رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الشقيانين في الشوارع".. عم رشدي يبحث عن الرزق في نهار رمضان

جريدة الدستور


تحت لهيب الشمس الحارقة، يجوب الشوارع، جارًا عربته الحديدية، حاملًا مكنسة خشبية، وجاروف، تلك الأدوات هي رفيقة طريقه على كورنيش الإسكندرية، ليلتقط بهم بعض بقايا الأطعمة، أو أوراقًا ضلت الطريق إلى صندوق القمامة فتوسطت طريقه لينتشلها، تاركًا مكان عمله نظيفًا، ليعود مرة أخرى لتنظيفه مما يقع عليه.

رشدي بركات، عامل نظافة يبدأ رحلته اليومية في ظل ارتفاع درجة الحرارة ومشقة الصيام، في تنظيف كورنيش منطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، فالمنطقة التي تعج بالزائرين إليها خاصًا في موعد الإفطار، تصبح مقلبًا للقمامة جراء ما يقع من الناس من إلقاء بواقي الأطعمة على رصيف الكورنيش، غير عابئين بما يتحمله عامل النظافة، لتجميل الممشى وتنظيف المكان لهم.

في الثانية ظهرًا يبدأ عم "رشدي" 59 عامًا رحلته اليومية في تنظيف الكورنيش، مستمرًا في عمله حتى العاشرة مساءً.

يقول عم "رشدي" لـ"الدستور"، إنه يعمل في شركة النظافة الخاصة بشوارع المحافظة منذ 17عامًا، بعد أن كان يعمل في بعض المهن الحرة، مستكملًا عمله في الفترة من بعد انتهاء عمله في شركة النظافة بوردية ليلية في إحدى المستشفيات لتوفير متطلبات عائلته.

وتابع، لدي ثلاثة بنات، إحداهن في الجامعة، والأخرى، في الثانوية العامة، وأكرمني الله بتزويج الثالثة، فأتحصل على مرتب بسيط ولا بد من السعي لكسب الرزق حتى تستكمل بناتي تعليمهن.

وعن مشقة العمل في الصيام يقول "عم رشدي"، "إن العمل في نهار رمضان يحتاج إلى جهد مضاعف خاصًة في هذه الأيام، فدرجة الحرارة مرتفعة والشمس حارقة، لكن ربنا بيقدرنا ويقوينا".

وأضاف أنه لا يترك الصلاة أثناء العمل، فيوجد من هم يساندونه في الحفاظ على أدواته حتى يتوضأ ويفترش الأرض للصلاة، موضحًا: "لا أريد التقصير في حق الله أو في عملي".

وأشار بأن هناك مظاهر سيئة يراها يوميًا، فالناس أصبحت لا تبالي بالعامل الذي يشقي لتنظيف المكان الذين يجلسون به، فبمجرد تنظيفي لأحد الاماكن، ترمى الأطعمة والقمامة مرة أخرى، علما بأنه يوجد سلات قمامة معلقة، ولا نستطيع أن نعبر عن استيائنا لتلك الأعمال، فنحن مكلفين بالعمل حتى لو تم تنظيف المكان عدة مرات.