رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: ارفعوا أيديكم عن الدكتورة هالة زايد

هالة زايد ومحمد فوده
هالة زايد ومحمد فوده

ضجة إعلامية أعقبت قرار وزيرة الصحة بإقالة الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب، فى موقف أثبت وبما لا يدع مجالاً للشك، أننا شعب طيب تحركه العواطف، ويتأثر بالمشاعر والأحاسيس التى تكون فى الغالب وليدة اللحظة.

ومع احترامى الكامل للدكتور شعبان، وما بذله من مجهود كبير يشكر عليه، إلا أن للحقيقة أوجهًا أخرى، ووزيرة الصحة النشطة الدكتورة هالة زايد تحكمها آليات عمل أخرى، ربما لا نكون نعرفها، وإنما ينبغى علينا أن نحترمها ونلتفت ونضعها فى عين الاعتبار قبل إصدار الأحكام الظالمة.

والحقيقة أن الدكتورة هالة زايد لم تتخذ قرار إقالة الدكتور شعبان من منصبه بدافع شخصي، وإنما كان ذلك نتيجة ضرورية يحتمها عليها ضميرها المهني والإنساني، خاصة بعد أن أثبتت تقارير لجنة الأداء وجود تقصير بالغ في أداء العمل داخل معهد القلب، نتيجة سياسات وقرارات لحظية، بما يتعارض تماما مع تلك الصورة الذهنية التي رسمها له الإعلام المتعاطف المنساق وراء شائعات، لا وجود لها على أرض الواقع.

الوزيرة فقط استخدمت حقها المشروع والعادل فى اتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات وفق ما تمتلكه من سلطة اتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب من أجل عدم الإخلال بالمنظومة العامة.. فهل كان مطلوبا منها أن تقف صامتة أمام تقارير لجنة الأداء التى كشفت عن وجود تقصير بالغ فى العمل؟ وهل كان مطلوبا منها أن تتراجع عن قرارها الذي جاء لأجل المصلحة العامة، وترضخ لضغوط السوشيال ميديا ولهذا الحشد الإعلامي المكثف.

إن ما فعلته الدكتورة هالة زايد من أجل صحة المصريين يستحق أن نقف لها احتراما وتقديرا؛ بدلاً من أن نهيل عليها التراب، ونجعلها هدفا بمرمى سهام النقد الهدام. تلك السهام التى تتلقاها الدكتورة هالة زايد كل دقيقة هي فى الحقيقة سهام موجهة ضد كل مسئول يعمل بضمير، ويحاول قدر الإمكان الوقوف إلى جانب المصلحة العامة.

الدكتورة هالة زايد فعلت الكثير والكثير من أجل حماية صحة المصريين، وآخرها تلك المبادرة النبيلة التي أطلقها السيد الرئيس، وهي مبادرة 100 مليون صحة، والتي وضعتها الدكتورة هالة على عاتقها الشخصي وهي تسابق الوقت من أجل الوفاء بالالتزام أمام الرئيس بهدف الوصول إلى مجتمع خال من الأمراض.

أكرر الاحترام والتقدير للدكتور جمال شعبان، ولكن هناك كلمة حق أقولها بأعلى صوت، لكل من يحاول الاصطياد فى الماء العكر: "ارفعوا أيديكم عن الدكتورة هالة زايد".