رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام الفزع فى غزة وإسرائيل.. استنفار أمنى بالتزامن مع مليونية «الأرض والعودة»

صورة من الحدث
صورة من الحدث

حالة من الترقب والحذر تسود الأوساط الإسرائيلية، مع انطلاق فعاليات مليونية «الأرض والعودة»، التى دعت لها الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار فى غزة، اليوم، بالتزامن مع إحياء ذكرى يوم الأرض الفلسطينى.
التوتر العسكرى الأخير بين إسرائيل وحركة «حماس»، التى تسيطر على قطاع غزة المحاصر، ينذر باندلاع فتيل حرب واسعة بين الجانبين، قد تتخللها عملية عسكرية برية ينفذها الاحتلال داخل القطاع.
ورغم نجاح جهود الوساطة المصرية فى احتواء التوتر الذى حدث بعد إطلاق صواريخ من غزة تجاه تل أبيب، ورد الأخيرة بغارات جوية على القطاع، فإن المراقبين والساسة والمحللين فى تل أبيب وضعوا عدة سيناريوهات محتملة للتصعيد بين الجانبين، نرصد أبرزها.
السيناريو الأول، هو أن تنشب الحرب دون نية حقيقية من الطرفين، فرئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لا يزال غير معنى بخوض حرب شاملة مع غزة، خاصة قبيل أيام من الانتخابات العامة، المقرر إجراؤها فى التاسع من أبريل المقبل.
ويرى المراقبون أن الصدام المفاجئ قد يحدث دون وجود رغبة حقيقية من أطرافه، فبينما يتحفظ «نتنياهو» على حرب موسعة مع غزة، تسعى أيضًا «حماس» و«الجهاد الإسلامى» لتجنب هذه المواجهة، وتكتفى الحركتان بحرب استنزاف محدودة باستخدام البالونات الحارقة، والطائرات الورقية المتفجرة، إلى جانب حشد المتظاهرين عند السياح الحدودى الذى يعزل غزة عن مستوطنات الاحتلال، مع إطلاق محدود للصواريخ بين الحين والآخر.
أما السيناريو الثانى فهو أن تواصل حركات المقاومة إطلاق الصواريخ من غزة تجاه المستوطنات أو حتى تل أبيب، مثلما حدث فى الأسبوعين الأخيرين، حيث أطلقت صواريخ بعيدة المدى ثلاث مرات تجاه بئر السبع، وغوش دان، ومشميرت.
والسيناريو الثالث، وهو الأقرب للواقع، أن تتحول الصدامات المحدودة بين الجانبين إلى حرب شاملة، بعد أن تخرج الأمور عن السيطرة، عندما يستسلم «نتنياهو» لضغوط الداخل الإسرائيلى، وعندما ترفض «حماس» التوقف تحت وطأة قصف الاحتلال وسقوط الشهداء.
من جهته، ذكر عاموس هرئيل، فى مقال نشرته جريدة «هآرتس» العبرية، أن التظاهرات الكبيرة التى تحشد لها «حماس» على طول السياج الفاصل قد تتطور إلى مواجهات أكثر عنفًا على غير العادة، وأنه من المنتظر أن تكثف مصر جهودها بهدف التوصل إلى تفاهم يمنع حدوث اشتباكات، وتحقيق فترة هدوء أطول تستمر إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وأضاف «هرئيل»، فى مقاله، أن الورطة الإسرائيلية الآن أن «نتنياهو» يتعرض للانتقاد من الداخل، بسبب تحفظه على شن حرب واسعة ضد «حماس»، وربما يولّد هذا الانتقاد الضغط الكبير على رئيس الوزراء، فيستسلم ويأمر بإطلاق عملية عسكرية واسعة فى القطاع، يمكن أن تصل إلى عملية برية قبيل الانتخابات.
وحسب وسائل إعلام عبرية، فإن الجيش الإسرائيلى يُبقى جميع الاحتمالات مفتوحة، بالتزامن مع التظاهرات المليونية الخاصة بإحياء ذكرى يوم الأرض.
ورغم أن «حماس» وافقت على الحد من التظاهرات الليلية على طول السياج، فإنه إذا لم يجرِ التوصل إلى صيغة لمنع الاحتكاك بين الجانبين، فمن المحتمل أن تبدأ جولة تصعيد جديدة، سترد خلالها «حماس» بإطلاق مزيد من الصواريخ، إذا وقعت خسائر فى الأرواح خلال المسيرات.