رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد أبوزيد يكتب: علينا أن نعى الدرس

جريدة الدستور

اصطف الشعب المصرى بكل أطيافه خلف مواكب شهداء كمين «البطل ١٤» جنوب مدينة العريش، فى نجوع وقرى ومدن محافظات المنوفية والغربية وسوهاج والفيوم وقنا وزفوهم عرسانًا لجنة الخلد، وتعالت صيحاتهم «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله» و«الثأر للشهداء».
لم تمر سوى ساعات إلا وكانت وزارة الداخلية قد بدأت فى الثأر، هذا إلى جانب نجاح قوة الكمين فى القضاء على خمسة من المهاجمين وإجبار الآخرين على الفرار بعد استمرارهم فى المقاومة، ضاربين المثل فى الصمود والتضحية، بل إن أحد أبطال الكمين نجح فى منع كارثة، وكانت يده أسرع من يد أحد الإرهابيين المهاجمين الذى حاول أن يفجر الكمين بالكامل، ويحوله لبحر من الدماء بواسطة الحزام الناسف، الذى كان يلفه حول وسطه، حيث استرعى انتباه أحد أبطال الكمين من خلال تحركه وانتفاخ جسده بما يشير إلى التفاف شىء ما حول وسطه، وكذلك تحركاته المريبة، حيث كان يسعى للوصول لنقطة مركزية فى وسط الكمين حتى يفجر الكمين بالكامل، وقبل أن تصل يده لزر التفجير كانت طلقات البطل أسرع من حركة يد الإرهابى، وتم اكتشاف هذا الأمر بعد فحص جثث الإرهابيين الخمسة الذين تمت تصفيتهم وهروب الباقين، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على التدريب العالى لقواتنا المسلحة، وجهاز الشرطة واكتساب الخبرة والأخذ بزمام المبادرة، يضاف لكل هذا العقيدة الثابتة لديهم بالتشبث بالموقع والأرض وعدم الهروب حتى الاستشهاد، حيث ارتقى ضابط وأمين شرطة و6 من الجنود إلى الفردوس الأعلى باستشهادهم، ووصلت قوات التدخل السريع التى نجحت فى تتبع الفارين من الإرهابيين حتى وصلت لمكان اختفائهم الذين بادروهم بإطلاق نار كثيف، فردت عليهم مما أدى إلى القضاء عليهم بالكامل، وهذا يؤكد قوة الأجهزة المعلوماتية لوزارة الداخلية، وقدرتها على تحديد أماكن الجناة رغم عدم مرور وقت طويل، كما جاء فى تصريح لأحد الخبراء الأمنيين، ورغم هذه الملحمة البطولية لقواتنا المسلحة وجهاز الشرطة إلا أننا نسجل خطأ قاتلًا تم ارتكابه فى حق قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة، من رواد فيسبوك أو السوشيال ميديا، فما أن عرف خبر الاعتداء على الكمين حتى نشطت الكتائب الإلكترونية لأعدائنا والداعمين للإرهابيين بترديد الأخبار الكاذبة وتلفيق وفبركة الفيديوهات التى تسىء لأبطالنا من القوات المسلحة وجهاز الشرطة.. للأسف الشديد سارع البعض من حسنى النية بترديد هذه الأخبار، ونقل هذه الفيديوهات والترويج لها دون انتظار بيان المتحدث الرسمى لقواتنا المسلحة أو بيان من وزارة الداخلية، الأمر الذى حول هؤلاء لأداة تخدم الدعاية السوداء للإرهابيين، ونأمل أن نعى هذا الدرس ولا نكرره مرة أخرى لأنه يضر بنا أشد الضرر، وعلينا أن نأخذ حذرنا من الخلايا النائمة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والتنظيمات التى تدور فى فلكها، وقد آن الأوان لفرز صفوفنا حتى يتم التصدى لهذه الخلايا، لأنها تشكل خطرًا على أمننا القومى، وهذه العملية ما هى إلا دليل على إفلاس التنظيمات الإرهابية، وأن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة نجاح العملية الشاملة «سيناء 2018»، وليست دليلًا على قوتهم، فهم حاولوا استغلال صلاة العيد وقاموا بعمليتهم الخسيسة، مستهدفين معنويات الشعب، حيث كانوا يستهدفون اختراق النطاق الأمنى من ناحية جنوب العريش والدخول للمدينة من أجل ارتكاب مجزرة على غرار مجزرة مسجد الروضة ببئر العبد، إلا أن يقظة قوة الكمين حالت دون ذلك، وتصدت لهم بكل قوة مما ترتب عليه قتل خمسة منهم وفرار الباقى، مما تعد عملية فاشلة وليس كما تروج كتائبهم الإلكترونية، واستكملت قوات التدخل السريع تتبع الفارين حتى تمت محاصرتهم والقضاء عليهم. عملية متكاملة لأسود قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة الذين أصبحوا يملكون زمام المبادرة من خلال المعلومات المتوافرة لديهم.
وتأتى هذه العملية عقب نجاح جهاز المخابرات المصرية فى تسلم هشام العشماوى أحد قادة جناحه العسكرى قبل انشقاقه وإعادته لأرض الوطن لتتم محاكمته عن جميع الجرائم التى ارتكبها وهو الأمر الذى حاز على إعجاب أجهزة المخابرات العالمية، كما أثار الذعر والرعب لدى القيادات الإرهابية الهاربة، سواء فى قطر أو تركيا.. إلخ، إذ أحسوا أن مصيرهم سيكون نفس مصير هشام عشماوى، كما أن هذه العملية جاءت متزامنة مع تقرير منظمة هيومن رايتس، الداعمة للإرهاب، ونجاح عملية سيناء الشاملة 2018، والمواكبة لعملية التنمية الشاملة بربط سيناء بحضن الوطن من خلال الأنفاق العملاقة، فعلينا استيعاب الدرس جيدًا.. وألا نكون أداة ترويج لدعاية أعدائنا السوداء، من خلال السوشيال ميديا اللعينة وبإذن الله سيكون النصر حليفنا.