رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عنف الإخوان


جماهير والثانى تهديد الجيش المصرى بغية التراجع عن القرارات الثورية التى اتخذها ومن الواضح تماماً أن الشعب المصرى هو الذى يكسب الجولة الآن.

كانت البداية عند دعوات من القوى السياسية والثورية والشعبية جموع الشباب بالمدن والمراكز للنزول لحماية المنشآت العامة والمؤسسات الحكومية والكنائس وغيرها من المنشآت الحيوية بالمحافظة، وجاءت تلبية الدعوة سريعة، وذلك بعد خروج الآلاف على مستوى المحافظة لعمل كردون أمنى حول أقسام الشرطة والكنائس والمستشفيات كما قاموا بعمل لجان شعبية على المساجد بعد تواتر أنباء عن محاولات الإخوان لإحراق المساجد ونسبها للأقباط كنوع من أنواع الفتنة الطائفية، وهو ما وضعه شباب البحيرة فى الحسبان وعملوا على منعه بأى وسيله وشهدت مدن دمنهور وكفر الدوار والنوبارية وحوش عيسى وأبوالمطامير، أحداث عنف شديدة تصدى لها رجال وشباب اللجان الشعبية وعملوا على وأدها بأقصى سرعة. وشهدت مدينة دمنهور أعمال شغب من عناصر تابعة للإخوان المسلمين فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، وكان للشرطة دور متقاعس جداً فى التصدى لهم، وأدى تقاعسهم إلى اقتحام الإخوان لمبنى ديوان عام محافظة البحيرة وإشعال النيران به، وهو ما لم يستطيعوا فعله فى أحداث 28 يناير. إن ما حدث اليوم من أعمال عنف طائفى والاعتداء على الكنائس فى عدة محافظات هو أمر متوقع منذ فترة وحذرت منه عدة منظمات، خاصة أن بوادر هذه الأحداث ظهرت منذ 30 يونيو الماضى فى أكثر من محافظة كالمنيا، التى شهدت العديد من الاعتداءات اليوم. أن الدولة كان لابد أن تتخذ تدابيرها لتأمين أرواح المواطنين قبل الشروع فى فض الاعتصامين، مؤكدا أن الدولة مقصرة وكانت سبباً فى هذه الأحداث منذ أن ضغطت على الأقباط لقبول الصلح العرفى ثم أهملت بعد ذلك ملف الأقباط. إن كل هذه الأحداث أدت لخروج المشهد بهذه الطريقة وتثبت أن هناك اعتداءات ممنهجة تجاه الأقباط بعدما تم ذلك فى أكثر من 8 محافظات اليوم طبقاً لآخر إحصائية، متسائلاً لماذا لا تتعامل الأجهزة الأمنية مع هذه الأحداث، وإن كان هناك خطابات تحريضية فى الكثير من المساجد خلال الفترة الأخيرة ضد الأقباط وتجاهلتها أجهزة الأمن دون مبرر وهو ما أدى لما حدث اليوم. «إنه بعد تحول الاعتصامات لبؤر إجرامية أصبحت هناك حاجة ملحة لفضها» أن الشرطة تعاملت بشكل جيد والخسائر تعد محدودة. إنه منذ فترة أعلنت المنظمات عن تخوفها تجاه ما سيحدث للأقباط إثر فض الاعتصام لأن الإخوان يعتبرون المسيحيين رهائن لديهم يفعلون بهم ما يشاءون من أجل سلامتهم. إن فض الاعتصام جاء بناء على مطلب شعبى وتفويض من الشعب للجيش ، خاصة أن هذه الاعتصامات لم تتحل بالسلمية المعهودة وهددت أمن العديد من المدنيين طوال فترة الاعتصام. إن الأفعال الطائفية، التى صدرت من أنصار الجماعة اليوم فى العديد من الكنائس والتمثيل بجثث الضباط والمدنيين ما هو إلا فعل إجرامى وليس أسلوب معتصمين سلميين، مشيراً إلى أن فرض حالة الطوارئ هو ظرف استثنائى وهام فى هذه المرحلة خاصة فى ظل وجود تجمعات مسلحة من أنصار الرئو يس المعزول فى أماكن متفرقة.

إن جماعة الإخوان قضت على أى فرصة لانخراطهم فى المجتمع مرة أخرى إلا إذا تنحت القيادات المدانة جانباً وحلت مكانها قيادات أخرى جديدة. إن أجندة عنف الإخوان قد ظهرت فى الوقت الراهن لهدفين: أولهما ترويع الجماهير والثانى تهديد الجيش المصرى بغية التراجع عن القرارات الثورية التى اتخذها ومن الواضح تماماً أن الشعب المصرى هو الذى يكسب الجولة الآن والمطلوب من الشعب أن يحتشد بميدان التحرير حتى يظل رمزاً للثورة المصرية وللحفاظ على مكتسباته». لن نترك البلطجية يروّعون الشعب وعلى القوات المسلحة أن تتحرك للدفاع عن الشعب المصرى، مشيراً إلى أن «مَنْ يطلق الرصاص لابد من مهاجمته بنفس الصيغة». وضرورة اختصار المرحلة الانتقالية بقدر الإمكان لبناء الدولة المصرية، والحكومة التى ستشكل جزءاً من تسيير الأعمال فى البلاد. إن «جماعة الإخوان تريد العودة إلى الحكم رغم أنف الشعب وأن التحركات السياسية التى سيشرع فيها الرئيس المؤقت ستكون مدعاة للاستقرار السياسى.

تفجير القنابل،قطع الطرق، تعذيب مصريين حتى الموت، تكفير المصريين،ترويع سكان رابعة ومناطق أخرى،قتل وترويع الأقباط وحرق كنائسهم ومنازلهم ورفع علم القاعدة على الكنائس،تفجير خط الغاز، حرق السيارات، حصار المؤسسات، استخدام الأطفال والنساء كدروع بشرية،الدعوة للجهاد فى مصر، دعوة الأمم المتحدة وأمريكا والغرب لمعاقبة مص، زرع الألغام وتكديس الأسلحة، رمى الأطفال من فوق أسطح المنازل، تفشيل سيناء لتكون مسرحاً للإرهابيين، تهديد الجيش، قتل الجنود والضباط يومياً فى سيناء، الدعوة لقتل شخصيات عامة منهم البرادعى نفسه……….،إن لم يكن كل ذلك أعمال إجرامية شيطانية فتحت أى عنوان تصنف وهل يمكن أن تقبل دولة غربية ديمقراطية أن يحدث هذا على أراضيها دون مواجهته بسيف الفانون إلا يفوق ذلك ما كانت تقوم به منظمة(K.K.K) فى أمريكا فهل قبل الأمريكيون التعايش تحت سيف العنف والعنصرية لنقبله نحن على أنفسنا؟، ألم يكلف إلغاء العبودية الولايات المتحدة حرباً أهلية راح ضحيتها أكثر من نصف مليون قتيل؟، وماذا لو كان آبراهام لنكولن خضع لابتزاز الجنوب فى استمرار العبودية أو الانفصال هل كنا نرى الولايات المتحدة كما نراها اليوم.

والجهاد بحمل المتاعب والمحن والشدائد فى سبيل الدعوة والصبر عليها إحدى هذه المراتب وهى مذكورة فى سورة العنكبوت المكية ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون. من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم. ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغنى عن العالمين) ( العنكبوت: 2-6) وجهاد الظلمة والفجرة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والوقوف فى وجه الباطل وقول (لا) للمسرفين الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون : إحدى هذه المراتب وهو ما جاء فى حديث ابن مسعود الذى رواه مسلم فى صحيحة: «ما من نبى بعثه الله فى أمة قبلى إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنه يخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل».وجهاد الحكام الظلمة باليد - أى بالقوة العسكرية - إنما هو لمن يستطيعه ومن لم تكن معه هذه القوة انقلب فرضه إلى المجاهدة باللسان فمن عجز انتقل فرضه إلى الجهاد بالقلب وذلك أضعف الإيمان. والإسلام يشدد فى استخدام القوة المادية حتى لا تؤذى محاولة إزالة المنكر إلى منكر أكبر منه وهو ما سجله التاريخ والواقع. وفى عصرنا لا يملك الجهاد باليد إلا (القوات المسلحة) وهى فى يد الحكومة لأنها جزء من أجهزتها. والذين يفكرون أن يقاوموا القوات المسلحة ببعض فئات من الشعب مخطئون يقينا: مخطئون عسكريا لأنهم لم يفهموا إمكانات الجيوش الحديثة وقدراتها، ومخطئون دينيا، لأنهم يلقون بأيديهم إلى التهلكة ويعرضون أنفسهم لمخاطر لا قبل لهم بها. والحديث الشريف يقول لا ينبغى لمؤمن أن يذل نفسه قيل : وكيف يذل نفسيه يا رسول الله قال يعرضها من البلاء لما لا تطيق».

■ خبير القانون الدولى