رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محتجون متشحون بالسواد يطالبون هونج كونج بسحب مشروع قانون التسليم

جريدة الدستور

احتشد آلاف المحتجين المتشحين بالسواد في هونج كونج اليوم الجمعة، بعد انقضاء مهلة حددوها للحكومة لسحب مشروع قانون مثير للجدل لتسليم المتهمين للصين، في أحدث موجة من الاحتجاجات التي تعصف بالمدينة الخاضعة للحكم الصيني.

وتجمع المتظاهرون، وغالبيتهم من الطلبة الذين وضعوا قبعات ونظارات واقية وأقنعة وأقاموا حواجز على الطرق في الاحتجاجات التي غلب عليها الطابع السلمي وتهدف لمطالبة الرئيسة التنفيذية كاري لام، التي أرجأت تنفيذ القانون، بإلغائه بصفة نهائية.

وقال طالب يدعى إديسون نج شارك في الاحتجاجات في درجة حرارة تصل إلى 32 مئوية "وجود الناس هنا يضغط على الحكومة ويخبرها أننا لا نوافق على خططها بشأن التسليم".

وأضاف "لا نعلم إلى متى سنبقى...هل نغادر أم لا؟ الشعب هو الذي سيقرر".

وتشكل هذه الاحتجاجات أكبر تحدٍ شعبي يواجه الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ توليه السلطة في عام 2012. وأجبرت الحكومة على إغلاق مقراتها مؤقتا مجددا لدواعٍ أمنية.

وتردد صدى هتاف "لا استسلام" في الشوارع بالقرب من مقر الشرطة ودعا المحتجون قائد الشرطة ستيفن لو إلى التنحي وحذرت الشرطة الناشطين عبر مكبرات الصوت من الاقتراب.

وكان ملايين، ممن يخشون تقييد الصين لمزيد من الحريات في هونج كونج، قد خرجوا إلى شوارع المدينة هذا الشهر احتجاجا على القانون الذي يسمح بتسليم المتهمين إلى بر الصين الرئيسي، ليمثلوا أمام محاكم يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني.

وأدى ذلك إلى بعض من أعنف الاحتجاجات منذ عقود عندما أطلقت الشرطة الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

وألقي القبض على 24 شخصا خلال الاحتجاجات وتقول الحكومة إنه لن يكون هناك أي تهاون مع من كانوا في مقدمة صفوف المحتجين واقتربوا من الشرطة موجهين مظلات نحوها على سبيل المثال.

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 32 شخصا في المجمل، وأسقطت التهم ضد ثمانية منهم، ولم تذكر تفاصيل تتعلق بالتهم.

وزادت هذه الاعتقالات غضب الكثير من المحتجين الذين يطالبون الحكومة بإسقاط التهم، والكف عن الإشارة للاحتجاجات على أنها أعمال شغب، نظرا لأن الإشارة لها بهذا الوصف قد تعني الحبس لفترات أطول.

وركز المحتجون اليوم الجمعة، معظم غضبهم على الشرطة التي أحاطوا بمقرها.

وهتف بعضهم "الشرطة تضرب أطفالنا بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. أوقفوا التصويب على أطفالنا".

ونجح المحتجون في حشد عدة ملايين في الشوارع، ويرجع ذلك لأسباب منها وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل مثل تليجرام.

وبخلاف واتساب يسمح تليجرام بتشكيل مجموعات واسعة النطاق على الفور يديرها مجهولون.

لكن الشرطة تراقب الوضع، وألقت القبض على طالب يدعى إيفان إيب (22 عاما) وأحد مديري مجموعة على تليجرام بها أكثر من 30 ألف مستخدم بتهمة تكدير السلم العام.

وأكدت الشرطة لرويترز نبأ القبض عليه بعد تحقيق لمكتب الأمن الإلكتروني وجرائم التكنولوجيا دون ذكر تفاصيل.