رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدميري: يقترح دمج الوزارات ذات الصبغة السياحية لتعظيم المردود (حوار)

هشام الدميري رئيس
هشام الدميري رئيس الهيئة العامة للتنشيط

كشف هشام الدميري رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي السابق، ومدير عام إدارة المنتجعات الفندقية بالعين السخنة، أن السياحة تعود إلى معدلاتها وتسير بخطي ثابتة ومستقر، مستندا على ما تم إنجازه سياحيا خلال عامي ٢٠١٧ و٢٠١٨ معتبرا أن ذلك يعد طفرة بكل المقاييس سواء على مستوى الأسواق التقليدية أو الناشئة مع ارتفاع ملحوظ بمعدلات الإنفاق.

وأرجع في حواره للدستور عودة السياحة لتحسن الصورة الذهنية عن مصر بالخارج والتي ساعدت على تحريك المياه الراكدة، وذلك نتيجة لتحرك قيادات الدولة السياسية، واستضافة العديد من الفعاليات خلال العامين الماضيين.

والي نص الخوار

*ما هي المقترحات التي يجب الأخذ بها في الترويج السياحي لمصر ؟

يجب الترويج للمنتجات السياحية الجديدة التي بدأت في الظهور ومنها مدينة العلمين الجديدة ومنطقة العين السخنة، حيث تعتبر السخنة منتج سياحي واعد ومتميز والأقرب للقاهرة ومن خلالها يمكن دمج برامج السياحةً الثقافية والشاطئية معا، كما أنها تتمتع بالعديد الميزات التنافسية والمنتجات المختلفة من شواطئ خلابة ورياضات مائية، وتزخر بالعديد من المزارات الفرعونية والإسلامية والقبطية والبيئية، إضافة لقربها من المناطق اللوجستية لقناة السويس وموانئ البحر الأحمر.


*هل يوجد بنية فندقية بالعين السخنة تمكنّا من الترويج لها سياحيا ؟

نعم إذا تم إدارة الحملة الترويجية بطريقة مستهدفة لنوعية السائح، خاصة أن عدد الغرف المتاح الآن يتراوح بين ٨٠٠ - ١٠٠٠ غرفة فندقية، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد من ٣٥ - ٤٠٪ خلال العام الجاري، وذلك بعد افتتاح منتجع جولف جديد لمجموعة فنادق موفنبيك العالمية علاوة إلى مشروع الجلالة والذي يعتبر إضافة حقيقية للمنطقة بما يحوي من خدمات.
وتعتبر العين السخنة منطقة واعدة للسياحة سواء المحلية أو العالمية، كما تستقطب العديد من المؤتمرات وأنماط السياحة التجارية الأخرى نظرا لقربها من منطقة قناة السويس والمناطق اللوجستية بالقاهرة.


*هل افتتاح عدد من المطارات الحديثة يساعد في عملية التنمية السياحية بالعين النسخة ؟

افتتاح مطاري سفنكس والعاصمة الإدارية الجديدة والذي سيبعد حوالي ٥٠ كم فقط ومع إمكانية استقبال رحلات الطيران العارض، ستمثل السخنة منطقة جذب سياحى جديدة للسياحة الأوروبية والأسيوية وخاصة بعد افتتاح المتحف المصري الكبير في بداية ٢٠٢٠، حيث تحتاج هذه المناطق إلى إدراجها على خطط الترويج للمنتجعات المصرية.

كما يجب التعامل مع السياحة على أنها صناعة من أكبر الصناعة العالمية مثلها مثل صناعات البتروكيماويات والأدوية، حيث أنها تمثل أكثر من ١٠% من الناتج المحلي عالميا للدول بل إنها تقود اقتصاديات دول بأكملها، وفِي مصر تعتبر السياحة ثاني أهم مورد للعملة الأجنبية ويعمل بها ما يزيد عن ١.٧ مليون مواطن مباشرة، وما يقرب من ٤ ملايين مباشر وغير مباشر، حيث تقوم عليها العشرات من الصناعات المغذية لها، وتمثل بين ٤- ٥.٥% من جملة الناتج المحلي المباشر.


*كيف ترى تحرك قطاعي السياحة العام والخاص في زيادة الحركة الوافدة من السائحين ؟

نجاحات القطاع خلال العامين الماضيين لم تأتي منفردة ولكن بتضافر مجهودات كافة الأطراف من قطاع عام وخاص ومستثمرين وشركات وبما فيها الشركات المسؤولة عن ملفات الترويج، وكلها عوامل ومجهودات كُللت بالنجاح وتحقيق طفرة تزيد عن ٨٥% من أعداد السياحة الوافدة خلال عامين فقط مقارنة بمثيلاتها خلال ٢٠١٥٢٠١٦.


*ما هي أهم الأولويات التي لابد من العمل عليها في الترويج السياحي لمصر ؟

أولا يجب العمل على تعظيم التجربة السياحية بوجه عام وإبراز الميزات التنافسية للمنتجات والمقاصد المصرية نظرا لتقلصها وضعفها خلال السنوات السابقة بدءا من ٢٠١١ وحتى الآن، حيث أن الوعي السياحي لدى المصريين وكيفية التعامل مع السائح والتدريب وجودة المنتج السياحي هو مثلث النجاح في الفترة،القادمة لذلك لابد من تبني الدولة إستراتيجية عامة للسياحة ممثلة في هدف وعائد مالي ومساهمة في الناتج القومي خلال الفترة القادمة وحتى ٢٠٣٠، ومن ثم وضع السبل والآليات الممنهجة والمستدامة للوصول إليه وذلك بتضافر كافة الجهات المعنية من "طيران - آثار - ثقافة - تعليم - ووعي مجتمعي"، والتي تؤثر وتترجم التجربة السياحية النهائية لدى السائح، خاصة وأن السائح أصبح أهم سبل الترويج من خلال تبادل ونشر المحتويات الدعائية من خلال المنصات الرقمية والالكتروتية ولذا يجب العمل على تعظيم التجربة بشكل عام.

*ماذا عن وجهة نظرك نحو دمج الوزارات ذات الصبغة السياحية ؟

اقترح فكرة دمج الوزارات ذات الصبغة السياحية مثل السياحة والآثار أو الطيران أو التجارة والصناعة أو الثقافة لتناغم وتنسيق الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف المرجوة منها مع استحداث مجالس متخصصة لإدارة الشؤون اللوجستية للقطاعات الخدمية مثل الحج والعمرة واستخراج التراخيص والنقل السياحي وما إلى ذلك.

*هل بيروقراطية الحكومة سبب في إجهاض بعض الأفكار السياحية التي تساعد على تغير مسار السياحة المصرية؟

بكل تأكيد البيروقراطية الحكومية تعد إحدى أهم الصعاب التي تواجه الصناعة حيث أنها كانت ولازالت السبب فى عدم إنجاز وإجهاض العديد من الأفكار المبتكرة للنهوض بالقطاع وترويج المقاصد المصرية، لذا يجب وضع برنامج الإصلاح المؤسسي وإعادة الهيكلة والتي تتبناه وزارة السياحة حاليا على قمة أولوياتها كإحدى سبل الرقي بالقطاع وآليات النهوض بالهيئة وذلك لدعم الحركة السياحية خاصة وأن طموحات العاملين بالقطاع مرتفعة جدا مقارنة بالآلية الحالية.

*ماذا عن مشاركة مصر في المعارض الدولية وهل عدم المشاركة في بعض المعارض يعتبر إهمال لأسواق بعينها؟

المعارض السياحية الدولية فرصة ثمينة لبحث سبل تطور الحركات السياحية بين الدول سواء الأسواق التقليدية أو المستهدفة وتمثيلها على المستوى الحكومي وخاصة في الأسواق الكبرى كالسوق الايطالي هو أمر هام جدا، وبورصة ميلانو تعد من أهم البورصات العالمية حيث لم تدرج هذا العام على أجندة الهيئة في حين أن السوق الإيطالي من أكبر وأهم خمس أسواق للمنتجعات المصرية، ويشهد تطور ملحوظ خلال العامين الماضيين وآمل أن يدرج على أجندة المعارض للهيئة في السنوات القادمة في ظل تطور حركة ونمو السوق الإيطالي للمقاصد المصرية كافة.

كما يجب إعادة النظر في فتح وتنظيم المكاتب الخارجية التي تم تجميدها في الفترات السابقة نتيجة ترشيد النفقات للدولة حيث لا يقتصر دور المكتب فقط على تنظيم المعارض كما يظن البعض ولكن من خلال كونه جزء هام من البعثة الممثلة للدولة فدوره لا يقل شأنًا عن باقي أعضاء البعثات الدبلوماسية من تحسين الصورة الذهنية للدولة بشكل عام من خلال بناء شبكة علاقات عامة، إضافة إلى متابعة الحملات الترويجية ومتابعته آليات السوق ودراسة المقاصد المنافسة لمصر لإظهار وتعظيم المزايا التنافسية بصورة مستمرة والتي من شأنها دفع الحركة السياحية وتحسين الصورة الذهنية للدولة المصرية بشكل مستمر.