عن "المصرية اللبنانية".. روائع متحف "محمود خليل وحرمه" في كتاب جديد
عن الدار المصرية اللبنانية صدر كتاب "روائع متحف محمود خليل" تأليف الفنان التشكيلي دكتور صبحي الشاروني ودكتور مينا صاروفيم، المؤلف يضم بين دفتيه نسخة مكتوبة بالعربية وأخرى تقتسم عدد الصفحات الـ 222، يستعرض المؤلف علاقة الثري محمود خليل وزوجته الفرنسية الأصل "إيميلين"، بهواية جمع التحف واللوحات والانتيكات النادرة لأسماء فنية عالمية وشهيرة تمثلت في لوحات لرسامين معروفين وسيبقوا بالذاكرة إلى مالا نهاية، بل أن هناك من خلال استعراض المؤلف لما يحوي متحف خليل من درر ثمينة هناك تماثيل لنحاتين وروائع من الخزف والتحف الصينية واليابانية وقد جعلا من قصرهما المطل على نيل الجيزة متحفًا نادر الوصف والمثال.
خليل كان له من اسمه الكامل: محمد محمود خليل بك دلالة في العشق وحب الفن في مناح متعددة ومدارس عظيمة في الخلق والتخليق الجمالي ظهرتا في جمعه لكافة صنوف الإبداع على مدار أكثر من ثلاثة قرون لأسماء عظيمة مثال "ألبان اليعازر ويس ولوحة الإسطبل وهي زيت على خشب، أمان جان " إدمون فرانسوا الرسام والحفار ولوحاته المتعددة الطباعة على الحجر، ولوحات ثقة،ولبيرتسون ألبير البلجيكي أكثر من لوحة في مكان مولده، ولوحات أخرى وقت احترافه وهجرته إلى باريس وهو الملازم للفنان الفرنسي رول في مرسمه، وقد تميز رسمه بالتعبير المتفوق عن المياه الضحلة وألوانه المحتشمة لتترجم لوحاته الهدوء في المناظر الطبيعية لضواحي بلجيكا القديمة ولندن العاصمة البريطانية الموجودة في لوحات أرصفة الميناء بلندن والمد والجزر.
كذلك هناك تماثيل نصفية وكاملة لأوجست رودان منها النحاسية والبرونزية. هذا وهناك عشرات بل مئات الأسماء للوحات وفنانين من غالبية فناني العالم في العصر الحديث وهي الحاملة لسمات الحداثة وما بعدها في بزوغ جمالي إنطلق في غالبيته من رؤي ومدارس كلاسيكية وغير تقليدية في الرسم سواءً الزيتي أو الجواش أو الزيت على توال، من هذه اللوحات لوحة النيل في الصعيد للفنان أوجين فرومانتان وهي زيتية على قماش ومساحتها 145 × 102سم وهي ضمن مجموعة الفنان هيكتور برام وانضمت لمجموعة متحف محمود خليل في العام 1949، بالإضافة للوحات لكونستان تريون ولعبة الكريكيت في حديقة بيدفورد للفنان كامي بيسارو وهو من أصل أمريكي.
المدهش فيما يضمه متحف محمد محمود خليل وحرمه تنوع المدارس والاتجاهات في المدارس الفنية فيما يخص اختياره لأعماله المنتقاة، أو المشتراة.. محمد محمود خليل كان من رجال السياسة البارزين طوال الربع الثاني من القرن العشرين، فقد كان وزيرا للزراعة في العهد الملكي وعضو بمجلس الشيوخ ثم انتخب رئيسا للمجلس لمدة ثلاث دورات متتالية ولكنه قبل وفاته أهدى القصر ومجموعة التحف التي به إلى زوجته "إيميلين"، وهى التي قدمتها للدولة بعد وفاتها وأوصت بأن يقام بها متحف لها، تحت إسم محمد محمود خليل وحرمه.. وبعد رحيلها وتحديدا في العام 1962 صدر أول كتالوج غير ملون للمتحف باللوحات ثم أعيد طبعه عام 1968.. ليروي سيرة الثري المقتني هاو الفن محمود خليل وحرمه بعدما صار منزله وبيته بحديقته تشهد على ماض عظيم كان الهم الأول والأخير لرجال الأعمال فيه جمع التحف واللوحات والانتيكات والتماثيل، واضعين نصب أعينهم أهمية المشاركة المجتمعية في الرقي والسمو بمشاعر وأحاسيس البشر وترك كل ما يؤكد قيمة هذا البلد قبل أثريائه وفنانيه بعرض والاهتمام بجل وكافة مدارس العالم في الرسم والتصوير..
يذكر أن غالبية اللوحات الموجودة بالمتحف والذي قدمها بدقة دكتور صبحي الشاروني وصاروفيم غلب عليها الحس والشكل والإيقاع للمدارس الطبيعية والتعبيرية والرومانتيكية والتي تدور بل تتوافر خارطتها المكانية بالعاصمة الفرنسية وبعض مناطق القاهرة في الصعيد لتتأكد أن جامع هذه اللوحات لم يكترث كثيرا بمقولات المستعربين ولا فنونهم ومدى ولا جدوي تقيمها. حيث أن كل اهتمامه ومعه زوجته اقتصر على جماليات الفن في بيئات ومناح ومدارس مختلفة. لترى لوحات رينوار بجانب هنري هاربيني وجان جاك وهنري تيودور واوجين بجانب جوجان وإديجار ديجا وكلود مونيه، ومجسمات وتماثيل كاملة من البرونز والنحاس وطلاء الذهب لباتيست كاربو، وهنري ليون. ورأس يوحنا المعمدان على طبق سالومي في الحديقة لجوستاف مورو ومستحمات تاهيتي لجوجان والتي تقدر بأكثر من 120 مليون دولار بجانب تماثيل رودان وتلك التي تجمع، بين العنفوان والحسية الرهيفة لتستعرض جمال وقوة الجسد الذكوري..
وسبق للنظام السياسي المصري في عهد الرئيس السابق حسني مبارك أن طرح فكرة بيع كل هذه الكنوز الثمينة بل التي لا تقدر بثمن لتسديد ديون مصر ورفض الوزير الفنان فاروق حسني بل كل جموع الفنانين في مصر بل الشعب المصري بكل طبقاته من خلال استطلاع الرأي مؤكدين أن هذا تراث مصري يحوى كل حضارات ورؤى بل وفن هو الأهم في تاريخ البشرية لما له من دلالات في أسماء ومدارس وحركات جمالية فنية إبداعية لاتجاهات كل صاحب لوحة أو تمثال.