رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلف كل تاريخ حكاية.. «13»


مبروك لشعبنا الحبيب.. وأسمى التقدير له ولثباته وثبات ثقته بنفسه وبقواته المسلحة.. وكل عام وهو والأمة العربية والإسلامية بخير وفضل من الله

ربما نكون قد عرضنا من الحقائق جزءاً ليس بالقليل عن نشأة ومسار شخصية من أسس.. جماعة الإخوان وأخرج على مصر فكرتها.. فالجماعة مجرد فكر وفكره وسلوكيات عملية فردية تطبيقية لآية المنافق «إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر» وكذا سلوكيات عملية جماعية تقوم على قدمين هما.. البرجماتية المفرطة أى الذاتية الشديدة.. ثم الميكافيلية أى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة والذى حين ارتدى كذبا رداء الإسلام صار.. «الضرورات تبيح المحظورات».. هذا ما أسسه حسن البنا.. أسس إنسانا لا يؤمن إلا بذاته المرتهنة شرطيا بذاتية الجماعة فقط.. الجماعة المخلوطة والمفتونة بالفكر الإنجليزى الماسونى الصهيونى.. الجماعة المغلقة على ذاتها وفكرها البيئى الخاص.. الجماعة التى يتنشأ العضو فيها منذ صغره على أن الحق والدين والسياسة هم الجماعة بهرمية تكوينها القابع على قمتها مرشد.. «نبى.. مطهر».. يرى ما لا يرى أى من أعضاء الجماعة ولا يرى إلا الرشاد.. مرشد يستسلم له ولأمره عضو الجماعة استسلام الميت بين أيدى مغسلة.. هكذا لا يصلى كما يصلى المسلمون «النية مختلفة».. ولا يحكم على الأمور والأشياء كما يحكم المسلمون.. ما يراه المسلمون يقينا يراه هو ظنا والعكس أيضا صحيح.. يتعامل مع الناس لاستغلالهم فقط ويرى هذا فى صالحهم ولنفعهم بمقياس الجماعة التى هى فوق الناس وأهل ذكرهم.. حين يحرق أو يقتل أو يفسد فى الأرض فهو يرى ذلك سبيلا لإصلاح أكبر ونفع أعظم.. وهو بتلك الرؤية يرى أى مكونات فى الدولة فاسدة مادامت لا تنصرف لرفعة الجماعة وتعمل بمقتضى رؤيتها.. هذا ما أسسه وأقامه حسن البنا واستمسك به كل مرشد بعده حتى آخرهم وهو محمد بديع «2013» هذا هو المرض الفكرى السلوكى الأخلاقى السياسى المفتون شيطانيا الذى احتكر جزءاً من شباب مصر.. وبات مهدداً لأمن مصر القومى الآن..!!

ولم ينضب المعين الدنس الأمريكى بعد الإنجليزى والذى صار غريبا بعد انضمام جزء ليس بالقليل من الاتحاد الأوروبى له.. بل وانضواء بعض من دول الإقليمية تحت جناحه «مثل تركيا وقطر العربية» بعد ذلك.. لم ينضب من إنتاج عملاء جدد وزرعهم فى قلب مصر.. وقد كان أحدهم عبارة عن مطور شيطانى لمرض ووباء الإخوان وجماعتهم.. فمن ذاك المطور وما نوعية ذاك التطور والتطوير الإجرامى..؟؟

هو.. مولود لمدينة أسيوط بتاريخ 9 أكتوبرعام 1906«ذات السنة التى ولد فيها حسن البنا ولكن أصغر بشهرين» واسمه.. «سيد قطب».. مولود لأسرة متدينة وقد حفظ القرآن حبا ورغبة منه على غير ما كان حسن البنا الذى أكره على حفظ القرآن «ولم يتمه».. ولكن المشترك الثانى «بعد ميلاده عام 1906» بينه وبين البنا «أحد البنائين الأحرار الماسون» كان ارتياده والتحاقه بكلية دار العلوم أيضا، ولكن عام 1929«بعد إعلان جماعة الإخوان عن ذاتها بسنة» وتخرج منها حاملا بشهادة العالمية - هكذا كانت تسمى-عام 1933.. وهنالك عمل موظفا بوزارة المعارف المصرية وظل بين موظفيها وكتبها ومعارفها العظيمة التى لم تشبع فكرة المتطرف المريض حتى عام 1948، حيث استقال فجأة وسافر إلى أمريكا تاركاً الوزارة وحزب الوفد من قبل الوزارة عام 1942بعد أن أمضى فيه حوالى عشر سنوات أى من تاريخ عام 1932.. أمضى فى أمريكا أكثر من سنة لا يعلم أحد على وجه اليقين فى أى نشاط أمضاها.. سوى بعض ما قيل من أنه كان يحاول دراسة الفنون وبخاصة المسرحية منها «ولا ندرى أى فنون وأى مسرح وهل المسرح السياسى أو الدرامى».. بعد عودته انضم إلى جماعة الإخوان.. وأيضا كان خلف انضمامه القوى وتصعيده السريع إلى قمتها.. «سر كبير لم يكشف التاريخ عنه الكثير حتى الآن».. سوى أن حين انضمامه للجماعة عام 1950 بدا التطور المتطرف على بعض كوادر الجماعة.. وهو الإيمان بحتمية استعمال السلاح فى العمل السياسى بما أفتى به قطب من تكفير الدولة التى لا تحكمها حدود الشريعة الإسلامية.. والتى لا يحكمها الفقيه الإسلامى التقى «والمشار إليه هو سيد قطب ذاته» ولكن لم تجتمع الجماعة على تلك الفتوى وذاك السبيل الناقض لما آمنت به من.. نفاق وذاتية محبة لحكم الحياة والناس بأسلوب الفتنة.. ولكن الجماعة «بما فى ذلك الرافضين» ما كانوا ليرفضوا قوة سيد قطب كسبيل للحكم.. «فماذا فعلوا؟؟».. أقروا بقاء الجماعة على ظاهر نفاقها السياسى والسلوكى كغطاء.. ثم استولاد جماعة أخرى من باطنها تكون منوطة بذاك الفكر وأعماله ونتائجه التى ستصب فى صالح الجماعة.. «وهذا ما حدث».. ولكن الجماعة استولدت أخرى وأخرى لتصب فى صالح الجماعة الأم.. وهكذا صار لجماعة الإخوان إخوانا بمسميات عديدة.. هكذا كان الفكر الحركى التكفيرى لسيد قطب الذى ملأ الأرض هوسا إجراميا باسم الإسلام.. والإسلام من الجماعة وما أفرزته براء.. وكان البراء عام 1966، حيث تم إعدام سيد قطب بحكم قضائى جنائى.. ولكن بقى الفكر ومن تبناه بل وطوره بمقياس مستهدفات أمريكا وحلفائها من الدول والعملاء حتى 3/7/2013.. وهو التاريخ الذى اصطدم فكر وسلوك ومستهدفات ومستولدات جماعة الإخوان.. «بصخرة القوات المسلحة المصرية».. و«من أمامها وخلفها إرادة شعب مصر بجله».. جله الذى نزل إلى الشارع بكمية قدرت بثلاثة وثلاثين مليون مصرى حر شريف.. جل شعب أبى أكد إصراره على الاستشفاء بفضل الله من مرض تلك الجماعة الإخوانية المفتونة شيطانيا غربيا.. «وقد شهد الواقع على مرضها».. وهنالك فوض ذاك الشعب العظيم قواته المسلحة وقائدها العام.. الفريق أول عبد الفتاح السيسى.. فى إتمام عملية الاستشفاء بإذن الله وهو ما تم بنسبة عالية جدا بفضل الله حتى تاريخ كتابة هذه الكلمات.. !!

للعلم وبالعلم أقول بإذن الله.. «1» مصر قرارها مصرى خالص.. «2» القرار لن يخذل إرادة وروح تفويض الشعب الأبى أبداً.. «3» ما يحدث من هلع أمريكى وزيارات أمريكية وأوروبية ولقاءات متعددة النوعية والمستهدفات لمصر الآن [منذ 3/8/2013 وحتى اليوم] هو محاولة يائسة مستميتة من الغرب لحماية واستبقاء ما تبقى من مشروع صهيو أمريكى بالإقليمية بعد أن انهارت مكنوناته واعتقلت عملائه وتشتت جماعته الخائنة.. ولذا فمصر الآن فى مواجهة استراتيجية مع ذاك المشروع وأهله وليس مع تلك الشرذمة الخائنة ومحاولاتها اليائسة البائسة فى رابعة والنهضة.. «4» المشروع الصهيوأمريكى اليوم يواجه ثلاثة صخور جميعها تتمحور حول الصخرة المصرية.. وهى صخرة بزوغ الأمن القومى العربى وتوحد دوله.. ثم صخرة الدولية الممثلة فى روسيا والصين وبعض من الاتحاد الأوروبى وبعض الدول المكتوية بنيران أمريكا سياسيا.. «5» مصر بإذن الله فى سبيلها إلى أن تكون كعادتها التاريخية مركزا للأحداث وقوة تأثير استراتيجية.. «6» أؤكد بإذن الله على أمان مصر ببلوغ عيد الفطر 8/8/2013 بإذن الله.. ودون أدنى اهتمام أمنى برابعة والنهضة..؟

وإلى لقاء إن الله شاء.

ملاحظات مهمة

مبروك لشعبنا الحبيب.. وأسمى التقدير له ولثباته وثبات ثقته بنفسه وبقواته المسلحة.. وكل عام وهو والأمة العربية والإسلامية بخير وفضل من الله.

■ مفكر إسلامى.. خبير سياسى استراتيجى