رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإجابة عن الأسئلة الصعبة للإلحاد «3-3»


إذا حَوَّلنا مادة الكون كلها إلى رقاقات كمبيوتر تزن كلٌّ منها جزءًا من المليون من الجرام، وافترضنا أن كل رقاقة تستطيع أن تجرى المحاولات، بدلًا من القِرَدة، بسرعة مليون محاولة فى الثانية، نجد أن عدد المحاولات التى تمت منذ نشأة الكون هى ١٠ محاولات. أى إنك ستحتاج مرة أخرى كونًا أكبر بمقدار ١٠ أو عمرًا أطول للكون بنفس المقدار.
بهذا العرض لشرويدر، انهار تمامًا البرهان العقلى الذى يستند إليه الملاحدة. وإذا أضفنا إلى ذلك قوة البرهان الذى يقدمه التعقيد الهائل فى بنية الكون وفى بنية وآلية عمل جزىء DNA، اكتمل لدينا البرهان الفلسفى «الدليل على صدق الرأى مع الدليل على خطأ الرأى المقابل على وجود الإله الحكيم القادر.
ثم إن الانفجار لا يتعارض مع القرآن «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ»، ولكن يبقى السؤال المواد الأولية من أين؟
- السؤال السادس: لماذا لا تكون الطبيعة هى التى أوجدت هذا الكون؟
هذا هروب سخيف من كلمة الله إلى كلمة الطبيعة، دون تغيير فى المعنى وهذا كبر وعناد بدلًا من الاعتراف أن الله «خلق» فنقول «الطبيعة» خلقت!!، هذا جحود للآيات الواضحة على الرغم من إحساسنا بصدقها «وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا».
تقول: تعال نبرهن على الله، كيف نبرهن عليه، وكل شىء قائم به «الحى القيوم»، ترى شيئًا جميلًا ينطق لسانك أمام الجمال فتقول «الله»!، كما تصرخ حينما تتلوى بألم وتقول «يارب يا لطيف وإن لم تكن تؤمن بالرب، أو تعتقد فى لُطف اللطيف، ولكنه صوت قلبك الذى رأىَ طابع الإله، وأثر يديه على مخلوقاته».
- السؤال السابع: أريد دليلًا ماديًا عقليًا حاسمًا على وجود الله وعلى حكمة الوجود وهدفه؟
لقد أصر الملحدون لفترة طويلة جدًا على أن يفرضوا «أدواتهم» فى النقاش علينا، فهم لا يقدمون أجوبة عن سؤال: من صنع هذا الكون؟، لكن يطلبون من المؤمنين أن يثبتوا أنه هو الخالق، فهم ليس لديهم أى تصور بديل، وليس لديهم جواب عن هذا السؤال؟
مثال: دخلت قاعة محاضرات، فوجدت السؤال مكتوبًا على اللوحة، لا تعرف من كتبه، ثم دخل البروفسور وطلب من الجميع الرد عليه، كتب الجميع أجوبتهم حسب فهمهم السؤال، وسلموا البروفسور أوراق الإجابة، لكن البروفسور لم تعجبه أى إجابة، قال للجميع لقد رسبتم فى الامتحان.. فشلتم فى الإجابة.
قال للبعض إن جوابهم تضمن تناقضات ومغالطات، وقال للبعض الآخر إن نقطة بدئهم خاطئة، وقال لآخرين إنهم لم يكملوا الحل، وقال لسواهم إن خطهم كان رديئًا جدًا بحيث لم يتمكن من فهم أى كلمة.. فى النهاية: لم ينجح أى جواب فى إقناع البروفسور.. فشل الجميع.
رفع أحد الطلبة يده، وقال للبروفيسور: ما الجواب الصحيح إذن؟ قال البروفسور: نعم... لا أعرف الحقيقة، ربما لا جواب هناك، أستطيع أن أبين لكم أن أجوبتكم كانت خاطئة كلها، لكن لا أعرف ما الجواب الصحيح.. ما الذى يعنيه هذا؟ يعنى أن البروفسور لا يعرف الجواب.
لكن ألا يعنى هذا أيضًا أنه ربما لم يكن على صواب فى تخطئة الأجوبة؟ ألا يعنى هذا أن معاييره «التى لم توصله لجواب» لم تكن مناسبة عندما أوصلته لتخطئة الأجوبة.. ألا يعنى هذا أن معاييره لم تكن مناسبة أصلًا لتقييم الأجوبة؟
أنا لدى جواب وتفسير كامل للكون، وأنت ليس عندك أى تصور كيف تحكم أن كلامى خطأ.
رفع أحد الطلبة يده مجددًا وقال: لِمَ إذن كتبت السؤال على اللوحة؟ وطلبت منا أن نجيب عنه، ما دمت لا تعرف الجواب.. قال البروفسور فورًا: لم أكن أنا من كتبت السؤال على اللوحة، دخلت القاعة فوجدته مثلكم، منذ أن دخلت هذه القاعة أول مرة قبل عشرين عامًا وهو هنا.. حاولت أن أمحوه، ولم أنجح.. حاولت أن أغير اللوحة، وغيرتها فعلًا، لكن كل مرة أدخل القاعة لأجد السؤال نفسه، على اللوحة الجديدة.. السؤال: لماذا خلقنا الله؟
هكذا يفعل الإلحاد ليس لديه إجابة، ويريد أن يحكم على إجابات الإيمان، أما المؤمن فلديه إجابات واضحة، من الذى خلقنا؟.. الله، لماذا خلقنا؟.. لنعمر الكون، أين نذهب؟.. ندخل الجنة إذا فعلنا الخير،.. فمن الإيجابى ومن السلبى إذن؟.