رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عمرو وسلمى".. قصة حب تشبه الأفلام الرومانسية

جريدة الدستور

الفلانتين هو فرصة للتركيز على قصص الحب العفوية التي تنجح في أن ترسخ سطورها دون أي تكلف، متحدية الظروف من أجل أن تخلق أربعة جدران ليعيش المحبين سويا؛ مثلما كان الحال مع عمرو وسلمى اللذان يتشابه اسميهما مع الفيلم الرومانسي الشهير "عمر وسلمى"، وبالفعل كان لاسمهما نصيبًا من الرومانسية نفسها.

سلمى وعمرو، أبطال القصة الحقيقة، نجحا في تحدي الظروف الصعبة، ومشاكل الحياة، فكان رجل بكل ما تحمله الكلمة من معاني، وكانت هي تشجعه وتدعمه لتصدق مقوله لكل رجل عظيم امرأة.

وخلال السطور التالية، «الدستور» ترصد قصة حبهما بكل ما تحمله من مشاعر بالتزامن مع الفلانتين.

كانت البداية منذ 12 عام عندما تعرفت سلمى صاحبة الـ 18 سنة، على عمرو 27 سنة، في إحدى حفلات دار الأيتام، وسرعان ما ارتبطا في صداقة قوية تحولت فيما بعد لقصة حب، كان يعلم الإثنان إن قصة حبهما من الصعب أن تكلل بالزواج؛ فهي من أسرة ميسورة الحال وتدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان هو يعمل نادل في أحد المطاعم الشهيرة وحاصل على دبلوم تجارة، وبعد عامين قرر أن يتقدم لخطبتها، إلا أنه واجه رفض أهلها ولم يتركوا له حتى الباب مواربا، لكونه غير مناسب لابنتهم تعليما ولا اجتماعيًا.

قرر عمرو أن يتحدى الواقع والتحق للعمل ديليفري في سوبر ماركت بجانب عمله بالمطعم ليحسن من دخله، الأمر الذي كان يدفعه لقضاء اليوم خارج المنزل ولا يخلد للنوم سوى ساعتين فقط، وقدم أوراقه لكلية التجارة للتعليم المفتوح لاستكمال تعليمه إلا أن ظروف عمله حالت دون استكمال هذا الطريق، فقرر تأجيله.

ومرت خمس سنوات على هذا الحال والباب مازال مغلقًا لكن أمل ارتباطهما لم يغلق بعد، حتى تمكن من جمع مبلغ لشراء الشقة والشبكة، وعاود الاتصال بوالدتها مرة أخرى وطالبها بالتوجه معه لرؤية الشقة التي يرغب في شرائها باعتبارها أما له وليست أما لحبيبته، خاصة وأنه كان يتيم الأم ووالده على المعاش، فوافقت وتوجهت معه وأعجبت بالشقه فسارع بدفع مقدمتها وكتابة العقد.

استمر في عمله، وبمساعدة حبيبته تمكنا من تجهيز الشقة، فيما عدا التشطيبات الأخيرة، لعدم علمهما بتوقيت نزول رحمة السماء ليبقيا سويًا، فذهب إلى والدها ووالدتها مرارًا وتكرارًا، حتى قرروا إعادة المناقشة في الموضوع مجددًا، بعدما رأوا إصراره وحبه لابنتهم، بالفعل اتفق كبار العائلة على تأمين مستقبل ابنتهم من خلال وضع مبلغ مالي في البنك باسم ابنتهم، وإقامة حفل زفاف، فوافق على كافة الشروط إلا أنه استبدل مبلغ البنك بكتابة وصل أمانه بنفس القيمة لأنه لا يمتلك كل هذا المبلغ لوضعه.

وأقيمت مراسم الخطوبة والفرح والابتسامه على وجوههم فهم مازالوا لا يصدقون أن الله جمع بينهما عقب 8 سنوات من أيام طويلة مليئة بالعذاب والدموع، عدا أهلها فكانوا يتمنون لها زيجة أفضل من هذه، وسرعان ما أنجبت "سلمى" طفلها الأول، وقتها قرر الزوج استكمال تعليمه لكي يشرِّف ابنه، وبالفعل حصل على بكالوريوس التجارة وهو معه طفلته الثانية.

أما عن حال الأسرة فقد تغير تمامًا، فقد أحبت عائلة "سلمى"، عمرو كثيرًا، لما وجدوا فيه من حُسن الخلق والمواظبة على أداء الفرائض، فكان هو بمثابة ابن لهم وليس زوج ابنتهم، فرأوا مشاعر حبه لابنتهم التي اطمئنوا عليها وأنهم وضعوها في يد أمينة، فتبدلت كل المشاعر السلبية إلى مشاعر حب، فوقفوا بجانبه، ودعمته زوجته التي تفرغت للبقاء في المنزل لتربية الأولاد بعد أن رزقهم الله بابنهم الثالث، وذلك من خلال تجميع الأموال وتوفير المصاريف.

قام بتأجير محل وخصصه للعصائر والمشروبات الساخنة، ولاقي إقبال وفير عليه، فقرر أن يوسع عمله بإفتتاح فرع أخر لمحله، ومازالوا يعيشان نفس قصة حبهم وكأنهم مخطوبين.