رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احذروا الطابور الخامس


نريد دستورًا يحمى حقوق الأجيال القادمة فى المعيشة والتعليم ويحفظهم من شياطين الفكر التكفيرى ويضمن لهم حياة دينية معتدلة بلون الإسلام الوسطى الذى يتولى تعليمه ونشره أزهرنا الشريف وعلماؤه الأجلاء.. فهل وصلت الرسالة؟!

فى الشارع.. فى المواصلات.. فى العمل.. فى المسجد.. فى وسائل الإعلام المشبوهة كالجزيرة وغيرها.. وحتى فى المنازل، وبين أبناء الأسرة الواحدة تجد من يتهم الداخلية والجيش فى التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية التى شهدتها مصر مؤخرًا.. ويبرأ ساحة جماعة الإخوان منها!!.. فإذا سألت أحدهم عن أدلته وبراهينه فى هذا الاتهام.. تجده يقسم لك أولاً بأنه ليس إخوانيًا وهو كاذب طبعًا.. لكنه مع الشرعية وضد الانقلاب العسكرى.. ويخاف على مصر من رجوع العسكر للحكم!!

مثل هؤلاء بعد أن يقسموا لك بأغلظ الأيمان أنهم لا ينتمون للجماعة يفاجئونك بتحليلاتهم البغيضة أن حادث الاعتداء على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم من إخراج أمن الدولة.. وأن حرق أكثر من 50 كنيسة وعشرات من أقسام ومراكز ومديريات أمن الداخلية.. برضة من ألاعيب أمن الدولة وأن مئات الشهداء والعمليات الإرهابيه فى صفوف المواطنين وأفراد الجيش والشرطة وحتى من الإخوان أنفسهم من تدبير بلطجية الداخلية ولا علاقة للجماعة بها!!.. وأن الاستعانة والاستقواء بالخارج على مصر إنما هى سياسات مباحة ومستحبة فى دين الإخوان الجديد.. وإن لم يصدقنى القارئ.. فليرجع إلى تصريحات الشيخ يوسف القرضاوى ضد بلده وضد النظام السوري!!.. وطبعًا ناقص يقولوا إن مهاجمة المحكمة الدستورية العليا وإرهاب القضاة وتهديد الإعلاميين بالاغتيال «كمان» بتخطيط من أمن الدولة.

أما الباشوات بتوع الجمعيات الخيرية وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان «بالمرة» بالإضافة لعدد كبير من كتاب ومفكرى ومنظرى الباطل.. فتجدهم لا يكلون ولا يملون من بث سمومهم من وقت لآخر حول الانقلاب على الشرعية وخطورة التواجد العسكرى فى الشارع وتأثير ذلك فى الحياة الديمقراطية الوليدة بعد ثورة 25 يناير.. ولا يتحدثون مطلقًا عن ثورة 30 يونيو!!.. ليه؟؟ هو ده السؤال الواجب طرحه على هذه النوعيات البغيضة.. وللحق.. فقد سألت أحدهم مرة عن رأيه فى خروج أكثر من 33 مليون مصرى يقولون للدكتور محمد مرسى ارحل بعد عام من حكم جماعته الفاشل لمصر؟؟ فأجابني: كل ده شغل فوتوشوب.. وهذه الأعداد التى خرجت للتنديد بسياسة الإخوان من صنيعة المخابرات وأمن الدولة والفلول!! تخيلوا معى أعزائى القراء.. خروج 33 مليونًا يوم 30 يونيو و40 مليوناً يوم 26 يوليو ضد الإخوان من صنع المخابرات وأمن الدولة والفلول!! والله شيء يكسف فعلاً.. وبظنى أن هذه النوعية خطر على المجتمع ويجب مواجهتهم أينما وجدوا.

وردًا على هذه النوعية.. أو كما يحلو لى تسميتهم بـ«الطابور الخامس».. فإننى أنصحهم بمتابعة النتائج التى أسفرت عن زيارة وفد الكونجرس الأمريكى لمصر وقت الحادث الإرهابى الذى تعرض له وزير الداخلية.. وحتى لا أرهقهم فى البحث أو السؤال أقول لهم إن هذا الوفد قال عن «الإخوان» إنهم «عدو مشترك» للمصريين والأمريكان معًا.. ووصف الفريق أول عبد الفتاح السيسى بأنه مثل «جورج واشنطن» ولم يكتف الوفد بذلك بل أكد أعضاؤه بأنهم سيدعمون مساعدات بلادهم العسكرية لمصر بما فى ذلك جميع المعدات اللازمة لمواجهة الإرهاب.. وشدد أعضاء الكونجرس على أن ثورة 30 يونيو امتداد لثورة 25 يناير ليست انقلابًا.. وقالوا إن جماعة الإخوان.. منظمة إرهابية.

ولأننى مفروس جدًا من الطابور الخامس ومن على شاكلة عناصره.. فقد هاجمت أحدهم أثناء إدارته لندوة كان يتحدث فيها عن الشرعية ولم يتحدث عن الشريعة.. وسألته عن سر هذا اللبس الذى اتبعه أيضًا د. مرسى فى خطابه الأخير عندما ذكر كلمة الشرعية عشرات المرات وتناسى جهلاً ذكر كلمة الشريعة التى استخدمها وأهله وعشيرته فى تغييب عقول البسطاء حتى اغتصب السلطة فى غفلة من الزمن؟؟ وقبل أن يفكر «الإخواني» فى إجابة تصرف نظر الحضور عن جوهر السؤال.. قلت له إن تمسككم بالشرعية المشكوك فيها أصلاً وتجاهلكم الشريعة قد أوقعكم فى خطأ عظيم أمام الشعب الذى كشف زيفكم وسعيكم وتمسككم بالسلطان وشئون الدنيا دون العمل بالدعوة التى صدعتم بها رءوسنا.. وقبل أن أختم كلمتى وأجلس مكانى.. انهالت الأسئلة على هذا الإخوانى عن سبب العمليات الإرهابية فى سيناء وزرع القنابل أمام القطارات وكذلك التفجيرات التى نسمع ونقرأ عنها هنا وهناك.. وجاء الرد الإخوانى هادئًا بطعم برود حسن البرنس وصبحى صالح ومحمد البلتاجى بأن «الإخوان سلميون ولا يمكن أن يرتكبوا هذه الجرائم»!!

هؤلاء هم «الإخوان» لقد تعاملوا معنا وكأننا مجرمون.. أهانونا فى ديننا ودنيانا.. كذبوا على أنفسهم أولاً وعلينا ثانيًا عندما أشاعوا أنهم وحدهم المؤمنون.. رفعوا شعارات مضللة لم يعملوا بها مثل تطبيق الشريعة وكأن الناس كانوا يعيشون بدونها.. نظروا للناس باستعلاء وأخذوا الدين كمقاولة من الباطن ضمن مشروع غربى شوه صورة الإسلام والمسلمين معًا.. واليوم تحصد مصر نتيجة أفعالهم وأخطائهم.. والغريب بعد كل هذه الجرائم التى ارتكبوها منذ 80 عامًا ومازالوا يرتكبونها حتى هذه اللحظة.. نجد من يطالب بالتصالح معهم والإفراج عن قياداتهم التى حرضت على القتل وفى مقدمتهم د. مرسى!!.. أحد هؤلاء كان د. سعد الدين إبراهيم الذى قدم مبادرة للإفراج عن مبارك ومرسى معًا.. وبصراحة أنا لا أعرف بالضبط على أى أساس تعرض مثل هذه المبادرة؟؟ ومن عراب الإخوان والأمريكان!!.. وخيرًا فعل مبارك حينما رفض مجرد الحديث عن العفو وأصر على استمرار محاكمته.. وهنا يجب طرح السؤال التالى: هل قمنا بثورتى 25 يناير و30 يونيو حتى نجعلها دولة قانون.. أم دولة مساومات ومواءمات وخنوع وإذلال؟!.. أفيدونا أفادكم الله.. تلخيصًا.. إن الإخوان اختصروا الإسلام فى دائرة الحلال والحرام.. وتعاملوا بغباء حينما أغفلوا أن بين الحلال والحرام حياة كريمة بفضل المكروه والمستحب وأيضًا المباح.. وتجاهلوا كذلك أن أهل المحروسة ذات أغلبية إسلامية تميل للمذهب الشافعى.. ولا يفوتها العمل بالمذاهب الثلاثة الأخرى حسب مقتضيات المصلحة فثمة شرع الله.. هذا هو الشعب المصرى بتركيبته الإسلامية.. إسلام رحب يعتمد على التعددية ويبعد الناس عن الحشر فى الثنائية الإخوانية فى الحلال والحرام.. هذا إذا افترضنا فيهم حسن النوايا وعدم التطرق إلى الأهداف السيئة التى اتبعتها الجماعة أثناء حكمها مثل أخونة الدولة وإهدار المال العام على رواتب مستشارين إخوانيين فى جميع الوزارات وإعداد دستور فرق الشعب واستعدى قواه على بعضها البعض ختامًا.. نطالب لجنة الخمسين التى بدأت فى إعداد الدستور أمس الأول برئاسة عمرو موسى.. بأن تحافظ على النسيج الاجتماعى للدولة.. وأن تخرج لنا دستورًا يراعى فى مواده جميع الحقوق القانونية والسياسية والاجتماعية لكل المصريين.. دستورًا يعدل بين الطبقات فى الحقوق والواجبات.. دستورًا يحفظ سيادة الدولة ولا يسمح بضعفها.. دستورًا يضمن للمواطن البسيط مستوى معيشة مناسبًا سواء كان ذلك أثناء فترة عمله أو فى منصه أو خلال شيخوخته.. دستورًا يحجم دور رئيس الدولة ولا يمنحه صلاحيات الفرعون الذى يحصن قراراته وكأنها قرآن كريم - حاشا لله..دستورًا يحفظ تراث الأمة المصرية ويحمى تاريخها ويقدس عاداتها وتقاليدها وحضارتها من عبث العملاء والخونة.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.