رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثوره وليست انقلاباً ياسادة !!


تاريخ الأمم يؤكد أن إرادة الشعوب هى صانعة الثوارت وما حدث فى مصر فى الثلاثين من يونيـو المـاضى كان (ثورة) بكل المقاييس المستقرة فى علم السياسة ولم تكن محاولة قلب المفاهيم بالنظر إليها على أنها انقلاب إلا خلط متعمد من قبل الإخوان والمتأخونين والمتعاطفين مع النظام المنهار.

هذه المحاولة كانت تراهن على انهيار الدولة المصرية ولكن كما ذكرت أن إرادة المصريين التى صنعت وفجرت موجات المد الثورى منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن قد أفشلت المحاولة.

نجح المصريون فى حصار المد الإرهابى المتحالف مع قوى عالمية لطالما قادت الحرب ضد الإرهاب ذات يوم إلا أنها تناست هذه الحرب اليوم لتؤدى لغة المصالح دورها وليتحول عدو الأمس إلى صديق اليوم وليس غريباً أن تتحالف هذه القوى لضرب سوريا لصالح تنظيم القاعدة!!

نعود إلى مفهومى الثورة والانقلاب نتساءل لماذا صدق الغرب مقولة إن ما حدث فى مصر كان انقلاباً أعتقد أن ذلك يرجع إلى ثلاثة أسباب:

السبب الأول مرتبط بنظرة الغرب إلى أن الاوضاع السياسية فى مصر فى ظل الإخوان تتفق مع هذه المصالح وانطلاقاً من التحليل الموضح فى السطور السابقة.

السبب الثانى مرتبط بنجاح عناصر الإخوان فى تسويق المفهوم بالخارج فتلقفته آلة الإعلام الغربى واعتبرته الحقيقة.

السبب الثالث إنشغال الإعلام المصرى بالشأن الداخلى وفشل الإعلام الخارجى فى تغيير صورة مصر فى ذهنية المجتمعات الغربية.

إذن الثوره فى مفهومها الواسع هى إرادة شعبية تعكس ضميراً جمعياً وهذا ما حدث فى 30 يونيو ثورة شعبية إنحاز لها الجيش والشرطة والإعلام والقضاء وجميع مفاصل الأمة بما فيها الأزهر والكنيسة واستهدفت هذه الثورة تغييراً جذرياً شاملاً فى المجتمع بعبارة أخرى إحلال نظام سياسى مدنى يقوم على مبدأ التعددية محل نظام سياسى يجعل من الدين عباءة لتنفيذ مشروع الدولة المرتبطة بتنظيم الإخوان الدولى وإسقاط الوجه الوطنى والقومى العروبى لمصر.

هل ما حدث فى مصر وبالشكل المذكور كان (انقلاباً)؟ الفارق بين الثورة والانقلاب هو نفس الفارق بين ما تأتيه من فعل فى النور أو العلن وما تأتيه تحت جنح الظلام!!

الانقلاب فى معناه الواسع حركة محدودة المساحة والتأثير لا تعبر عن إرادة عامة ولا تستهدف غير تغيير فى قمة الهرم السياسى فقط.

الانقلاب إذن حركة محدودة المساحة والتاثير لا يعبر عن إرادة عامة ولا يستهدف غير تغيير فى قمة الهرم السياسى فقط والانقلاب قد يتحول إلى ثورة إذا جرى تأييده من قبل الشعب مثلما حدث فى ثورة 23 يوليو 1952.

لكن ما حدث فى مصر فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 كان ثورة شعبية أيدها الجيش وتم الإعداد تحت سمع وبصر حكم الإخوان وهذه الصورة تجسد بلا شك جانباً من جوانب عظمة وعبقرية شعب مصر.