رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صبحى: مصطلح «شباب الفنانين» عنصرى.. ولا غنى عن «العواجيز» (حوار)

جريدة الدستور


قال إن تجاهل مكرم محمد أحمد مطالبه وراء اعتذاره عن عدم رئاسة «لجنة الدراما»
أنا من مدرسة تقديم الكوميديا بـ«صدق التراجيديا».. وأستعد لـ«هنورّيكم نجوم الضهر»
المسرح تأثر بـ«الربيع العربى».. ومصطفى شعبان يستحق تكريمه فى مهرجان شرم الشيخ


يُعد الفنان الكبير محمد صبحى أحد رواد المسرح بلا منازع، أخلص له ومنحه من عمره سنوات طويلة، إيمانًا منه بأنه «أبوالفنون»، وفى الوقت الذى هرب فيه كثير من النجوم إلى الشاشتين الصغيرة والكبيرة، فى السينما والدراما، ظل بمفرده فاتحًا أبواب مسرحه للجمهور، وبقيت عروضه المسرحية الأعلى إيرادًا.. فى السطور التالية، يفتح الفنان محمد صبحى، لـ«الدستور» دولاب أسراره وتجاربه الشخصية مع المسرح.

■ بداية.. لماذا اعتذرت عن عدم تولى رئاسة «لجنة الدراما» بالمجلس الأعلى للإعلام؟
- طلبت بعض الأمور قبل الاتفاق النهائى، ومر شهران عليها ولم أتلق ردًا، فاعتبرت هذا بمثابة رفض لوجهة نظرى، وقدّمت اعتذارى وأتمنى التوفيق للجميع.
■ هل كانت مطالب صعبة التحقيق؟
- طلبت الاتفاق على مؤتمر صحفى للإعلان عن تفاصيل أعمال اللجنة، ومنها أن اللجنة لا تكون رقابية، لأن هناك جهازًا رقابيًا موجودًا بالدولة، وأن تكون مهمتها فقط الارتقاء بمستوى المهنة والفن، الأمر الثانى أن عملى باللجنة تطوعى، ولا أتقاضى عليه أى أموال نهائيًا، وكان هذا شرطى الأساسى، وكان هذا الاتفاق مع الأستاذ مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس، وبعد شهرين من تقديم مطالبى استدعونى، ووجدت أنهم لم ينفذوا أى شىء فاعتذرت.
■ وما رأيك فى أوضاع المسرح المصرى؟
- أرى أنه بحاجة إلى حراك أكبر من ذلك، لأننا تأثرنا كثيرًا بعد الثورات العربية، وحتى البلاد التى لم يُصبها الربيع العربى تأثرت أيضًا، ولا بد أن يتغير المناخ الثقافى ويكون هناك اهتمام كبير به، فنحن بحاجة إلى حراك حقيقى مثل هذا المهرجان، وأعتقد أن المسرح قادر على الحراك العربى.
■ نجاح مسرحيتك «خيبتنا» فاق التوقعات رغم عدم الدعاية لها.. ما الأسباب؟
- نعم، قدمت المسرحية للجمهور على مدار ٧ أشهر، رغم عدم وجود حملات دعائية لها مثل ما يفعله البعض من تعليق بانرات على الكبارى والطرق أو الإعلان من خلال الميديا، أنا مختلف وأرى أن الفنان هو الذى يختار جمهوره وليس العكس، فأنا أختار الجمهور من خلال الأبطال المشاركين معى فى العمل، وهناك ثقة فيما أقدمه على خشبة المسرح.
■ وهل تكتفى بتقديم العرض لمدة ٧ أشهر فقط؟
- لا، بعد انتهاء تقديم كل عرض من الثلاثة، يتم عرضها جميعًا دفعة واحدة على مدار الأسبوع وحتى انتهاء الموسم.
■ ما تعليقك على مَن يصنفونك فى الكوميديا فقط؟
- قدمت العديد من الأعمال الجادة منها «الكرنك» و«فارس بلا جواد»، وبخصوص التصنيف فأنا من مدرسة «لعب الكوميديا بصدق التراجيديا، ولعب التراجيديا بخفة ظل الكوميديا» هذه هى المعادلة الصعبة حتى فى «التراجيديا»، فلا بد أن تكون خفة الدم حاضرة، وعلميًا تسمى تراجيوميدى.
■ بعد ٥٠ عامًا قضيتها فى المسرح والسينما والتليفزيون.. هل حققت أهدافك؟
- بفضل الله جزء كبير من أهدافى وصل لجمهورى، وكنت أرى هذا النجاح فى أعين الجمهور الذى يلتقط معى صورة تذكارية، إضافة إلى الجمهور الذى يحضر عروضى المسرحية، والأهم من ذلك هو أن العروض يحضرها عدد كبير من الشباب ليس من جيلى فقط، وقد أثرت مسلسلاتى مثل «ونيس» و«فارس بلا جواد» فى كثير من الأجيال وهم يشهدون بذلك.
■ ما رأيك فى مصطلح «الشباب» السائد فى جميع مجالات الفن؟
- مصر الدولة الوحيدة فى العالم أجمع التى تعترف بمصطلح «الشباب»، فنجد الأغنية الشبابية والمسرح الشبابى والسينما الشبابية، فى حين أن العالم أجمع لا يطبق هذا المصطلح فى الأساس لأنه لا يؤمن به، وأرفض المصطلح لأنه عنصرى، فلا يوجد عمل خاص للشباب، ونحن لا نقدم مباريات كرة قدم لفئات عمرية، إنما نقدم فنًا هادفًا وبناء، وخلال فترة شبابى عملت مع قامات فى المسرح وبسببهم أصبحت على ما أنا عليه الآن.
«العواجيز» هم من ينقلون الخبرة إلى الشباب، ولا نريد أن نكون متهورين فى أعمالنا ونقدم مصطلحات غريبة وعنصرية، لأن أى عمل فنى جيد لا بد أن يضم جميع الفئات العمرية، ونحن العواجيز نحتاج إلى الشباب، والشباب فى حاجة إلى الجيل الذى سبقهم لكى يدفعهم ويمنحهم الخبرة.
■ هل هناك تجربة معينة تذكرها بعد انتشار هذا المصطلح؟
- نعم، أول جملة كتبتها للجمهور خلال أول عمل مسرحى قدّمته عام ١٩٧٠ وهى مسرحية «هاملت» للكاتب وليم شكسبير، كانت تلخص مصطلح «الشباب»، فجاء فى ورقة عرض المسرحية: «ليست المشكلة أن يكون هناك صراع بين الجيل والجيل الذى يليه، ولكن المشكلة الكبرى أن يكون الصراع بين الجيل ونفسه، فيقتل الجيل الجديد نفسه فلا يكون هناك تقدم ولا حضارة».
■ ما سر دعمك مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى؟
- أحب هذا المهرجان بشكل كبير، خاصة أن كل كلمة تقال من الكبار المشاركين فيه تُنفذ من الشباب القائمين عليه، ومن دورة لأخرى أشعر بأن هناك تطورًا، وهذا ما ظهر فى الدورة الرابعة التى انتهت منذ أيام قليلة، والمهرجان تميز فى أن يُقّدم عروضًا مسرحية مختلفة لأغلب دول العالم، وعدد الدول التى تشارك فيه يزداد باستمرار.
■ وما تقييمك للعروض المسرحية المشاركة فى الدورة الأخيرة؟
- أشعر بسعادة بالغة بسبب رقى وتحضر الأعمال المشاركة، وأثبتت تلك العروض أن المسرح باقٍ ولن ينتهى كما يزعم البعض بأنه فى طريقه إلى الزوال، وأشير أيضًا إلى أن هناك موقفًا واضحًا وبارزًا مع كل دورة من دورات المهرجان.
وطالبت فى الدورات السابقة بضرورة وجود بدو محافظة جنوب سيناء فى الفعاليات وحضورهم العروض، وقد تحقق ذلك بالفعل فى الدورة الأخيرة، واتضح مع الوقت مدى حب البدو الكبير للمسرح واتساع ثقافتهم وزيادة وعيهم.
■ أخيرًا.. ما رأيك فى الهجوم الذى تعرض له مصطفى شعبان بعد تكريمه؟
- سعدت بتكريم مصطفى كونه أحد تلامذتى الذين بدأوا مشوارهم الفنى من خلال فرقة استديو الممثل، وبخصوص الهجوم الذى تعرض له فهو من وضع نفسه فى ذلك الموقف لابتعاده عن المسرح لفترات، وبالفعل حاله حال كثير من الفنانين الذين تأخذهم الشهرة وكثرة أعمالهم الدرامية والسينمائية عن المسرح.
أتمنى أن يعود مصطفى إلى المسرح مرة أخرى، فأنا أحبه على المستوى الشخصى والفنى، وهو فنان موهوب وبدايته المسرحية هى التى أوصلته إلى ما هو عليه الآن، أما عن التكريم نفسه فهو يستحقه بجدارة.