"مجدى يعقوب.. محمود مختار.. حسن رجب" مصابيح تضئ العيد القومي للجيزة
يأتي اختيار يوم 31 مارس ليكون عيدًا قوميًا لمحافظة الجيزة لتخليد ذكرى موقعة قرية "الشوبك"، التي خاض فيها أهالي القرية معركة قوية ضد الاحتلال الإنجليزي في عام 1919، حيث استشهد خلالها عدد كبير من الأهالي.
ومحافظة الجيزة عاصمتها مدينة الجيزة، وتعد إحدى محافظات القاهرة الكبرى الثلاث (الجيزة والقاهرة والقليوبية)، وتضم 14 مدينة، 10 مراكز، و8 أحياء وعددًا كبيرًا من الوحدات والقرى المحلية.
والجيزة التي تحتفي اليوم بعيدها القومي هي من المدن القديمة التي أنشئت في عام 20 هجرية مع الفتح الإسلامي لمصر، ويعنى اسمها الجيزة (الوادي أو أفضل موضع فيه)، وقد ورد ذكرها في كثير من كتب التاريخ، وأهم ما ورد في وصفها ما ذكره ابن بطوطة في رحلته حيث وصف مرفأها وسكانها وغلالها بشكل موسع، كما كانت توصف بمدينة خلف العمود (يقصد مقياس النيل).
ويعود تاريخ الجيزة إلى أقدم العصور حيث إنها تحتوي على بقايا مدينة منف أو ممفيس العاصمة الأولى للدولة المصرية بعد توحيد قطريها على يد نارمر، وكانت عاصمة مصر في عهد الفراعنة الأوائل وبنى بها خوفو هرمه الذي صار من عجائب الدنيا السبعة القديمة، وأقدم آثار الجذب السياحي على وجه هذا الكوكب، ويرجع تاريخ وجودها إلى الأسرة الثالثة قبل الميلاد (2680-2780 قبل الميلاد)، وبمسافة غير بعيدة عن الأهرامات يوجد تمثال أبو الهول الذي يحكى لزواره تاريخ مصر القديم، من خلال عروض الصوت والضوء، وظلت الجيزة حتى بعد انتقال العاصمة إلى طيبة (الأقصر) هي محور الالتقاء بين شمال مصر وجنوبها.
وفي العصر الإسلامي احتلت الجيزة مكانة مهمة لقربها من عواصم مصر الإسلامية مثل الفسطاط والقطائع ثم القاهرة، وفي العصر الحديث تم بناء أول جامعة مصرية حديثة فيها (جامعة القاهرة)، عندما أهدت الأميرة فاطمة إسماعيل أرضًا لبناء الجامعة التي أطلق عليها "جامعة فؤاد الأول" والآن هي أكبر وأعرق الجامعات المصرية.
وتعتبر المحافظة من المحافظات المهمة استراتيجيًا، حيث إنها تربط الصعيد بالوجه البحري، وتعتبر المدخل الوحيد لمحافظة الفيوم، وبها الطريق الصحراوي الخاص بمحافظة الإسكندرية، كما أنها محافظة عريقة، والحركة السياحية بها نشطة لاحتضانها أفخر الفنادق حيث إنها تضم 54 فندقًا بسعة إجمالية تصل إلى 6897 غرفة، وبها محلات كثيرة لبيع التذكارات للسياح بمختلف جنسياتهم، إلى جانب كونها تعتبر موطنًا للكثير من الآثار المصرية القديمة، والتي تجعل منها قبلة سياحية، إضافة إلى امتلاكها بنية سياحية جيدة.
وتبلغ عدد الليالي السياحية 598 ألفًا و642 ليلة، وهي بهذا تحتل المركز الرابع بين محافظات مصر في خدمات السياحة، كما تتعدد أنواع السياحة في محافظة الجيزة من سياحة أثرية وعلاجية إلى ترفيهية وتاريخية، وتتميز المحافظة بالسياحة الأثرية نظرًا لانتشار الآثار الفرعونية القديمة بها، ما جعلها من أولى المحافظات جذبًا للسياح، حيث تعتبر الثانية في الترتيب بعد مدينة الأقصر من حيث الآثار الفرعونية.
فيما تتمثل السياحة العلاجية في منطقة الواحات البحرية حيث توجد بها 400 عين مياه معدنية وكبريتية وعذبة وباردة وساخنة ما يجعلها منتجعًا طبيعيًا للسياحة العلاجية والاستشفائية، وتقع السياحة الترفيهية في منطقة كرداسة والحرانية وما يميزهما من صناعات بيئية محببة لدى السياح الأجانب وكذا المصريين، حديقة الحيوان بالإضافة إلى شارع الهرم، أما السياحة التاريخية فإن المتاحف تلعب فيها دورًا كبيرًا ففيها المتحف الزراعي ومتحف الفن الحديث، والقرية الفرعونية بمتاحفها.
ومحافظة الجيزة بقعة سياحية محلية فريدة حيث توجد فيها أكبر وأقدم حديقة حيوان في الشرق الأوسط، علاوة على ما تشتمل عليه المحافظة من العديد من المتاحف مثل متحف حديقة الحيوان، ومتحف الفن الحديث، ومتحف محمود مختار، ومتحف محمد خليل، ومن أبرز الشخصيات أبناء المحافظة الفنان التشكيلي محمود مختار (صاحب تمثال نهضة مصر)، الكاتب الكبير الساخر محمود السعدني، والدكتور مجدي يعقوب (جراح القلب العالمي)، المهندس عادل محمود (أحد المشاركين في بناء السد العالي)، الدكتور السفير حسن رجب (صاحب مشروع القرية الفرعونية).
يعتبر النشاط الاقتصادي في قطاع الثروة الحيوانية والداجنة من أهم الأنشطة الرئيسية لمحافظة الجيزة، حيث توجد مراكز لبحوث الإنتاج الحيواني النشطة، فضلًا عن وجود كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، وتولي المحافظة اهتمامًا بالغًا بنشاط الإنتاج الحيواني وتحسين الإنتاجية وزيادتها والارتفاع بالإمكانية الوراثية، وأساليب الوقاية والعلاج وتطوير وظيفة الإرشاد البيطري، ويبلغ الإنتاج من اللحوم الحمراء والبيضاء بالمحافظة 29819 طنًا سنويًا ما يتيح فرص الاستثمار في مجال تصنيع اللحوم الحمراء والبيضاء وكذا تجهيز وتعبئة اللبن والزبادي وتصنيع الجبن.
وتعد محافظة الجيزة من المحافظات الزراعية الصناعية، حيث تنتشر الصناعات الغذائية، صناعات الغزل والنسيج، الصناعات الكيماوية، الصناعات المعدنية الأساسية، الصناعات الهندسية والإلكترونية، وصناعات التعدين، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي على مساحة ألف فدان، والتي تضم شركات صناعية عملاقة، وجار إقامة مناطق صناعية جديدة بها وهي المنطقة الصناعية بالكريمات مركز إطفيح، وهي منطقة قريبة من مناطق المواد الخام التي تقوم عليها الصناعات في هذه المنطقة (رخام ـ طوب بأنواعه ـ تعليب خضر وفاكهة).
والمنطقة الصناعية بطهما مركز العياط وتصلح هذه المنطقة لإقامة جميع أنواع الصناعات المتوسطة والصغيرة، والمنطقة الصناعية بالصف لصناعة وإنتاج الحراريات بأنواعها، والمنطقة الصناعية ببرقاش وسيتم تخصيصها للصناعات الغذائية.
وتزخر المحافظة بالثروات المعدنية مثل الطفلة السوداء وتصلح للاستثمار في صناعة الطوب الطفلي وتتمثل في جبال الصف والعياط، والرمال الناعمة وتصلح للاستثمار في صناعة الطوب الطفلي والزجاج ويتمثل في جبل الصف، والحجر الجيري ويتمثل في طريق ( مصر - إسكندرية الصحراوي) ويدخل أساسًا في صناعة السكر والحديد والصلب، والدولوميت وهو من أنواع الحجر الجيري ويوجد في شرق التبين والكريمات ويمكن الاستثمار منه في رصف الطرق والمباني، والبازلت ويتمثل في جبل الواحات ويصلح للاستثمار في أعمال الرصف وديكورات واجهات المباني، والرخام الألباستر ويصلح في أعمال الرخام والتحف والزينة ويتمثل في جبل الواحات والصف والكريمات، فيما تمثل صناعة السياحة نسبة 12.43 في المائة من الإجمالي على مستوى الجمهورية.
