رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الميديا القاتلة".. شادى سرور بين الإلحاد.. وتعليقات لاذعة بالفطرة

جريدة الدستور

هل يستطيع الإنسان أن يعيش حياته مهددا بانتقادات الأخرين؟، هل تكون ضريبة الشهرة هى السقوط فى فخ الإلحاد؟، هكذا وجد شادى سرور مقدم الفيديوهات الكوميدية الساخرة نفسه فى دائرة من الأسئلة اللامتناهية دفعته فى الساعات القليلة الماضية إلى اعلان تركه للإسلام على صفحته الخاصة عبر فيسبوك، وعلى الجانب الآخر كشفت استعداد كثيرين لإطلاق حناجرهم بتعليقات لاذعة فقط بالضغط على "كيبورد".

عانى "شادى" من إضطرابات بدأت بصورة سوداء نشرها فى أواخر أكتوبر الماضى مكتوب عليها "صاحب الصفحة مات" وحينها تسائل الجميع عن مدى صدق هذه العبارة، وهل ينتوى الإنتحار؟، وذلك إثر ماتعرض له فى الفترة الأخيرة من انتقادات أطاحت بالنجاح الذى حققه، بل تعرض لتنمر واضح من متابعيه على السوشيال ميديا مع سفره للخارج مثل: "إنت مبقاش وراك غير السفر"، "سرور سافر روسيا ومصر لسه متأهلتش".

في نفس اليوم كتب "سرور" منشورا: "قررت إنى أنتحر، اتبسطوا أوى بالخبر"، ولم يسلم بالتأكيد من التعليقات اللاذعة التى انهالت عليه، وتعاملت باستهتار مع موقفه الهجومى تجاه نفسه وحياته، وربما هذا مادفعه للخروج عن صمته بأخر فيديو له على "السوشيال ميديا" قال فيه أنه سيكون الأخير بالنسبة له، وأنه كان يسعى لإسعاد الناس، إلا أنه قرر ألا يستمر فى الحياة، مضيفًا إن كثرة الإنتقادات التى تلقاها فى الفترة الأخيرة أصابته بحالة نفسية سيئة، ودخل فى حالة اكتئاب، موضحًا أنه أصبح لايطيق العيش.

وبالعودة إلى عام 2016 قدم "شادى" فيلمه "تايتنك" على يوتيوب كأول تجربة إحترافية له أمام عدسات السينما، وفشلً، خاصة بعدما حوّل الفيلم الرومانسي لنسخة سوقية، تخلو من التمثيل الجيد ومن الكوميديا أيضًا، واعتذر إلى جمهوره، وأنه لم يكن ممثلًا ممتازًا بسبب رهبته، مؤكدا أنه تعلم الدرس.

تعود شادى طوال مسيرته المهنية على التعبير عن معاناة الجميع بطريقة كوميدية بسيطة جذبت ملايين المتابعين له، بدأت فى عام 2012 بصناعة الفيديوهات الكوميدية القصيرة التى مدتها من 7 إلى 15 ثانية، ويتم تصويرها بكاميرا الموبايل ويطلق عليها "الفينز"، ثم طور من نفسه حتى أصبح أول شاب مصري عربي في التاسعة عشرة من عمره يحقق نسبة مشاهدة تصل إلى 50 مليون مشاهد فى 2015.

ويبدو أن شادى من النوع الذى يستمد طاقته من الآخرين وثقتهم فيه ونجاحه، وعندما انقلب كل ذلك عليه لم يضرب به عرض الحائط، وجعل كل الأراء تستحوذ عليه، ففى الساعات القليلة الماضية أثار الجدل مجددًا بإعلان إلحاده، وتسائل متابعيه، هل تلك هى طريقة جديدة للعودة إلى أضواء الشهرة، أم أنه عانى من موجة إكتئاب حادة، حيث قال: "..عايش في سجن.. أصبحت شخص جديد، شخص أنقذ نفسه من الموت، شخص شاف معاناه كبيره كاد يلجأ للإنتحار فعليًا لأنه الحل الوحيد للتخلص من الألم والعذاب النفسي في الدنيا.. أصعب وقت مر عليا في حياتي كلها من يوم ما اتولدت، الشهرة في مصر كانت نقمة عليا أكثر من نعمه... سيبت الإسلام بسبب العنصرية والجحود في قلوب الناس اللي مفروض مؤمنه بالله بل هم أهل النفاق، خسرت كل الناس اللي في يوم حبيتهم وأصبحت وحيد...".

وعلى الرغم من وضع سرور علامة السفر إلى لوس أنجلوس، إلا أن الجدل لايزال مستمرًا على صفحته، فالجميع لديه الطاقة لمحاسبته، وبالرغم من كل إخفاقاته، وما يتردد حوله من أصدقاؤه المقربين الذين أشار أحدهم إلى أن كل ما فعله "شادي" كان بنية السفر، إلا أن السوشيال ميديا تبقى في بلادنا منفذ لبث كافة الأفكار المتطرفة، والتعليقات السلبية، وبوابة للتدخل في كل الخصوصيات.

ويقول الدكتور، الدكتور النفسي، جمال فرويز، إن الفراغ لدى الشباب خلق حالة من الضعف الفكري، ورغبة في التحدي يظهر تارة في السعي وراء لعبة إلكترونية، أو السباق نحو الإنتقادات الهدامة التي تجعل الأشخاص يصلون حد الإكتئاب.

ويضيف: نحتاج تعلم كثير من القيم مثل التروي في الحديث، الهدوء، والإحترام، حتى الذين نختلف معهم في الفكر والمنطق.