رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حلم الطعام والماء».. كيف يعيش 800 ألف لاجئ بمخيمات الروهينجا؟

جريدة الدستور

«ذبح، حرق، قتل، اضطهاد، تهجير»... تتلخص حياة مسلمي الروهينجا بين هذين القوسين، سُلبت حريتهم، وأهُدرت حقوقهم، وأنُكرت احتياجاتهم، حتى وطنهم الملاذ الوحيد، لم يعد آمنًا، ضاقت بهم الحياة فلم يجدوا خيارًا سوى الرحيل، هجروا بلدهم الحبيب «ميانمار» واتجهوا إلى جارتهم «بنجلاديش» الدولة الإسلامية الواقعة في جنوب قارة أسيا. أقاموا المخيمات في مدينة «كوكس بازار»، وعاشوًا معًا في رحاب الإسلام.
مضت السنون وصارت مخيمات الروهينجا من أكبر مخيمات العالم للاجئين، يعيش بها أكتر من 800000 ألف مسلم، أما البقية فقد هربت أثناء الاضطهاد إلى حيث لا تدري في أغطسطس 2017. «الدستور» تحدثت إلى بعض قاطني المخيمات، لترى كيف تمضي حياتهم، لاسيما في شهر رمضان.
 
«ماييو علي»، يقطن في مخيم بالوخالي. كرس حياته للدفاع عن قضية بلاده، اتقن اللغة الإنجليزية وصار شاعرًا يكتب قصائده بها، ليعبر عن معاناة مسلمي الروهينجا، يقول: «عدد النساء في المخيمات 55%، و35% أقل من 18 عام، و10% شباب ورجال، الأطفال هنا لا يتلقون تعليمًا حكوميًا، لكنهم يدرسون فقط من خلال مراكز التعليم، وتتولى المنظمات غير الحكومية الدولية هذه المهمة». أحلامًا بسيطة تحملها هذه المخيمات التي شُيدت من «المشمع» و«الخيزران» وهي التعليم والدخل وحرية الانتقال، أما المساعدات الإنسانية التي يتلقونها تقتصر على الأرز والزيت والملح والعدس، لكنها لا تكفيهم، لأنهم يتناولون 3 وجبات خلال اليوم.
 
ويضيف الشاب العشريني: «برنامج الأغذية العالمي يمنحنا الطعام مرتين في اليوم فقط». لم تكن أجواء رمضان هنا صاخبة أبدًا، فالحياة هادئة بكافة تفاصيلها، كما أن المخيمات لا تحميهم من حرارة الشمس فيمضون صيامهم في وهن شديد، إضافة إلى عدم توفير طعام جيد للإفطار. تنقسم المخيمات إلى عائلات، تقطن كل عائلة في مخيم يتقاسمون الطعام والشراب معًا على الإفطار: «عندما نستيقظ نبحث عن الطعام ونتوجه إلى أماكن توزيعه التي خصصها برنامج الأغذية العالمي، ثم نتجه إلى المساجد الموجودة في المخيمات، أما النساء فيتلون القرآن، والأطفال يذهبون إلى مراكز التعليم والرجال ليس لهم وظائف».

يؤكد «ماييو» أن المياه متوفرة في مخيمهم، لكن مخيم «أونشيبارانج» يوجد به آلاف لا يجدون مياه صالحة للشرب: «هناك مساجد كثيرة في مخيماتنا لكنها مؤقتة، مصنوعة من المشمع والجدران من الخيزران والأرض طينية، وبها القليل من المصاحف، ويوجد إمام لكل مسجد».
 
تتوفر أسواق داخل المخيمات لكن اللاجئين لا يقدرون على الشراء منها بسبب فقرهم الشديد، اللهم إلا المتطوعين في المنظمات غير الحكومية الدولية ومن لديهم أقارب في الخارج، حيث يرسلون لهم أموالًا لشراء الخضروات والأسماك والفواكه. يلتقط أطراف الحديث أحد السكان قائلًا: «المخيمات غير آمنة للنساء لأنهم معرضون إلى الاختطاف والإتجار حيث يرسلونهم إلى الدول المجاورة لنا مثل الهند وإندونيسيا وماليزيا، والأطفال ليس لهم أي وسائل ترفيه، والمخيمات لا تساعدهم على اللعب بسبب انعدام الأمان، لكن آباءهم يراقبونهم دائمًا بعين لا تنام».

 
يعيش مسلمو الروهينجا على أرضٍ طينية، كما أن تعرضهم للفياضانات يسبب لهم خسائر فادحة، ويضيف: «في العام الماضي توفى 7 أشخاص بسبب الانهيارات الطينية التي سببتها الفياضانات، نحن ضحايا للإتجار والسياسية والعصابات والمقاتلين والحكومة والسطات ونشعر بظلم شديد».

ينتشر زواج القاصرات في مخيمات الروهينجا، وأحيانًا تتزوج الفتيات من الدول المجاورة مثل ماليزيا وإندونيسيا، ويلجأ البعض إلى تزويج بناتهم باكرًا للحد من احتياجات الأسرة وعددها.