رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة فرنسية ترصد المصالح الفرنسية التى قد يستهدفها النظام السورى فى الخارج

مجلة فرنسية ترصد
مجلة فرنسية ترصد المصالح الفرنسية التى قد يستهدفها النظام ا

اهتم الخبراء السياسيون والاستراتيجيون بتحليل تصريحات الرئيس السورى بشار الأسد التى أدلى بها لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية امس الثلاثاء .. وحذر فيها من "اندلاع حرب إقليمية" حال تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد سوريا.. كما هدد الحكومة الفرنسية بأنه ستكون هناك تداعيات سلبية للغاية على مصالح فرنسا إذ ما شاركت فى هذا التدخل".

ونشرت مجلة "لكسبرس" الفرنسية مقالا تحت عنوان "ما هى المصالح الفرنسية التى هدد الأسد باستهدافها؟" عرضت فيه لتحليل الخبراء حول طبيعة هذه التهديدات فى محاولة لمعرفة ما إذا ما كان الجيش السورى قادرا على شن هجمات داخل الأراضى الفرنسية أم ما إذا كان سيكتفى بالهجوم على المصالح الفرنسية فى الدول العربية المجاورة.

ويرى بعض الخبراء، أن تهديدات الرئيس السورى لفرنسا فى حال تعرض بلاده لهجوم عسكرى غربى ستترجم إلى هجمات تستهدف السفارات الفرنسية والرعايا الفرنسيين فى الشرق الأوسط خاصة فى لبنان.

وفى المقابل قال الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند "إننا نستعد لاتخاذ كافة التدابير اللازمة"، مؤكدا أنه أصبح "أكثر تصميما" بعد تهديدات الأسد لفرنسا.. خاصة وأنها موجهة للشعب الفرنسي".

ويرى الخبراء، أن النظام السورى لا يمتلك الوسائل اللوجيستية التى تمكنه من توجيه ضربات على الأراضى الفرنسية .. إلا أنه يستطيع استهداف مصالح فرنسا أو مواطنيها فى الخارج بواسطة مجموعات مسلحة تابعة لحزب الله اللبنانى الشيعى الحليف القوى للأسد.

وردا على تعزيز محتمل للإجراءات الأمنية المتعلقة بحماية الرعايا الفرنسيين، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن هذه الإجراءات تطبق بشكل دائم فى جميع انحاء العالم تبعا لأي تطور يطرأ على التهديدات".

وأشار فيليب لاليو المتحدث باسم الوزارة إلى أنه بعد اعتداءات لبنان فى مدينة طرابلس فى 23 أغسطس وفى بيروت فى يوليو و15 أغسطس "عززنا حالة الحذر فى الأراضي اللبنانية".

وكان الموقع الإلكتروني للوزارة الخاص بـ "النصائح للمسافرين" نصح الفرنسيين بالابتعاد عن الجزء الغربى من الأراضى اللبنانية إلا فى حاله الضرورة.. وبتجنب التوجه مطلقا إلى المناطق الحدودية للبلاد الواقعة فى الشرق وأقصى الجنوب وأقصى والشمال.

ومن جانبه، ذكر مصدر دبلوماسى فرنسى أن الخطر الرئيسى يكمن فى لبنان .. إذ يتواجد ما يقرب من ألفي فرنسى و20 ألف لبنانى يحملون الجنسية الفرنسية.. كما أن هناك تهديدات للمنشات الدبلوماسية الفرنسية وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) والمدارس والمراكز الثقافية الفرنسية.

وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية بأنها لا تخطط لوضع تدابير أمنية للرد على تهديدات الأسد.

ويرى فردريك جالوا -القائد السابق فى مجموعة التدخل التابعة للدرك الوطنى واحد مدراء شركة "جاليس سكيوريتى" المتخصصة فى ادارة المخاطر ضد المؤسسات الفرنسية فى الخارج- ان "تصريحات الاسد تمثل تهديدا واضحا بتنفيذ هجمات عن طريق السيارات المفخخة تستهدف المبانى الدبلوماسية لفرنسا او القوافل التابعة لليونيفيل (القوة الدولية التابعة للامم المتحدة فى جنوب لبنان)".

ومن جانبه قال لويس كابريولى الذى كان مكلفا لفترة طويلة بمكافحة الارهاب فى ادارة مراقبة الاراضى (المعروفة الان بإسم الامن الداخلى) ان "حزب الله اللبنانى يعد التهديد الاقليمى الوحيد".

وذكر كابريولى -وهو متخصص فى الجماعات الاسلامية ويعمل حاليا مستشارا خاصا لدى شركة امنية خاصة- بان "السوريين يعتبرون لبنان الساحة الخلفية لهم خاصه وانهم يستطيعون الاعتماد على حزب الله".

وابدى لويس كابريولة تخوفه من ان تستهدف هذه الحركة الشيعية اللبنانية الجنود الفرنسيين المشاركين فى قوات اليونيفيل فى جنوب البلاد .. اذ تعد فرنسا من اكبر الدول المشاركه فيها.

وفى المقابل قلل الرئيس السابق لجهاز امنى رفض الكشف عن اسمه من شأن تصريحات الرئيس السورى .. اذ قال ان "الاسد يتحدث كثيرا وبصوت عال لكنه لم يفعل شيئا بعد الغارة الاسرائيلية التى استهدفت منذ اسبوعين موقعا لمجموعة فلسطينية قريبة من النظام السورى فى جنوب لبنان".

واضاف "لا شئ يمنع الرئيس السورى من مهاجمةالجنود الفرنسيين من خلال حزب الله".

ومن جانبها اكدت قوة الامم المتحدة انها اتخذت "الاجراءات الامنية المناسبة" وفقا "لتقديرها الخاص للتهديدات" .. الا ان متحدثة باسم القوة قالت امس /الثلاثاء/ ان "الوضع على الارض هادئ".