رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجارب خاصة لـ«شباب مصريين بالخارج» تصدوا لشائعات الإخوان ضد مصر

جريدة الدستور

عقب ثورة 30 يونيو 2013 مباشرة وربما أثنائها، ظهرت محاولات عدة من جماعة الإخوان لتشويه مصر سواء في الداخل أو الخارج؛ فبدأت تلك المحاولات من الوسيلة الأسهل والأكثر شعبية لدى الجمهور وهي مواقع التواصل الاجتماعي.

فكانت طريقتها الضعيفة هي إنتاج مقاطع ساخرة من المشروعات التي تسعى مصر للانتهاء منها؛ لإعادة تعمير ما كان الإخوان سببًا في خرابه، أيضًا سخروا من اللقاءات التي يتم عقدها لاستعادة مصر دورها الرائد في العالم العربي والأوروبي، والذي حدث بالفعل خلال الأعوام الماضية.

تلك الأفعال لم تصدر بلا رد فعل، بل قرر مجموعة من الشباب المصري مؤخرًا، تبني فكرة الدفاع عن صورة مصر في الخارج، وتصحيح صورتها المغلوطة، تحسينًا لصورة والمصريين وتوصيل الحقيقة مجردة، ورصدت "الدستور" في هذا التقرير عدة تجارب لشباب مصري تحمل هذه المسؤولية.

محمد سيد، مصري مقيم في بريطانيا، لديه شركة تشطيبات ومقاولات، قال أن الجالية المصرية في بريطانيا لا تكل ولا تمل من الرد على شائعات الإخوان وكلامهم المفبرك، بحيث تقدم حقيقة مجردة دون تجميل لصورة مصر، لذا أصبح المواطنون البريطانيون هنا يتمنون زيارتها.

وأردف "سيد"، نحن ننشر ثقافة مصر ونسوق لبلادنا بالمعاملة الطيبة والأخلاق الحسنة والصدق في القول، والإخلاص في العمل وإتقانه وهذا ما يؤثر هنا في المواطنين، والإخوان لن يكفوا عن تشويه الدولة المصرية، والمصريين هنا لا يحبون التعامل معهم إلا في أضيق الحدود لأنهم متلونين وكذابين.

أضاف: "وحن نتابع ما وصلت إليه بلادنا من نهضة عمرانية وإنشاءات وكباري، ونعلم كل شيء تمامًا كأننا في مصر، لكن الوضع صعب بعض الشئ والمصريون في الداخل والخارج، يتحملونا نتائج الإصلاح الاقتصادي، والرئيس السيسي يغامر بشعبيته، في سبيل إنقاذ فساد الحقب الزمنية الماضية".

عصام شاكر، مصري مقيم في إنجلترا، ويعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، يقول إنه مكث في الخارج مدة تزيد عن 20 عامًا، وهو يحاول قدر الإمكان الحفاظ على صورة بلده، ومنع أي شخص من التطاول عليها، أو السخرية من مشروعاتها، خاصة الأشخاص المعروف انتمائهم لجماعة الإخوان، فعندما تجد رد لكل كلمة أو شائعة يطلقوها بين المواطنين هنا في إنجلترا، تتغير الصورة المصرية من السلب إلى الإيجاب.

يوضح أنه يعكف حاليًا على جمع مجموعة من الشباب المصريين ممن لديهم الخبرة الكافية في المجالات التي ساهمت في تقدم الدول الأجنبية، وعلى رأسها مجال تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، لإثبات أن الشباب المصري قادر على الرفعة ببلده، وليس كما يشيع الإخوان أن الشباب حاليًا هو جيل "الاستروكس"، وأن مصر غير آمنة، ووجدت استجابة واسعة من عدد من الشباب.

النموذج الثالث من هؤلاء الشباب، هو السباح المصري خالد شلبي، وكيل الاتحاد الإنجليزي بمنطقة الشرق الأوسط، كانت له تجربة فريدة لتصحيح صورة مصر في الخارج، يعيش في إنجلترا منذ 17 عامًا وأول سباح يعبر بحر المانش بذراع واحدة عام 1983 وحصل على الجنسية الإنجليزية وكرّمه رئيس الوزراء جولدن براون، وكان مثالًا لسفير بلده.

"شلبي" عاد إلى مصر بعد ثورة 30 يونيو، وصنع أكبر علم في العالم طوله 5 آلاف متر، ثم دعا كل السبّاحين من دول العالم، ولبت "بي بي سي" دعوته لتصوير هذا المؤتمر، ونقلت هذه الصورة إلى إنجلترا للتأكيد على أن مصر "مش جلابية ودقن بس"، بل لدينا مناظر خلابة وبلدنا آمنة.

وحدثنا "شلبي" أنه كرر هذه المحاولة 3 مرات، أعوام 2014 و2015 و2016، بجهود ذاتية بدون أي دعم حكومي، ودعا طائرة للقوات المسلحة كي تقوم بتصوير هذا الحدث من أعلى بمساعدة اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر كدعم أدبي.

وأضاف: "وتعمدت أن أدمج السباحيين الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة، كي أثبت للعالم أننا لا نفرق بين معاق وصحيح بل نحن يد واحدة في كل الأوضاع، نسعى لدعم بلدنا، ونهتم بأولادنا من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين أنتمي إليهم".

أما عزة كمال، فتاة مصرية، تعيش في السودان منذ الصغر، وتأتي إلى مصر في أجازات كل عام مع أهلها، ويعمل زوجها بتجارة الأثاث ويأتي إلى محافظة دمياط؛ كي يُصدره إلى السودانين ويبيعه لهم، وتعمل على دعوة زملائها لزيارة مصر وتصحيح فكرتهم عنها.

قالت: "كان في فترة لما جيت مصر زمايلي في السودان كانوا عاوزين نروح تايلاند، ورفضت وذهبت إلى مصر عشان قريبة وأحسن، فعندما يذهب المصريين إلى الخارج يرحبوا بهم، دون تفرقة عنصرية بل بالعكس يعملوا على الاندماج بينهم، ويوجد الكثير من العمالة المصرية في السودان يعملون فى ورش ومطاعم، وموقع مصر الجغرافي يعتبر منبعًا لكل البلاد".