رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإجابة عن الأسئلة الصعبة للإلحاد «1-3»


من أساسيات مواجهة الفكر الإلحادى أن نفتح المجال دون تحفظ، دون خوف، أو تردد أمام طرح الأسئلة حول ديننا، فالإجابة عنها تحمل الرد المباشر، وتدحض كل الحجج والأباطيل لهؤلاء الذين ينكرون وجود الخالق، وأن هذا الكون لم يخلق عبثًا، حاشا لله.
لن أطرح كل الأسئلة التى تدور فى الأذهان، لكنى سأطرح أهم ٧ أسئلة منها.
- السؤال الأول: ما دليل وجود الله؟
منذ أن وُجد الإنسان على ظهر الأرض، ووجد هذا العالم الذى يعيش فيه، وهو يدرك أن هناك من أوجده، وأوجد هذا العالم، إدراكه هذا ليس نتيجة وحى أو تلقين، أو نظريات علمية توصل لها بعد بحث شاق لسنوات عديدة، بل هو نتيجة عقله البديهى، حسه العام بمنطق الأشياء وتداخلاتها.
يذهب الإنسان إلى الغابة أو الأحراش، فيجد وسطها بيتًا خشبيًا منسقًا بترتيب، يدرك فورًا أن هناك من صنع هذا حتمًا، لا يمكن أن يكون هذا البيت قد وجد هكذا، دون بناء، فيقول لنفسه: كذلك الغابة لا يمكن أن تكون قد وجدت دون صانع لها.
يذهب الإنسان إلى الصحراء، فى الطريق يجد دار استراحة، أو نزلًا صغيرًا، لا يمكن له أن يتصور ولو للحظة أنه وجد هكذا دون أن يكون هناك من بناه، كذلك الصحراء ورمالها وكثبانها وما فى بطنها من ثروات لا يمكن أن تكون وجدت هكذا من دون صانع.
هناك صانع لكل شىء، إذن هناك خالق لنا، لهذه الأرض، لهذا الكون، الأمر بديهى كالشهيق والزفير، لا يمكنك أن تفكر فيه، إنه يحدث فحسب، فلا بد من وجود فاعل لكل فعل، كل نتيجة لها مقدمة، هناك سبب وفاعل لكل شىء، لا شىء يجرى عبثًا.
- السؤال الثانى: إذا كان كل شىء له سبب فمن خلق الله؟
صانع السيارة لا تنطبق عليه معايير السيارة التى صنعها، ليس شرطًا أن يتعامل مع البنزين، كذلك مهندس العمارة ومنفذها لا تنطبق عليه معايير البناء، فهو ليس مكعبًا أو وجهه زجاجًا. إذ إن واضع المعايير لا تنطبق عليه بالضرورة المعايير التى وضعها.
وإذا طرحنا التساؤل بلفظ آخر: مَنْ خلق الخالق؟ سينكشف الخطأ العقلى بشكل أكبر، فنحن لا نتحدث عن مخلوق بل نتحدث عن الخالق الأول. وما دمت تتحدث عن خالق، فلا يجوز أن يجرى عليه ما يجرى على المخلوق.
الله الذى خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان، ولا يصح لنا أن نتصوره مقيدًا بالزمان والمكان، ولا بقوانين الزمان والمكان.
- السؤال الثالث: الكون عبارة عن أشياء مترابطة ببعضها، ويعتمد وجودها على بعض، فهل هذا ينطبق على الله؟
النباتات مرتبطة بوجود الشمس والماء والهواء، والهواء والماء والشمس مرتبطة بوجود الأكسجين والهيدروجين والكربون والنتروجين... إلخ.
ووجود هذه الأجزاء المادية مرتبط بوجود جزيئات أصغر، وهذه الجزيئات الصغيرة مرتبطة بجزيئات أصغر، فهذا نتج عن هذا، وهذا عن ذاك، وذاك عن ذاك، فهل هذا ينطبق على الله، أى لماذا لا يكون هناك أحد آخر يكمل نقص الإله؟
هذا الكلام أكبر دليل على وحدانية الله تعالى، لأن كل شىء فى الكون ناقص بذاته، وعاجز بذاته، ويعتمد على شىء آخر، لكن لا بد فى النهاية عقلًا أن يكون هناك من يعتمد الكل عليه، وهو لا يعتمد على أحد، لأن تجمع الأشياء الناقصة لا يؤدى إلا لزيادة عجزها حتى يأتى الكامل الذى يسد عجز كل النواقص. وهذا هو معنى اسم الله القيوم «الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم»، أى القائم على كل ناقص فى كونه.
- السؤال الرابع: لماذا هناك إله واحد وليس عدة آلهة؟
هذا السؤال بداهة خطأ، إذ كيف تسلم أنه خالق ثم تقول من خلقه؟ أتجعل منه خالقًا ومخلوقًا، هذا تناقض لا يستقيم.
ثم إذا كان فوقه إله آخر، فلماذا لم يعلن هذا الإله عن نفسه عبر تاريخ البشرية، الوحيد الذى ادعى الألوهية هو فرعون فمات غريقًا، لو كان هناك غير فرعون ولم يعلن عن نفسه فلا يستحق العبادة.