رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آسى حتى يتعلم.. تحقيق حلم أصغر مصابي حادث "الدرب الأحمر"

جريدة الدستور

حققت وزارة التربية والتعليم حلم الطفل حسن محمد هلال، أصغر مصابي حادث انفجار الأزهر بالدرب الأحمر، بالموافقة على طلبه بدخول مدرسة، والتعلم البالغ من العمر 15 عامًا، وشقيقته الصغرى حنان 14عامًا، رغم تجاوزهم سن الالتحاق بالمدرسة.

جاء ذلك بعدما طالب حسن هلال - خلال التقرير التلفزيوني الذي أذاعته القناة الأولى- بالالتحاق بالمدرسة هو وشقيقته التي تصغره بعام واحد، لعدم تمكنهم من دخول المدرسة في السن القانوني بسبب الظروف العائلية التي عايشتها الأسرة.

داخل غرفة العناية بمستشفى الحسين الجامعي التقت "الدستور" بحسن هلال للتعرف على طموحه بعد موافقة وزارة التربية والتعليم على إلحاقه بالمدرسة هو وشقيقته، وقال إنه "فرح كثيرًا عندما سمع بالقرار من وسائل الإعلام، وأنه يتمني أن يتعلم القراءة والكتابة بشكل جيد حتى يتمكن من إيجاد فرصة عمل مناسبة لمساعدة والده".

فيما تتمنى شقيقته الصغرى حنان أن تتخرج في كلية السياحة والفنادق مثل ابنة خالتها التي كانت تحمل نفس اسمها، وتدرس في ذات الكلية لكن القدر لم يمهلها حيث توفيت منذ عدة أعوام في حادث مروري.

وعن سر عدم دخولهما المدرسة خلال السن القانوني، أرجعه والد حسن إلى المشاكل العائلية التي عايشتها الأسرة خلال عام 2009 والتي انتهت بالانفصال عن والدته، وعدم قدرته حينها على التقديم لأطفاله في المدرسة حيث كان أبًا وأمًا لهم منذ تلك الفترة.

وأشار والد "حسن" إلى أنه كان يعمل معه في ورشة تصنيع علب الصدف، وما أن انتهى من عمله ارتدى "بالطو" الخاص بوالده، وكان في طريقه لشقيقته التي كانت تنتظره عند خطيبة أخيه على بعد عدة منازل قبل أن يسمع صوت انفجار ضخم، خُيل إليه أنه انفجار اسطوانة غاز، قبل أن يشاهد أشلاء الضحايا متناثرة في الشارع.

حاول الأب أن يبحث عن أي شيء يدل على نجله الصغير لم يجد، ما دفعه للذهاب إلى مستشفى الحسين لكن أخبره بعدم وصوله، ليعود أدراجه إلى محيط الحادث ليكتشف أن خطيبة نجله الأكبر شاهدته غارقًا في دمائه.
وأوضح والد الطفل أنه نقل ابنه إلى مستشفى الحسين على دراجة بخارية، حيث أصيب بشظيتين في مؤخرة رأسه، موضحًا أن حالته الصحية مستقرة حاليًا.

وقرر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تحقيق حلم الطفل حسن محمد محمد هلال، الذي يبلغ من العمر 15 عامًا، أصغر مصابي حادث الدرب الأحمر الإرهابي، بالالتحاق بالمدرسة وتعويض ما فاته من فرصة التعلم، وشقيقته حنان 14 عامًا.

وقال شوقي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الست هانم"، على شاشة القناة الأولى، والذي بث لقاء مع الطفل الذي يتلقى العلاج في مستشفى الحسين الجامعي، إن وزارة التربية والتعليم لا يجوز لها أن تعرف بمثل هذه الحالة ولا تبادر بالقيام بدورها.

وأوضح شوقي، أنه طالما أن حسن وشقيقته تعدا سن التسع سنوات، فسيتم إلحاقهما بمدارس التعليم المجتمعي، وسيتم تسكينهم في الصف الدراسي المناسب للمستوى، حتى يصلا لمستوى زملائهما، ويتم انتقالهما لمراحل التعليم الطبيعية.

وأضاف أن قبولهما في التعليم المجتمعي هي خطوة أولى، وسيتم التواصل مع أسرة الطفلين حسن وحنان وتسكينهم في مدارس التعليم المجتمعي في مكان قريب من محل الإقامة، مؤكدا على أن كل الأطفال لهم حق التعليم، وهناك حوالي 22 مليون طالب منتظمين غير المتسربين، والمنظومة حجمها كبير جدا، ومدارس التعليم المجتمعي تستوعب ظاهرة التسرب من التعليم، وهي آلاف المدارس.