رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«c.c» وطنى.. «c.c» بطل.. «c.c» مخلص


لا تصالح مع من تلوثت يده بدماء الأبرياء.. وكلمة حق أقولها خالصة لوجه الله.. لا يملك أحد حق إعطاء الخروج الآمن لأي مجرم خان الشعب وغدر بالأبرياء وقتلهم وعذبهم سوي الشعب نفسه.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

من يشاهد العبارات المعادية للبطل القومى العظيم الفريق أول عبدالفتاح السيسى على الجدران وفى محطات المترو يشعر بالحزن و«القرف» فى آن.. ولو يعلم هؤلاء «الشمحطجية» أن كلماتهم البذيئة بمثابة شهادة تقدير ووطنية للسيسى لما تعبوا أنفسهم فى كتابتها.. من هذه العبارات «c.c» قاتل.. «c.c» عميل.. «c.c» خائن!!.. وفى الحقيقة يجب أن نفرق بين الخائن والعميل والقاتل.. وبين الوطنى والأمين والمخلص لشعبه.. وهنا أطرح السؤال التالى لقادة الإخوان وعناصر الجماعة وكل من ينتمى إليهم بالفكر أو العاطفة: هل القتل والإرهاب وقطع الطرق ومهاجمة المواطنين وترويعهم من قبل معتصمى رابعة والنهضة يمت للإسلام بصلة؟!.. وهل خيانة الوطن واللجوء للأمريكان ضد مصر وشعبها يمت للوطنية بصلة؟!.. وهل حكم الشعب يكون بالإكراه وفرض العضلات أم بالتراضي؟!.. وهل حشد النساء واستئجار الأطفال والتمثيل بالجثث من شيم التنظيم الإخوانى أم خيانة لله والوطن؟!.. أسئلة كثيرة ومعقدة تحتاج إلى إجابة صريحة وواضحة حتى نعرف من هو الخائن والعميل والقاتل؟.. هل هو «السيسي» الذى أنقذ مصر والمصريين من دمار محقق أم محمد مرسى وعصابته؟

مثل هذه العبارات ذكرتنى بما كان الإخوان يفتعلونه مع المجلس العسكرى السابق من مكائد ومقالب وعداوات مع الشعب.. ورغم كل هذه الأساليب غير المحترمة كان يخرج علينا بعض القيادات الإخوانية فى هذه الفترة الحساسة من تاريخ مصر.. مثل د. عصام العريان ويكتب أحد مقالاته فى جريدة «الدستور» بتاريخ 12 يوليو 2011 يخاطب فيها قيادات الجيش قائلا: نعلم أنكم أبناء هذا الوطن.. من رحمه خرجتم.. ومن لبن أمهاته شربتم.. وعلى أرضه ترعرعتم.. ومن نيله شربتم.. وتحت سمائه أقسمتم الولاء للوطن وليس للرئيس.. للشعب وليس للنظام.. وأنكم ستكونون عند عهدكم مع الشعب.. وقد تابعنا بعناية بياناتكم المتتالية.. وكنتم فى غاية الوضوح أثناء الثورة.

هذه الكلمات صدرت من «العريان» قبل اغتصاب جماعته للثورة وابتلاعهم للبلد وإلقائهم التهم لكل من يعارضهم الرأي.. وبعد أن سيطروا على كل شيء تغيرت نظرة «العريان» وأهله وعشيرته ومندوبهم الرئاسى للقوات المسلحة ثم غدروا وأطاحوا بقياداتها فى ليل أسود إثر مقتل 17 جنديا مصريا كانوا يحرسون حدودنا فى رفح على يد عصابة لا تعرف من الإسلام إلا اسمه.. واليوم يصرح «العريان» نفسه بالتالي: «إن الجيش فقد حصانته بعدما اسماه «الإنقلاب العسكري».. معتقدا أن القوات المسلحة تؤدى دورا سياسيا فى هذه المرحلة.. الأمر الذى قابله المتحدث العسكرى برد حاسم قائلا: «إن ادعاءات أحد قيادات حزب الحرية والعدالة بقيام المؤسسة العسكرية بدور سياسى إدعاء واهم لا يعيش إلا فى مخيلة أشخاص غير قادرين حتى اللحظة على استيعاب الواقع وإدراك حقيقة أن هناك دولة تدار بواسطة مؤسسات قادرة على قيادة البلاد خلال المرحلة الحالية لتحقيق خارطة المستقبل التى تلبى طموحات وتطلعات الشعب المصرى العظيم كأحد مكتسبات ثورته الجديدة.

إذن هذا هو «العريان» قبل وبعد التعديل.. تماما مثله فى ذلك مثل أهله وعشيرته.. وحتى يفيق هؤلاء من غفوتهم لابد أن يتعاملوا مع الواقع الحالي.. الواقع الذى يؤكد أن الأمريكان الذين أوصلوهم للحكم.. تخلوا عنهم اليوم تحت إرادة ورغبة الشعب المصرى العظيم.. وكذلك فعل معهم الاتحاد الأوروبى وإيران وألمانيا.. وعما قريب ستعلن تركيا الشعب وليس تركيا أردوغان أنها تساند المصريين ضد فصيل سياسى إرهابى يريد حرق الأخضر واليابس، فصيل يهاجم المبانى العسكرية ويشتبك مع قوات أمن بلده.. فصيل يخرج من مكان اعتصامه السلمى كما يدعى شاهراً سلاحه فى وجه الأبرياء.. فصيل يحاصر الحرس الجمهورى ومبنى المخابرات العامة ومدينة الإنتاج الإعلامى ويضرب مراكز الشرطة فى رفح وغيرها بالأسلحة الثقيلة ويقتل خير أجناد الأرض بدم بارد وباسم الدين والدين منهم برىء.

وحتى تتضح الأمور أكثر فأكثر.. لابد أن يعرف التنظيم الدولى للجماعة الإخوانية أن الشعب العظيم الذى اختار مرسى رئيسا بفارق 1٪ على منافسه الفريق أحمد شفيق.. هو نفسه الذى خرج يوم 30 يونيو بأكثر من 33 مليون نسمة ليقول لمرسى «كفاية يا مندوب الإخوان.. وقتك خلاص.. بح» وهو نفس الشعب أيضا الذى خرج منه فوق الـ«40» مليونا ليفوضوا «السيسي» ويأمروه يوم 26 يوليو بالتصدى للإرهاب الإخواني.. ومن ثم فقد عرف الشعب الآن من هو عدوه ومن هو حبيبه ولهؤلاء ومن يتبعوهم مثل عاصم عبدالماجد وصفوت حجازى وأيمن الظواهرى والبلتاجى أقول إن القوات المسلحة حفظت مصر من شروركم.. وأمنت روع شعبها من بطشكم وليس صحيحا ما تدعونه على غير الحقيقة.

ولأنى تعاملت عن قرب مع عدد لا بأس به من قيادات الإخوان بحكم عملى وقت أن كانت جريدة «الدستور» منبرا سياسيا وإعلاميا لهم.. فإننى أزعم بفهمهم و معرفتهم جيدا.. أدرك متى يدعون الوطنية ومتى ينقلبون عليها.. استشعر متى يستخدمون الشعارات الدينية ومتى يدوسونها بالأقدام.. وأعرف أيضا أن الرئيس المعزول لا يمثل لهم أى قيمة تذكر.. هم فقط يريدون خروجه لأسباب معروفة جيدا لدى الأجهزة السيادية فى الدولة.. يعنى بالمختصر المفيد.. المعزول فى أمان مع الجيش.. أما مع جماعته ومخابرات أمريكا وإسرائيل معهم فإن د. مرسى فى خطر دائم.. إزاى الكلام ده؟!.. بلاش نسبق الأحداث ودعونا أعزائى القراء نتابع نتائج التحقيقات معه وسوف نحكم بأنفسنا على من خان بلده وفرط فيها.. ومن حفظها وسنتأكد أيضا أن مرسى نفسه لا يصدق إخلاص جماعته التى تحمل صوره وتطالب بخروجه.. ستعرف من هذا الرجل أسرارا و«بلاوي» تفضح المستور بين عشيرته والغرب.. لذا فالجماعة حريصة ومعها أمريكا بالطبع على الفتك به قبل كشف هذه الأسرار حسب ظنى وما هو متداول من معلومات يؤكد ذلك.

مما سبق يتضح أن جماعة الإخوان لا يرونها سلمية.. لا يريدونها آمنة.. هم يريدونها فرض إرادتهم بقوة السلاح والبلطجة وقطع الطرق وإرهاب المواطنين.. ولو مش مصدقنى عزيزى القاريء.. فارجع إلى ما كتبه الصحفى العالمى «روبرت فيسك» عن الكلاشينكوف الذى يحمله حارس جراج ميدان رابعة العدوية الإخواني.. أقصد دولة رابعة الإخوانية.

تلخيصا.. أتعجب من «هرطقة» الإخوان عن جيشنا العظيم وكأنه جيش احتلال.. طيب إزاى وبأمارة إيه؟.. والله شيء «مقرف» فعلا ويبعث على الاشمئزاز.. وخيرا فعل بطل مصر القومى المحترم «السيسي» عندما أكد للأمريكان وغيرهم أن د. مرسى لم يكن رئيسا لكل المصريين.. بل لأتباعه وأنصاره.. وعظيم جدا أن يقول «السيسي» لوزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل ردا على سؤاله ما إذا كان سيترشح للرئاسة؟ فأجاب البطل أنه عندما يحبك الشعب.. يكون هذا أهم شيء بالنسبة لى.

أخيرا.. لا تصالح مع من تلوثت يده بدماء الأبرياء.. وكلمة حق أقولها خالصة لوجه الله.. لا يملك أحد حق إعطاء الخروج الآمن لأي مجرم خان الشعب وغدر بالأبرياء وقتلهم وعذبهم سوي الشعب نفسه.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.