رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتاب "الأزمة الخليجية".. دليل جديد في سجل تمويلات قطر

جريدة الدستور


تواصل قطر محاولاتها لحشد التأييد الدولي في مواجهة أزمتها الناشبة منذ عامين مع دول الرباعي العربي، وكان آخر هذه المحاولات إصدار كتاب "الأزمة الخليجية: رؤية من قطر" باللغة العربية.

وأعلنت قطر إصدار دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، الترجمة العربية لكتاب "الأزمة الخليجية: رؤية من قطر"، الصادر عام 2018، بالتزامن مع مرور عامين على المقاطعة العربية.

وقام بتحرير النسخة الإنجليزية من الكتاب، د. روري ميلر، أستاذ العلوم الحكومية في جامعة "جورج تاون" بقطر، وهي من بين الجامعات الأمريكية التي تواجه اتهامًا بتلقي تمويلات من قطر.

وخلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إلى واشنطن آوائل يوليو الجاري، توالت الدعوات الأمريكية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة مواجهة أمير قطر، بمحاولات التأثير الأجنبي التي تقوم بها الدوحة في الداخل الأمريكى، لا سيما الجامعات الأمريكية.

وكشفت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية في تقرير سابق لها على موقعها الإلكتروني، إن قطر أنفقت عشرات الملايين من الدولارات على جماعات الضغط في واشنطن، لكنها تنفق أكثر على المنح المقدمة إلى الجامعات الأمريكية الكبرى.

وأضافت، أنه مع إجمالي التبرعات التي تزيد على 1.4 مليار دولار، فإن قطر تعد أكبر جهة أجنبية مانحة بشكل عام، وقد وجهت التمويل إلى عدد من الجامعات الأمريكية ومن بينها: "جورج تاون"، "تكساس إيه آند إم"، "فرجينيا كومنولث"، "كورنيل" و"ميشيجان" وغيرها، فيما قامت جامعات "جورج تاون"، و"كورنيل"، و"تكساس إيه آند إم"، بإنشاء فروع لها في قطر.

فيما ذكرت صحيفة "ديلي كولر" الأمريكية، آنذاك، أن اجتماع الرئيس الأمريكي مع أمير قطر، يأتي في الوقت الذي تحقق فيه وزارة التعليم الأمريكية في جامعتين أمريكيتين وهما: "جورجتاون"، و"تكساس إيه آند إم"، بشأن علاقاتهما مع الدولة الخليجية وتحديد ما فعله المسؤولون لضمان عدم حصولهم على أموال مرتبطة بالإرهاب.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن النظام القطري بدأ يستخدم تكتيكًا جديدًا لممارسة النفوذ الأجنبي والتهرب من الإدانة الدولية، وذلك من خلال السيطرة على الأوساط الأكاديمية.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها الأسبوع الجاري، أنه على مدى سنوات، شكل الإنفاق الفخم على جماعات الضغط الأجنبية، وخاصة في الولايات المتحدة الجزء الأكبر من محاولات البلاد لممارسة النفوذ في أقوى الأسواق في العالم، ولكن في الآونة الأخيرة، توسعت قطر في حشد التأييد، حيث تتطلع إلى إلقاء شبكة أوسع بكثير مع نتائج أكثر استدامة لعلاقاتها الخارجية.

ونوهت الصحيفة، إلى أن قطر تخصص الآن مليارات الدولارات لحماية صورتها خلال الفصول الدراسية الأمريكية، ورعاية المناهج الأكاديمية والمؤسسات الأكاديمية الكبرى في مقابل تغطية مواتية في هذه الأماكن.

ووفقًا لوزارة التعليم الأمريكية، أنفقت قطر منذ عام 2012، ما يقرب من 1.5 مليار دولار بهدف التسلل إلى الجامعات الأمريكية والخطاب الأكاديمي.

وكشف التقرير أنه منذ عام 2011 وحتى 2016، تبرعت قطر بأكثر من 330 مليون دولار، لجامعة "جورج تاون"، وهو مبلغ يعد فلكيًا بالنسبة لجامعة واحدة، إذ تتمتع "جورج تاون" بقيمة إستراتيجية بالنسبة لقطر، نظرًا إلى قربها من عاصمة البلاد وتخريج عددًا من الدبلوماسيين والمشرعين من خلال كلية الخدمة الخارجية الشهيرة.

ووفقًا لتقرير سابق نشرته مؤسسة "ديلي كولر نيوز"، تشير البيانات الصادرة عن وزارة التعليم الأمريكية إلى أن الغالبية العظمى من الأموال القطرية كانت عقودًا، مما يتطلب من "جورج تاون" أن تفعل شيئًا مقابل المال، على عكس الهدايا.