رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجال الشرطة يودعون شهداء الوطن


لا تعرف اللغات الأوروبية مفردات حصرية لمسألة «الاعتصام» حيث لا تجد فى الإنجليزية أو الفرنسية فعلاً بمعنى «يعتصم» ولا اسمًا معناه «اعتصام» ولا أى مشتقات لغوية أخرى حول هذا المعني. وما يُستخدم الآن فى هذا الشآن عبارة عن مصطلح إنجليزى

مكون من فعل وحرف جر «sit-in» تقرؤه وتسمعه من الإنجليز والأمريكان والفرنسيين وغيرهم على اختلاف لغة كل منهم، وهذا المصطلح يعنى «الجلوس فى مكان معين» ولا شىء غير ذلك.

لو طبق المجتمع الدولى هذا المعنى اللغوى على اعتصامات جماعة الإخوان فإنه لن يستطيع بحال من الأحوال وصفها بالاعتصامات السلمية فضلاً عن اعتبارها اعتصامات من الأصل.

قبل ساعات من فض اعتصامى رابعة والنهضة كان الإخوان وأنصارهم يخرجون بالآلاف من الموقعين فى مظاهرات مسلحة تهدف إلى الاستيلاء على عدد كبير من مقار الوزارات والهيئات الحكومية لاحتلالها أو حرقها أو على الأقل ترويع موظفيها والمترددين عليها.

وقبل ذلك كان الإخوان يخرجون فى مسيرات يومية لقطع الطرق والاعتداء على السيارات والمارة ورجال الأمن فى كل النقاط المحورية بالقاهرة والجيزة والقليوبية.

وقبل هذا وذاك حاول الإخوان اقتحام عدة منشآت عسكرية منها الحرس الجمهورى والمخابرات وغيرهما، وقالوا علانية فى بداية الاعتصام إنهم سوف يقتحمون مقر إقامة أو احتجاز الرئيس المعزول وتحريره من الاحتجاز والعودة به إلى مقرهم فى اعتصام رابعة العدوية لممارسة مهام عمله من جديد!!

وفى أعقاب فشل اقتحام مقر الحرس الجمهورى مارس جناحهم الآخر فى ميدان النهضة سلسلة من الاعتداءات الإرهابية ضد المارة والسكان وصلت إلى القتل والتعذيب والخطف وحرق السيارات، ووزعت قيادات الإخوان عددًا من الوجوه الإرهابية على منصات كلا الاعتصامين وخصصتهم لتوجيه السباب إلى كل قيادات الدولة والجيش وإطلاق أكبر كم ممكن من الأكاذيب فى كل الاتجاهات، فضلاً عن مناشدة الأمريكان والصهاينة وجماعات الإرهاب الإسلامى المحلى والدولى التدخل لإعادة الرئيس محمد مرسى الذى تفرغ طوال فترة حكمه لتحرير ورعاية ودعم كل العصابات الإسلامية الإرهابية وإطلاق يدها ضد الجيش والدولة والشعب فى مصر وغيرها.

الاعتصام الذى يعرفه الأوروبيون والأمريكان هو الجلوس السلمى فى مكان معين تعبيرًا عن الاعتراض على سياسات معينة، ولكنه لا يعنى الخروج فى مظاهرات يومية مسلحة لقطع الطرق وترويع الناس، ولا يعنى الهجوم المسلح على مقار الجيش والشرطة والحكومة، ولا يعنى احتلال المدارس والحدائق والميادين وتفتيش المارة والسكان، ولا يعنى خطف أو تعذيب أو قتل من يقترب من مكان الاعتصام، ولا يعنى سرقة التيار الكهربائى وسيارات التليفزيون، ولا يعنى تخصيص ملايين الجنيهات كل يوم لشراء أعداد جديدة من البشر الفقراء والعاطلين والمتسولين والحمقى لضمهم إلى الاعتصامات والمظاهرات، ولا يعنى التوسع الأفقى والرأسى والسعى لاحتلال المزيد من الأرض والمزيد من الميادين وتحصينها بالطوب والحجارة والأسلحة وكأنها دولة جديدة على أرض مصر، ولا يعنى استعداء العالم كله ضد مصر وجيش مصر وشعب مصر وكأن مصر هذه لا يسكنها سوى الإخوان وأنصارهم الذين لا يمثلون فى أفضل الأحوال أكثر من 5٪ من سكان البلاد.

أوروبا وأمريكا يلحان على مصر الاعتراف بحقوق الإخوان بينما الإخوان - للأسف - لا يعترفون بمصر ولا بحقوق شعب مصر ولا حتى بقواعد ومبادئ الدين الإسلامى الذى يتاجرون به، ولو فهم الغرب حقيقة الأمور يشارك معنا فى إصلاح عقول أعضاء هذه الجماعة حتى يتحول كل منهم من شخص عنصرى متعصب أعمى القلب إلى مواطن يحترم حقوق الآخرين قبل أن يقاتلهم بحثًا عن حقوق يزعمها لنفسه وجماعته.