رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمام النار.. سيدات تسعين للقمة "العيش" في نهار رمضان

سيدات
سيدات

في نهار شديد الحرارة، مكثن أمام لهيب الفرن، ينتظرن نتاج أيديهن من أرغفة الخبز التي أنضجتها النيران، فقد اعتدن على ذلك العمل يوميًا منذ عدة سنوات، وعلى الرغم من ارتفاع حرارة الجو في نهار شهر رمضان، فلم يمنعهن الصيام في ذلك الطقس، من الاستمرار في في عملهن من أجل "لقمة العيش".

على طريق السريع بداخل محافظة الإسكندرية، وفي أحد المناطق النائية، افترشن الأرض محتمين بأعمدة من الأخشاب تحمل فوقها بضعة أقمشة تقيهن أشعة الشمس الحارقة.

انتقلت "الدستور" لمعايشة يوم مع "الخبازات" اللاتي يتحملن المشقة ويبذلن الجهد في نهار رمضان.

في البداية تقول أم عبده، 59 سنة إنها تخرج من منزلها في عزبة الشيخ بمنطقة العوايد لتأتي إلى فرش الخبيز يوميًا منذ الرابعة فجرًا وتستمر في العمل حتي الحادية عشرة مساءً. وتضيف: "استأجرت ذلك المكان بعد أن مرض زوجي، واضطررت أن أخرج للعمل، فلدي أربعة أبناء توليت تربيتهم والتكفل بهم".

وتابعت: "بدأت العمل منذ 6 سنوات، بتجميع السيدات اللاتي لهن نفس الظروف القاسية، لنعمل في مهنة شريفة نستطيع أن نوفر بها متطلبات الحياة، مشيرة إلى أنها تنتج أنواع العيش الفلاحي والقرص والكعك، والفطير".

"الجلوس أمام نار الفرن ليست مهمة سهلة، خاصة في أيام الحر والصيام، والحمد لله ربنا بيقدرنا على صيام الشهر الكريم" بتلك الكلمات بدأت فوزية محمد على 54 سنة، الحديث عن عملها في شهر رمضان.

وأضافت أنها بدأت العمل في تلك المهنة منذ 13عامًا: "كنت أعمل بخبز العيش في منزلي، وبعد أن أصبح العيش يقدم على بطاقة التموين، قل الإقبال على شراء العيش الذي أقوم بخبزه، فلجأت للنزول للعمل لكي أستطيع توفير متطلبات أسرتي، فلدي 3 أبناء، وزوجي مريض كبد وأجرى عدة عمليات فليس لديه القدرة على العمل".

تابعت: أبدأ العمل يوميًا منذ التاسعة صباحًا وحتى السادسة قبل موعد الإفطار، وأتحصل على اليومية التي أشتري بها متطلبات عائلتي، والتي قبل وصولي إلى المنزل تكون قد أوشكت على الانتهاء، فرغم تلك المشقة قد نتحصل على بضع جنيهات، لكنني لم أعرف لي مهنة غيرها.

وأشارت أنهن يمكن أن يبقين يومًا كاملًا لا يبيعن شيئًا: "لا بد من خبز العيش طازة يوم بيوم، فمن يشتري الخبز والفطير الفلاحي، يكون يبحث عن منتج طازج".

وعن عدد السيدات اللواتي يعملن معهن، قالت: "أم عبده" إن هناك 3 سيدات يعملن، جميعهن يمررن بظروف صعبة، فمنهن المطلقة والأرملة، وهن المسئولات عن أسرهن وتربية أبنائهن، مؤكدة أن المهن الشاقة لا تقتصر على الرجال فقط، فهناك سيدات بسيطات، تحملن المشقة لتوفير متطلباتهن الحياتية.