رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عماد حمدي: 200 مليون متعطل حول العالم بسبب الرأسمالية المتوحشة

جريدة الدستور

قال الكيميائي عماد حمدي الأمين العام للاتحاد العربي للنفط والمناجم والكيماويات، إن الاتحاد العربي لعمال النفط والمناجم والكيماويات، يؤمن بأهمية ودور الحوار الاجتماعي بين أطراف العمل الثلاثة، حيث قام بتطبيق ذلك عمليا من خلال استراتجية عمله وأنشطته على مدار العام الماضي 2018.

وأضاف خلال كلمته في الدورة 108 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد حاليا في قصر الأمم المتحدة بجنيف، أن الاتحاد نظم العديد من المؤتمرات واللقاءات في دولة المقر "مصر"، وفي ربوع البلدان العربية، كما أن أنشطته تخطت الخليج العربي ووصلت أوروبا، حيث وقع بروتوكلات تعاون مع العديد من المنظمات النقابية الصديقة هناك، كما أنه بصدد تنظيم مؤتمر عربي أفريقي خلال العام الجاري، كذلك تنظيم مؤتمر اقتصادي كبير لدعم توجهات الاتحاد، وتعظيم الاستفادة من موارده حرصًا على مصلحة العمل والعمال.

ودعا حمدي، كل الشركاء الاجتماعيين للتعاون مع الاتحاد ومد أيديهم للتعاون المثمر، ومنهم مكتب منظمة العمل الدولية بأفريقيا والمنطقة العربية.

وأضاف أن رؤية الاتحاد المستقبلية تتركز في:

أولًاً: القضية المركزية للدول العربية ولشعوب العالم بأسره هي القضية الفلسطينة، والتي نأمل أن تتحول مشاركة فلسطين في مؤتمر العمل الدولي القادم كدولة وليس كأحد حركات التحرر وأن القدس هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، فهي القضية التي يوليها اتحادنا اهتماما كبيرًا، من خلال الاتحاد لدولي لنقابات العمال العرب مع كافة الاتحادات العربية وفقًا للقرارات العديدة التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وأيضا ما صدر عن منظمة العمل الدولية في مؤتمراتها السابقة نحو أهمية تحقيق العمل اللائق لكافة عمال العالم ومن بينهم بالطبيعة والضرورة عمال فلسطين، ومن هنا نبرز أهمية تلك القضية المحورية والتي نسعى جميعًا مع المجتمع الدولى من أجل حلها وجلاء الاحتلال، وتحقيق المصير للشعب الفلسطيني نحو إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وبذلك نكون قد حققنا الأمل في التعايش السلمي من أجل رخاء واستقرار شعوب المنطقة والعالم.

ثانيًا: أطلق من هنا نداء لكل دول العالم أن نسعى جميعا إلى تحقيق الاستقرار الأمني والسبيل الوحيد لذلك يتمثل في احترام جميع الدول لمبادئ حسن الحوار والجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشئون الداخلية وانتهاك سيادتها، خاصة وأن مثل هذه النزاعات والصراعات تعود بالسلب على العمال وبالتالي على إحداث التنمية وبناء التقدم الذى ننشده جميعا.

ثالثًا: أوجه نداء إلى دول العالم بآسره أن يتضامن لمحاربة ظاهرة الإرهاب التي باتت تهدد أمن واستقرار البشرية كلها وهذا ما يتعارض مع كافة المواثيق والأعراف الدولية.

رابعًا: يتطلع اتحادنا العربي إلى المزيد من التعاون الفني من خلال منظمة العمل الدولية في مجالات البرامج التدريبية وعلاقات العمل والوظائف الخضراء، ولدينا أماكن التدريب المناسبة التي تكفل نجاح مثل هذه البرامج خاصة ونحن مقبلون في دولنا العربية على مراحل التحول الاقتصادي والتي تتطلب منا الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة.

وأكد حمدي، أن المنطقة العربية، كانت ولا زالت مسرحا للعمليات الإرهابية التي تواصل تهديدها لعملية الاستقرار في بعض بلداننا بل وفي العالم أجمع، حيث يوضح ذلك بالأرقام تقرير المنتدى الاستراتيجي العربى للدراسات الذي رصد تكلفة عدم الاستقرار السياسي والأمني وظهور الإرهاب، خلال السنوات الخمس الماضية، وجاءت على النحو التالي:
(دمار كامل للبنية التحتية لأربعة دول عربية هي ليبيا واليمن والعراق وسوريا، 14 مليون لاجئ، 8 مليون نازح، 1.4 مليون قتيل وجريح، 25 مليون عاطل عن العمل، 900 مليار دولار بنية تحتية مدمرة، 640 مليار دولار سنويا خسائر في الناتج المحلي العربي، 50 مليار دولار تكلفة اللاجئين سنويا، 14.5 مليون طفل لم يلتحقوا بالمدرسة عام 2016، 60% زيادة في معدلات الفقر آخر عامين، 90% من لاجئي العالم عرب، 80% من وفيات الحروب عالميًا عرب".

وأضاف، أن تحديات الإرهاب وغياب الأمن والأمان وضعف التشريعات لم تكن آفة على العالم العربي فقط بل على العالم أجمع، مما يجعلنا نؤكد طلبنا وأن نبدأ فورا في العمل المشترك من أجل عالم خال من الأزمات ومن السياسات الرأسمالية المتوحشة التي تسببت في تلك المصائب الكبرى، فيكفي أن ندلل على ذلك بما جاء في تقرير لمنظمة العمل الدولية بأن تلك السياسات تسببت في زيادة عدد المتعطلين عن العمل حول العالم إلى 200 مليون متعطل.

وتابع: الأمر يستدعي خلق 600 مليون فرصة عمل، وفقًا لهدف التنمية المستدامة الذي وضعته الأمم المتحدة والمتمثل في توفير عمالة كاملة وعمل لائق للجميع بحلول عام 2030، وقولها، أي منظمة العمل الدولية، أن أعداد العمال الذين يقعون بين براثن الفقر في ازدياد مستمر، فيما لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27% من سكان العالم، وموضحا أنه فى كل عام يفقد حوالي 2.3 مليون عامل حياتهم بسبب غياب السلامة والصحة المهنية، فضلًا عن الأعباء الثقيلة المتمثلة في الأمراض المهنية، إضافة إلى أن هناك لا يزال 168 مليون طفلٍ عامل، و21 مليون ضحيةٍ من ضحايا العمل الجبرى، كما أن نصف القوة العاملة في العالم تعمل في الاقتصاد غير المنظم، وقولها أيضا أنه لا تزال فرص العمل الهشة وغير اللائقة في الدول العربية تؤثر عميقًا على عالم العمل، ويُعتبر استمرار ارتفاع معدل البطالة، والذي يقدَّر حاليًا بنحو 17%، المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار.

وفي هذا الإطار نطالب منظمة العمل الدولية، أن تتعاون في تقديم كل أشكال الدعم لبلداننا العربية التي تحقق الآن الانتصارات على الإرهاب وتخطو خطوات ثابتة نحو إعادة الاستقرار والذي هو بمثابة الأرض الخصبة للتنمية والتقدم الاقتصادى ولعل ما ما يتم في مصر الأن من مشروعات عملاقة وبنية أساسية لجذب وخلق فرص عمل جديدة بعد الأستقرار الأمني والسياسي لاسوة حسنة، وأيضًا يكون الدعم من خلال، وهو ما يلقى بالمسئولية على منظمة العمل الدولية بأن تدعم تلك المسيرة بإعادة النظر في سياسات إدراج بلدانا على قائمة الملاحظات، وأن تدعم روح العمل والإنتاج السائدة الأن، والتعاون معنا حيث أننا نمد أيدينا الى منظمتكم الموقرة والشركاء الاجتماعيين حول العالم الباحثين عن الحق والعدل الذي هو عنوان التنمية والاستقرار.

وأيضا هناك بعض الحلول التي قد تمد يد العون إلى بلاد الشرق الأوسط وهي:

١) تشجيع أوروبا للسوق التنافسية في بلاد العالم العربي والتقليل من منافسة المنتجات المحلية العربية.

٢) إرسال بعثات تدريبية ممولة من منظومة العمل لتدريب عمالة جيدة في الدول العربية وصنع شريك قوى يرتقي لجذب الاستثمار المباشر.

3) محاربة الاندماجات المتتالية للشركات العملاقة والشركات متعدة الجنسيات لأنها تصنع مارد قوي يصنع السعر ويتحكم بالأسواق الصغيرة وأيضا يخلق بيئة تهيئ للعبودية وهضم حقوق العمال.

4) محاربة استحواذ شركات متعددة الجنسيات على الشركات المحلية الصغيرة وبائعى التتجزئة والتى تؤدى إلى تسريح العمالة وتدمير العمالة المحلية.

5) توفير تقنيات تكنلوچية حديثة لدول الأسوات الناشئة لتوفير بيئة عملية للعمال.

وختم حمدي كلمته، بأن الاتحاد يريد خلق عالم يسمو إلى حقوق الإنسان يهئ العالم لنشر مبادئ المساواة والعدالة الإجتماعية لأن العمالة هي حجر الأساس التي بنيت عليه الحضارة الصناعية والتكنولوجية الحديثة ولذلك إذا دمر حجر الأساس فينهار المبنى كله وسيكون ذلك المسمار الأخير في نعش الحضارة الحديثة.