رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نور العين.. علماء يتوصلون إلى علاج جينى لمكافحة العمى المرتبط بالشيخوخة

جريدة الدستور

توصل باحثون بجامعة أكسفورد البريطانية، إلى علاج جينى لمرض العمى الذى يحدث بسبب الشيخوخة، وفق ما أفاد به تقرير لصحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية.
وحسب التقرير، أجرى الباحثون أول عملية علاج جينى فى العالم لوقف العمى المرتبط بتقدم العمر، وأوضح التقرير أن التقدم فى السن هو السبب الرئيسى للعمى غير القابل للمعالجة فى العالم الحديث.
وأشار العلماء إلى أن العمى المرتبط بالشيخوخة يتسبب فى وجود فجوات أو بقع ضبابية فى عينى المريض، ما يجعل الأنشطة اليومية مثل القراءة والتعرّف على الوجوه أمرًا صعبًا للغاية.

قال روبرت ماكلارين، الأستاذ بجامعة أكسفورد فى المملكة المتحدة: «إن المعالجة الجينية التى يتم إجراؤها فى وقت مبكر للحفاظ على الرؤية لدى المرضى الذين قد يفقدون أبصارهم، قد تكون إنجازًا هائلًا، وبالتأكيد شىء أتمنى رؤيته منتشرًا فى المستقبل القريب».
وأضاف التقرير أن أول شخص خضع لهذا الإجراء هو السيدة جانيت أوزبورن، من أكسفورد، وقال «ماكلارين»، الذى أجرى العملية فى مستشفى جون رادكليف فى المملكة المتحدة: «أوزبورن البالغة من العمر ٨٠ عامًا كانت تعانى من العمى فى كلتا العينين، لكنه أكثر وطأة فى عينها اليسرى، وكما هو معتاد فى هذه الحالة، فإن الرؤية المركزية فى عينها اليسرى قد تدهورت وأصبحت ضبابية للغاية».
وقالت «أوزبورن» إن رؤيتها أصبحت ضبابية وتجد صعوبة فى التعرف على الوجوه، وأضافت: «لم أكن أفكر فى نفسى وأنا أخضع لتجربة العلاج، كنت أفكر فى أشخاص آخرين، وتضمنت العملية فصل الشبكية وحقن محلول يحتوى على مواد جينية».
وحسب علماء أكسفورد، يحتوى محلول الحقنة على «DNA» معدّل، يوجه إلى الخلايا، ويصحح خللًا جينيًا يسبب العمى فى عمر الشيخوخة، مضيفين أن العلاج الجينى يحتاج فقط إلى إجراء مرة واحدة، حيث يعتقد أن التأثيرات طويلة الأمد على العينين.
وقال «ماكلارين»: «إننا نعمل على تسخير قوة المحلول بالحقنة بطريقة طبيعية لنقل الحمض النووى إلى خلايا المريض، وعندما ينفتح المحلول داخل الخلية الشبكية، فإنه يطلق الحمض النووى للجين الذى استنسخناه، وتبدأ الخلية فى صنع بروتين نعتقد أنه يمكن تعديله، ويصحح الخلل المسبب للعمى».
وأضاف «ماكلارين»: «إن فكرة هذا العلاج الجينى تتبلور عند نقطة محددة للغاية فى الجزء الخلفى من العين، وبالتالى فإن المريض لن يتأثر بذلك، ونأمل أن يبطئ العلاج من تقدم الضمور البقعى فى العينين والمرتبط بالشيخوخة».
من جانبه، قال الباحث بيتر لاكمان، من جامعة كمبريدج: «لدينا فهم أفضل الآن للعلاقة بين آثار الشيخوخة والخلل المتسبب فى العمى، وهو الأمر الذى يقودنا إلى اكتشاف أن استعادة توازن الجينات فى العين وتصحيحها يؤدى إلى العلاج طويل الأمد.. أى نجاح العملية».
وأوضح العلماء أنه من المأمول أن يتم استخدام العلاج الجينى فى المستقبل على المرضى فى وقت مبكر، وبالتالى توقف المرض قبل أن تبدأ رؤيتهم فى التدهور.
ووفقًا للتقرير، فقد أطلق العلماء المحاولة الأولى لوقف معظم الأسباب الشائعة للعمى المرتبط بالعمر من خلال العلاج الجينى، ويحاول الجراحون إيقاف حالة العين باستخدام حقنة واحدة لتصحيح الجينات، وحقن محلول فى الجزء الخلفى من العين لتصحيح العيب الجينى، تلك المحاولة استغرقت ١٢ سنة من فريق جامعة أكسفورد من خلال تجريب العلاجات الجينية لإبطاء أو إيقاف تقدم تدهور بصر العين المختلفة.
وأكد العلماء أن الشيخوخة هى السبب فى عمى نحو ٦٠٠ ألف مريض فى بريطانيا، ويجرى الفريق حاليًا تجربة لعشرة مرضى فى مستشفى أكسفورد للعيون، وتم تصميم التجربة العلمية بشكل أساسى لاختبار سلامتها، ولكن العلماء ما زالوا ينتظرون نجاح العملية بشكل واضح، وفى هذه الحالة سيتم إطلاق تجربة أكبر.
ولكن أول مريضة وهى جانيت أوزبورن، التى خضعت للعلاج تحت تأثير مخدر موضعى الشهر الماضى، أكدت أنها تتحسن، وأصبحت المرأة البريطانية أول شخص فى العالم يخضع للعلاج الجينى لأكثر أسباب فقدان البصر شيوعًا وهى فى عمر الثمانين.
وحسب التقرير، فإن تمويل التجربة العلمية كان من قِبل شركة العلاج الجينى «جيروسكوب ثيرابيوتكس»، وأُجريت التجربة بدعم من مركز أبحاث الأحياء الحيوية فى أكسفورد، وستكون المعالجة الجينية التى يتم إجراؤها للحفاظ على الرؤية لدى المرضى كبار السن الذين قد يفقدون نظرهم، إنجازًا هائلًا.
وقال «ماكلارين»: «هذا مجال سريع التطور، والآن نفهم الكثير حول تصنيع العلاج، وآثار إجراء العلاج الجينى فى الجزء الخلفى من العين، وكذلك جميع برامج العلاج الجينى الأخرى التى يجرى تطويرها فى الوقت الحالى، وآمل أن نرى علاجًا للأشخاص الذين يعانون من العمى المصاحب للشيخوخة فى غضون السنوات القليلة القادمة».