رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجنيد: قطر لازالت غير مدركة لأبعاد سياسة الاحتواء التي اعتمدها "الرباعي"

جريدة الدستور

تتوالى الدعوات القطرية لإنهاء المقاطعة العربية مع الدوحة الناشبة منذ الخامس من يونيو 2017، والتي تقترب من عامها الثاني، بينما لم تعلن قطر استجابتها لأي من شروط الرباعي العربي "السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر".

وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية، نقلًا عن مصادر خليجية، إعلان قطر استعدادها لتسوية الخلاف مع السعودية بشكل أحادي من دون مشاركة الإمارات.

وأفادت الوكالة على موقعها الرسمي، بأن مصدر في الخليج كشف في تصريح لمراسل الوكالة عن إرسال قطر رسالة إلى الكويت طلبت فيها تسوية الخلاف مع السعودية شريطة أن ينحصر حل الخلاف بملفات الخلاف بين الرياض والدوحة وليس مع الإمارت.

وبحسب ما ذكرته وكالة "تسنيم" الإيرانية، فإن السعودية ترغب بتسوية خلافها مع قطر، ولكن نظرًا إلى أن الإمارات تشارك إلى جانب السعودية في تحالف دعم الشرعية في اليمن، فلا يمكن للرياض أن تلغي الإمارات من عملية المباحثات.

وتعليقًا على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي البحريني عبدالله الجنيد، إن القيادة السياسية في قطر لا زالت غير مدركة لإبعاد سياسة الاحتواء التي اعتمدتها الرباعية العربية، وتصر على التعامل معها على كونها خلاف عابر سينتهي بتقبيل الخشوم.

وأضاف، في تصريحه لـ"الدستور" أن الإعلان عن هذه المبادرة وبهذا الشكل فيه إساءة للوسيط أولًا قبل أطراف الرباعية، وأن اختيار وكالة تسنيم الإيرانية للكشف عنها يؤكد انحسار التعاطف الدولي مع قطر خاصة حلفائها في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأوضح، أن افتراض الرياض أنها قد تقبل في الدخول في مفاوضات منفردة مع الدوحة حول قرار الرباعية فيه الكثير من القصور السياسي، ويتوجب على الدوحة التعاطي مع الرياض على أساس كون السعودية الدولة المركزية ومركز صناعة القرار والاستقرار جيوسياسيًا وليس إقليميًا.

وتابع "الجنيد"، أن ذلك تحديدًا ما لا يتسق مع الرؤية القطرية الخاصة، لذلك هي تلجأ لمثل هذه المناورات السياسية العبثية مثل طلب التفاوض بشكل منفرد مع الرياض، مؤكدًا أنه سبق وأن حددت الرباعية أن الحل في الرياض، وعلى الدوحة أن تعي الفرق بين الرياض اليوم والمستقبل قبل طرح مبادرة جديدة.

وأشار إلى أن الطريق إلى الخروج من هذه الأزمة في صالح جميع الأطراف، إلا أن قطر تناور تكتيكيا بهدف إنقاذ جوهرة تاجها والمتمثل في استضافة كأس العالم 2022، ذلك أولًا، أما ثانيًا، فهو التصدع الداخلي قطريًا جراء هذه الأزمة، وثالثًا، التحولات المرتقبة في أسواق الغاز المستقبلية وخسارة قطر لنصيب كبير من حصتها في الشرق الأقصى، مما يستوجب إيجاد أسواق بديلة والسعودية تمثل السوق الأمثل لها على ضوء ما تمثله رؤية 2030 السعودية.

وشدد "الجنيد" على أنه يتعين على الدوحة الآن أن تعيد صياغة استراتيجية حقيقية تجاه عمقها الاستراتيجي الخليجي عربيًا أو مواجهة استحقاقات عالية الكلفة وطنيًا في المستقبل.