رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

(شاهد) حوار على صفيح ساخن.. الخارجية القطرية تحت مقصلة النقد

وزير الخارجية
وزير الخارجية

لا يقتصر اعتلاء المناصب السياسية على القيام بمهام وظيفتها وممارسة الأعمال المنوطين بها فحسب، إنما يتطلب الأمر اختيار أُناسٍ قادرون على مواجهة الانتقادات اللاذعة، لاسيما الدولية منها أمام أنظار العالم، وفي خضم اللقاءات الإعلامية، يعتاد المسؤولون الرد على مثل هذه الانتقادات والتي قد تصل إلى حد الاتهامات في بعض الأحيان، إلا أن الخارجية القطرية لم تنجح في مواجهاتها الأخيرة مع مذيع قناة "دويتشيه فيله" الألمانية، إذ تحول الحديث مع المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر، من حلقة تلفزيونية، إلى حلبة مواجهة أضرمت نيران الاتهام في وجه النظام القطري.

وتداول رواد موقع التدوينات الصغيرة "تويتر"، عددًا من مقاطع الفيديو للقاء "الخاطر" مع مذيع القناة الألمانية الذي أعد قائمة تحوي الكثير من الاتهامات والانتقادات اللاذعة لمواجهة ممثلة النظام القطري بها.

"دعينا ننظر بعض النتائج الخاصة بكم لأنكم تعاملتم مع المشتبه بهم الإرهابيين لديكم بالتساهل أو الإهمال الاستثنائي، وأتسائل لماذا؟".. تساؤل طرحه مذيع "دويتشيه فيله" لمواجهة "الخاطر" بعدد من الوقائع الخاصة بمحاكمة الإرهابيين، أو بالأحرى، ضعف الإجراءات المتخذة ضدهم.

وأضاف: "لنأخذ بعض الأمثلة، تم إطلاق سراح إبراهيم الباكا، من السجن بعد أن وعد بعدم القيام بنشاط إرهابي في قطر، وكان هذا الرجل قد خطط لهجمات عسكرية ضد القواعد العسكرية الأمريكية في قطر".

وفي انتقاد ساخر، علق المذيع على الأمر قائلًا: "العقوبة قوية، أوعدنا بأن تكون ولدًا طيبًا وسنسمح لك بالخروج من السجن"، موجهًا حديثه للمتحدثة باسم الخارجية القطرية: "أنتي تتعاملي مع تعليقات وأنا أتعامل مع حقائق".

وفي قضية أخرى، تطرق مذيع "دويتشيه فيله" إلى الحديث عن الإمكانات القطرية في مراكز الترحيل، منتقدًا سوء الأوضاع الحالية لهذه المراكز قائلًا: "أنتم أغنى دولة على الأرض، ومع ذلك تشهد المراكز نقص في الغذاء والمسكن، ومراحيض غير صالحة للاستخدام، وانعدام وسائل للتهوية، وطعام غير صالح، في مراكز الترحيل، ألا تشعرين بالخجل من هذه الأشياء".

وردت "الخاطر" قائلة: "أي شخص يسمع هذه الأمور، يجب أن يشعر بالخجل، لا جدال في ذلك"، ليقاطعها المذيع: "لم تجيبي على سؤالي.. الإجابة بسيطة نعم أم لا؟".

وعند إجابتها بأن الحكومة القطرية تعمل على هذا الانتهاك، جدد المذيع انتقاده متابعًا: "كم من الوقت سيستغرق العمل عليه؟ أنتم أغنى دولة على الأرض؟ كم من الوقت سيستغرق لتأمين مراحيض صالحة للاستخدام الآدمي؟".

وصرحت "الخاطر": "هناك الآلاف من الأعمال التجارية المتوسطة والصعيرة الحجم، وهي من الصعب التحكم بها"، ليرد المذيع: "أنا أتكلم عن مراكز ترحيل أنتم من تشرفون عليها، وحكومتك تشرف عليها".

أما على الصعيد التشريعي في الداخل القطري، وجه مذيع "دويتشيه فيله"، اتهامًا للمتحدثة باسم الخارجية القطرية، بأن بلادها تفتقر لهذه السلطة قائلًا: "أنتم لا تملكون برلمان ولا تملكون أُناس تعترض، لا يوجد أناس لمناقشتهم وإقناعهم".

واستطرد قائلًا: "أميركم قال في 2014، سنقوم بفعل ذلك!، وهذا غير مقبول"، مضيفًا: "لا طعام مناسب ولا مراحيض صالحة في مراكز ترحيلكم.. هذا تعامل مروع من قبلكم!.. أنتم لا تفعلون شيئًا حتى يتم إجباركم عليه!.. أنتم تفعلون الحد الأدنى من الضروري".

وفي اتهام آخر، تناول المذيع كيفية تعامل النظام القطري مع عبداللطيف الكواري، متسائلًا: "لننظر إلى عبداللطيف الكواري الذي تم القبض عليه في عام 2016، ويفترض أنه قضى مدة عقوبته، كانت إقامته الجبرية نظيفة للغاية، لتمكن من تنسيق التمويل بين المالية القطرية وتنظيم "القاعدة"، وعلق ساخرًا: "تهمة خطيرة ويعاقب فقط بضعة أشهر وفي المنزل؟! هذه نكتة".

لترد "الخاطر" قائلة: "هناك شيئًا يسمى حكم القانون، كم عدد الأشخاص المصنفين على قائمة الولايات المتحدة، لديك مواطنون أمريكيون على سبيل المثال، هذا يسمى سيادة القانون، الأشخاص الذين ذكرتهم مدرجون في قوائم المراقبة".

ليجدد المذيع سؤاله قائلًا: "السؤال عن مدى فاعلية إجراءتكم، ما مدى فاعلية الأمر بالنسبة لسعد الكعبي الذي قالت الحكومة الأمريكية، أنه جمع تبرعات الإرهابيين في عام 2014 إلى عام 2017، لاحظت وزارة الخزانة أنه لا يزال يشارك بنشاط في تمويل ننظيم "القاعدة" بعد عام.. هذا تدبير فعال؟!".

وفي معرض سؤاله عن توقف العملية السياسية في قطر، وجه مذيع "دويتشيه فيله" سؤاله لـ"الخاطر" قائلًا: "نرجع مرة لأوائل الألفينيات من القرن الماضي، إذ قدمت قطر العديد من الوعود لإضفاء الطابع الديمقراطي، أتسائل لماذا توقفت العملية، لأن دستور 2003 ينص على أن 30 من أصل 45 من أعضاء المجلس الاستشاري للأمير سيدخلون بانتخابات كل أربع سنوات، ومضى 16 عامًا من ذلك الدستور ولم تحدث الانتخابات التي تم اقتراحها مرارًا وتكرارًا، لماذا؟".

وجاءت إجابة "الخاطر" الأكثر غرابة: "الجواب واضح ومباشر، للأسف بعض جيراننا لم يكونوا سعداء بذلك"، - وهو ما أثار سخرية العديد من متابعي اللقاء على مواقع التواصل الاجتماعي - ليرد المذيع قائلًا: "ومنذ متى وأنتم تهتمون بما يفكر فيه جيرانكم؟".