رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الإفدرين القاتل".. دواء لإنقاص الوزن يسبب سكته دماغية

جريدة الدستور

ولاء محمد، فتاة عشرينية، تروي تجربتها في رحلة إنقاص الوزن بعد أن ظهر شغفها ورغبتها الشديدة في إنقاص وزنها، قائلة: "ترددتُ على عدد كبير من أطباء التخسيس وجربت ألوانًا من أدوية تسبب
تقليل الشهية، بالتزامن مع نظام غذائي قاسٍ، لكنني كنت في حاجة إلى فقدان كثير من الوزن في وقت قصير، وبالصدفة سمعتُ من أصدقائي عن دواء (الإفدرين) الذي يستخدمه لاعبو كمال الأجسام، وكنتأتابع مع طبيب ولم أخبره بأنني سأبدأ تناول (الإفدرين) خشية رفضه تناولي لهذا الدواء".

وتابعت،: بدأت أتناول جرعة قليلة، لأنى سمعت تحذيرات، وبانتهاء الاسبوع بدأت تظهر علىَّ أعراض مرضية، كزيادة ضربات القلب، عدم قدرتي على النوم، وعدم التحكم في حركة العين، وبعد عناء من الاضطرابات النفسية والجسدية التي كان "الإفدرين" سببا فيها قرَّرت التوقُّف عن تناوله، وعدت إلى الطبيب.

وحذر مركز السموم التابع لكلية الطب جامعة الإسكندرية من تداول "الإفدرين والكورتيزون"، اللذان يُستخدمان لإنقاص وزيادة الوزن، للحصول على قوام متناسق، ولكنهما يشكلان خطورة على حياة الفرد.

وأوضحت مها غانم، المشرف على المركز، في بيان صدر، إن كلا من عقار "الأفدرين" المستخدم لإنقاص الوزن و"الكورتيزون"، من الممكن أن يؤديان إلى الوفاة.

وأضافت أن خطورة تناول عقار الإفدرين تكمن في عدم انتظام دقات القلب، وتضيق الأوعية مع ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالأرق والارتباك والهلوسة وجنون العظمة، إضافة إلى خطر الإدمان.

ضحية أخرى لعقار الإفدرين كشفت عنها علا فتحي، أخصائية سمنة ونحافة، وتقول فوجئت في أحد المرات بحالة تعاني من ضعف شديد وهزلان، وبدأت تحكي لي عن الروتين الغذائي التي اتبعته هذه الفتاة في الشهور الماضية.

وتابعت:علمت من الفتاة أنها كانت تتردد على إحدى صالات الجيم لتخسيس وزنها وهناك نصحها الكابتن بتناول عقار "الإفدرين" لضمان نتيجة أسهل وأسرع، ومع مرور الوقت باستعمالها هذا الدواء بدأت نظهر عليها أعراض كسرعة ضربات القلب والصداع الدائم والأرق، بالإضافة إلى فقدان الوزن بصورة غير مرغوب فيها، حتى أنها حاليًا تبحث عن شئ يعيد لها وزنها.

ويقول الدكتور عمر سلامة، أستاذ العقاقير والكيمياء والعلاج الطبيعي، إن معظم أدوية التخسيس تستخدم مواد محظورة دوليًا، وتكون مهربة وتدخل بطرق غير شرعية.

ويوضح أن تلك المواد تلعب على مؤثرات المخ وعضلات القلب، ومن الممكن أن تسبب تؤدي إلى سكتات دماغية وجلطات قلبية، مبينًا أنه لا تساعد على التخسيس ولكن تعطي مجرد إحساس بالشبع فقط.

وأكد الدكتور إيهاب طاهر، وكيل نقابة الأطباء،على أن تلك المواد المحظورة التي تستخدم في أدوية التخسيس لا يكتب لها تحذير خارجي على علب الأدوية، هو يعتبر تزييفًا لحقيقتها.

ويرى أن أدوية التخسيس المستوردة وكذلك المكملات الغذائية أحد أكبر الكوارث الصحية الموجودة في مصر، مشيرًا إلى أن هناك قوانين تحتم على الشركات كتابة كل المواد التي تدخل في تصنيع الأدوية لكن ذلك لا يحدث.

ويوضح أن التلاعب فى الأدوية المستوردة، يحدث على مستويات عدة، فيتم ذلك من خلال التلاعب فى المواد الفعالة والداخلة فى تركيبها أو تغيير الصلاحية أو فى أثناء عمليات النقل والتخزين والتهوية الجيدة.

وسبق وأن حذرت اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة، عام 2010، من دخول أدوية تخسيس مستوردة تحتوى على مواد محظورة تسبب أمراض مزمنة وأزمات قلبية وجلطات دماغية.

وأعقب البيان، تحذير رسمى من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» من استخدام المواد المحظورة دوليًا في أدوية التخسيس كونها قاتلة بحسب وصفه.

أوضح محمد أبو الغيط، سكرتير الجمعية الطبية المصرية لدراسة السمنة والأستاذ بكلية طب قصر العيني، أن وباء السمنة يتزايد عالميًا بمعدلات سريعة سنويًا، وأصبح خطرا يهدد كل المجتمعات.

وأشار إلى أن معدلات السمنة قد وصلت في مصر إلى ٥٠٪ بالنسبة للرجال وأكثر من ٧٠٪ للسيدات، موضحا أن ٩٦٪ من أسباب السمنة ترجع إلى وجود استعداد وراثي، مع اتباع أنماط الحياة غير الصحية من زيادة السعرات الحرارية، وقلة النشاط البدني، وقد ترجع السمنة في ٤٪ من الحالات إلى بعض الأسباب المرضية، مثل كسل الغدة الدرقية، أو بسبب الآثار الجانبية لأدوية تعالج بعض الأمراض مثل الكورتيزون ومضادات الاكتئاب.