رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"دبلوماسية الدولار".. رهان قطر لمواجهة المقاطعة

تميم بن حمد آل ثاني
تميم بن حمد آل ثاني

قالت مجلة "جلوبال فاينانس" الأمريكية، إن دولة قطر الصغيرة، التي تمتلك ثروة غاز ضخمة، استعانت بدبلوماسية دولارية، لتعزيز طريقتها الخاصة دبلوماسيًا وتجاريًا منذ بداية المقاطعة العربية لها في يونيو 2017.

وذكرت المجلة الأمريكية، أن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أجرى رحلات خارجية عديدة خلال العام الماضي لتعزيز العلاقات الدولية والصفقات التجارية والاستثمارية في مواجهة المقاطعة العربية، التي لا تظهر أي علامات على قرب حلها.

وأشار تقرير "جلوبال فاينانس" إلى أنه من الأمور الأساسية في الجهود التي تبذلها قطر لوضع حد لهذه المقاطعة، قرارها بترك منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في أواخر عام 2018، وصياغة سياسة مستقلة للطاقة عن طريق تنويع الاستثمارات الدولية من قبل هيئة قطر للبترول.

وأوضحت المجلة الأمريكية، أن شركة "قطر للبترول" استحوذت مؤخرًا على حصة في شركة النفط العملاقة في روسيا Rosneft، وانضمت إلى شركة Exxon Mobil في استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في صادرات الغاز الطبيعي، مما عزز وجودها في الولايات المتحدة ولكنه منحها أيضًا موقعًا متميزًا في أمريكا الوسطى.

ومن المتوقع أن يتبع ذلك، المزيد من المشاريع الاستثمارية في قطاع النفط والغاز الأمريكي، كما تبحث الشركة القطرية أيضًا، استثمارات جديدة في المغرب والأرجنتين والمكسيك والبرازيل وجنوب إفريقيا، من بين بلدان أخرى.

وقالت "جلوبال فاينانس" إن قطر تركز بشكل خاص على تعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة، التي تعد الشريك الأول للواردات، حيث توفر 18٪ من إجمالي الواردات في عام 2018.

ووفقًا للتقرير الأمريكي، أعلنت شركة قطر للبترول، مؤخرًا عن استثمار جديد بقيمة 20 مليار دولار في الطاقة التقليدية وغير التقليدية في الولايات المتحدة.

من جانبه، قال منصور المحمود، الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للاستثمار، إن هيئة الاستثمار القطرية، صندوق الثروة السيادية في البلاد، استثمر بالفعل، حوالي 30 مليار دولار في الولايات المتحدة والتزمت بزيادة الإجمالي إلى 45 مليار دولار في الشركات والعقارات الأمريكية.

وأشار التقرير الأمريكي، إلى اجتماع الولايات المتحدة وقطر في يناير الماضي، والذي اختتم بتوقيع ثلاث مذكرات تفاهم في جميع هذه المجالات، كما أكدت قطر عرضًا لتوسيع المنشآت في القواعد التي تستخدمها القوات الأمريكية ومواءمة إجراءات التشغيل هناك مع معايير الناتو.

كما وقع البلدان مذكرة تفاهم تعد بتنسيق أعمق حول توسيع قاعدة العديد الجوية، بما في ذلك عرض قطري لتمويل النفقات الرأسمالية، ولدى الولايات المتحدة برنامج مبيعات عسكرية أجنبية بقيمة 26 مليار دولار مع قطر.

وفي الوقت نفسه، تعهدت قطر بتقديم تعهد متعدد السنوات بقيمة 500 مليون دولار لدعم جهود الأمم المتحدة، بما في ذلك اليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي، ودعم حقوق الإنسان ودعم اللاجئين، وغيرها، وعرضت قطر أيضًا 75 مليون دولار على مدار خمس سنوات لعمل مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وذكرت "جلوبال فاينانس" أن أوروبا لا تزال هدفًا رئيسيًا للدفع الدبلوماسي لدولة قطر، إذ كانت قطر واحدة من أكبر المستثمرين في المملكة المتحدة ومشتري رئيسي للمعدات العسكرية البريطانية، كما أنها تملك العقارات الهامة في لندن، ولديها استثمارات كبيرة في الشركات الكبرى في المملكة المتحدة.

وتوصلت قطر وفرنسا مؤخرًا، إلى اتفاق لتعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير علاقة أوثق في مجالات الطاقة والأمن، بينما حصل "دويتشه بنك" مؤخرًا على التزام من قطر باستثمار إضافي من خلال هيئة الاستثمار القطرية، كما تبحث قطر عن استثمار 11 مليار دولار إضافية في ألمانيا.

وتطرق تقرير المجلة الأمريكية، إلى العلاقات القطرية – التركية، مشيرًا إلى أن تركيا داعمًا قويًا لدولة قطر منذ بدء المقاطعة، وتشهد البلدان مزيدًا من التقارب من الناحية السياسية والاقتصادية.

ونوه التقرير، إلى أنه في العام الماضي، مع تعرض الاقتصاد التركي للضغط وتراجع قيمة الليرة التركية، تعهد الأمير تميم، باستثمار مباشر بقيمة 15 مليار دولار في تركيا خلال اجتماع مع الرئيس رجب طيب أردوغان، فيما تواصل العلاقات بين قطر وتركيا تواصل تعزيز التعاون الثنائي بينهما.

وأشارت "جلوبال فاينانس" إلى أن قطر تقوم بتعزيز علاقاتها الاستثمارية في أماكن أخرى في المنطقة، ففي العام الماضي، أعلنت عن تسهيلات اقتصادية بقيمة 500 مليون دولار للأردن، بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية المحلية، كما اشترت قطر مؤخرًا 500 مليون دولار من سندات الحكومة اللبنانية في عرض للدعم للبلاد التي يتعرض اقتصادها لضغوط.

وفي العراق، ستقدم قطر مجموعة من القروض والاستثمارات بقيمة مليار دولار لمشاريع البنية التحتية وإعادة الإعمار.

أما في إفريقيا، تقوم قطر ببناء العلاقات والعلاقات التجارية مع عدة بلدان، إذ وقعت قطر والمغرب عددًا من اتفاقيات التعاون الثنائي في قطاعات تشمل الإعلام والصناعة والتعليم والزراعة، كما أن الشركة العقارية الرائدة في قطر، "الديار القطرية"، لديها مشاريع متعددة في المغرب.

وأكدت المجلة الأمريكية، أن العلاقات القوية بين قطر والولايات المتحدة، لم تمنعها من إقامة علاقة أعمق مع أكبر منافس لواشنطن وهي "الصين" التي تعد بالفعل، ثالث أكبر شريك تجاري لقطر بشكل عام وفي قطاع الطاقة بشكل خاص، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين حوالي 14 مليار دولار في عام 2018.

وفي نهاية يناير الماضي، توجه الأمير القطري إلى الصين؛ وأسفرت الرحلة عن سلسلة من مذكرات التفاهم الرامية إلى تطوير وزيادة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا والأمن، من بين مجالات أخرى.

واختتمت "جلوبال فاينانس" تقريرها مؤكدة أنه حتى الآن، أنتجت دبلوماسية قطر الدولارية، مجموعة من الاتفاقيات التجارية الثنائية وشراكات استراتيجية جديدة وأقوى، بما في ذلك أكبر وأقوى الدول في العالم.