رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسى والبرادعى!!


د.البرادعى.. التقيته مرة واحدة فى حياتى عام 2008 فى جامعة القاهرة أثناء منحه الدكتوراه الفخرية بعد حصوله على جائزة نوبل، ومن بعدها تمنيت أن يكون هو رئيس مصر القادم، وبعد ثورة يناير كتبت فى هذا المكان وطالبت أن يكون المشير طنطاوى رئيسا مؤقتا للبلاد والبرادعى رئيسا للوزراء لكى يسهم بفكره فى بناء مؤسسات الدولة وعمل دستور يليق بها،

ولكن لم يحدث فقررت أن يكون مرشحى فى الانتخابات الرئاسية, ولكنه انسحب وحينما قامت ثورة يونيو كنت سعيدا بالبرادعى وهو يلقى كلمة التيار المدنى فى القيادة العامة للقوات المسلحة وتفاءلت بترشيح حركة «تمرد» له لتشكيل الحكومة الانتقالية وحزنت برفض حزب النور ولكن بعد تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية قلت إنه الرجل المناسب فى المكان المناسب، وهذه أفضل فرصة له حتى يصبح بعد ذلك رئيسا لمصر، ولكن صدمتى فى هذا الرجل كانت كبيرة جدا بعد استقالته من منصبه فى عز معركة حرب مصر ضد الإرهاب ومنح أعدائها سكينا يذبحونها به، لذلك فإننى اليوم أعتذر عن ثقتى فى البرادعى، بل وأطالب بسحب قلادة النيل منه لأنها أعلى وسام مصرى يُمنح لمن قدم خدمات جليلة لمصر وهذا الرجل طعنها فى مقتل وإذا كانت القلادة تمنح صاحبها مميزات أدبية ومادية أنا أرفض أن تذهب ضرائبى لتمويل جائزة لخائن للوطن، على الجانب الآخر نجد رجلاً مثل الفريق السيسى يتحمل المسئولية بكل شجاعة واقتدار رغم الحرب الشرسة التى يتعرض لها من تنظيم الإخوان الإرهابى وأنصاره فى الداخل والخارج، ورغم قيام هذا التنظيم بتشويه معظم شوارع ومبانى مصر بعبارات إساءة للفريق السيسى رغم كل ذلك فإنه لم يهرب من المسئولية، وقال إنه سوف يتحمل هو العنف بدلا من الشعب، وهو كان فى غنى عن كل ذلك فهو القائد العام للجيش وحصل له بالدستور المجمد ما لم يستطع قائد قبله الحصول عليه، بل لو كان يريد مميزات شخصية لكان له ما يريد ولكنه رفض كل ذلك من أجل هذا البلد، وتشاء الأقدار أن يكون للفريق السيسى والدكتور البرادعى حواران فى صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية فى الأسبوع نفسه، حوار البرادعى يخاطب الغرب وضد مصلحة مصر 100% وحوار السيسى يعبر عن الشعب المصرى بدرجة 100%، البرادعى لم يستقل لأنه رفض استخدام القوة فى فض الاعتصام المسلح للإخوان لأن د.حسام عيسى - نائب رئيس الوزراء- قال إنه كان يعلم بذلك، بل البرادعى نفسه فى مؤتمره الصحفى مع كاثرين آشتون قال: «فى حالة فشل الحلول السياسية سوف يتم اللجوء إلى الحلول الأمنية».

الحقيقة أن البرادعى استقال لأنه رأى أن هناك قائدا جديدا أحب مصر فملك قلوب المصريين، وحينما طلب منهم النزول فى أقل من 48 ساعة كان هناك 40 مليون مصرى فى الشارع، هذا المشهد أغضب البرادعى كما أغضب أعداء مصر، فكانت تصرفاته كلها لهدم صورة السيسى وإحراجه أمام الشعب والعالم وكل يوم سوف يظهر لنا برادعى جديد يحاول هدم السيسى رغم أنه فى خطابه الأخير الذى بعث الطمأنينة فى نفوس المصريين، قال إن حمايته لإرادة الشعب أشرف من حكم مصر ونحن نقول له يا سيادة الفريق، إن بيادة «جزمة» أصغر جندى مستجد فى الجيش والشرطة أشرف من كل أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى وأمثالهم العملاء والهاربين من تحمل المسئولية والذى يضربون الوطن فى مقتل.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.