، وتحوله من سلوك مشين إلى أمر طبيعي وطريق لتحقيق الشهرة.