رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصواء الخلالى تكتب: موقع وإذاعة «مونت كارلو» دَس السم فى الخبر

جريدة الدستور

منذ أيام قرأتُ عنوانًا على موقع وصفحة إذاعة «مونت كارلو»، الدولية الفرنسية الناطقة بالعربية، يتحدث عن «عودة الجهاديين الفرنسيين من سوريا بعد الحديث عن رحيل القوات الأمريكية وتشتت المنتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية الجهادى»، كان هذا ملخصًا لعنوان ومتن الخبر، يا لهول المشهد!
- إنهم يستخدمون كلمات مثل «تنظيم جهادى» رافضين أن يطلقوا توصيف تنظيم إرهابى على داعش! كذلك يسمون إرهابيى داعش، من أصحاب الجنسية الفرنسية بالجهاديين، هم حتى لم يصفوا أحدًا منهم بالتطرف، إنهم يرسخون لمفهوم الجهاد الإسلامى من وجهة نظر الإرهاب فقط، وليس فى هذا أى مهنية!!
- الأمر الآخر، أن المتابع لإذاعة «مونت كارلو» الدولية العريقة، ولموقعها وصفحتها الدسمين، سيكتشف أنهم كلما ذكروا الرئيس المعزول الإخوانى محمد مرسى أصروا على استخدام كلمة «الرئيس الإسلامى» ثم يستكملون التوصيف بجملة خبيثة الشكل والمعنى «الذى أطاح به الجيش المصرى»، وكأنما يرسخون لمفهوم أن المعزول كان مبعوثًا باسم الدين الإسلامى لحكم مصر، وما عدا ذلك كان كافرًا!! وأن الجيش أطاح به ذاتيًا فى جملة من الأخطاء المهنية والإنسانية والكوارث الأخلاقية حتى!!
- أما العبث بعينه، فهو أن الإذاعة الدولية العريقة تصف الحرب على الإرهاب فى سيناء بأن مصر تضيّق الخناق على الجهاديين الإسلاميين فى سيناء، وأنها تخوض اشتباكات توقع الخسائر الكبرى فى الطرفين، وكأنها ليست حربًا على الإرهاب، وكأنهم رسل الدين الإسلامى والجيش المصرى يحاربهم، وتصف ما يحدث بأنها اشتباكات وتساوى فى خسائر الطرفين!!
- هذا وغيره من دسائس وخبائث فى طيات عناوينها وأخبارها، متنًا ورأسًا، فى محاولات بائسة لتشويه ما يحدث فى مصر، وتعمد دائم لانتقائية نشر الأخبار من وجهة نظر عدائية دون أدنى قدر من المهنية تجاه قضية الإرهاب أيضًا!!
- أما عين الكراهية، فقد رأيتها بنفسى تنظر لنا شذرًا عبر نقل وتغطية إذاعة «مونت كارلو» أخبار ترؤس مصر الاتحاد الإفريقى، وكانت حالة بكائية رثائية عبر أخبار الإذاعة وصياغتها، فقد كان الخبر كالتالى:
«إن السيسى يترأس الاتحاد الإفريقى، لكن مصر تعانى من تنكيل تام وقمع للمعارضة، ولن تستطيع مصر نشر الديمقراطية فى إفريقيا».. كما ستجد فى نفس الخبر أن منظمات حقوق الإنسان قلقة جدًا على إفريقيا، وستجد كذلك أن مصر تعانى اقتصاديًا ولن يستطيع السيسى تنمية إفريقيا، وستجد كذلك فى نفس الخبر المسموم جملة خطيرة جدًا، وهى أن مصر تنصّب نفسها بطلة فى مقاومة الإرهاب رغم أنها تطارد أهالى سيناء من الجهاديين الإسلاميين الرافضين لانقضاض الجيش المصرى على السلطة.. وغيره وغيره من أكاذيب وافتراءات ودسائس وفشل مهنى وأخلاقى لا حصر لها!!
- حتى إنهم نقلوا خبر تنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابيين الثلاثة، الذين قتلوا نجل أحد القضاة، بأن مصر تنفذ حكمًا بالإعدام بحق أشخاص لديهم انتماءات إسلامية، اتهمتهم بقتل نجل أحد القضاة بغير تعمد، حسب مصدر أمنى!!
حتى علاقات مصر بإفريقيا كتبوا وتحدثوا عنها بأنها مقطوعة، رغم محاولات الرئيس المصرى تحريك المياه الراكدة فيها، وتقزم دور مصر إفريقيًا!!
ما هذا؟!! ما كل هذه الكراهية وما كل هذا التدليس؟! من يكتب تلك الأخبار ومن يصيغها ويحمل كل هذا الغل؟!
- ما علاقة منظمات حقوق الإنسان بصياغة خبر عن ترؤس دولة للاتحاد الإفريقى؟! وما علاقة الديمقراطية فيها بالديمقراية فى إفريقيا فى ذات الخبر الحدثى؟ ومن ولّاكم تقييم الديمقراطية فى مصر وإفريقيا؟.. من أنتم؟
- بعد كل متابعاتى الفترة الماضية لإذاعة وموقع وصفحة «مونت كارلو»، وكل مرة كانت تصيبنى الدهشة والحزن جراء تطرف هذه المدرسة الإعلامية العريقة، وخروجها عن الموضوعية واحترام الآراء حتى كادت تسقط خارج الحلبة تمامًا- جال فى صدرى كثير من الحيرة إزاء هؤلاء المصريين الذين يظهرون ضيوفًا عبر أثير إذاعة «مونت كارلو» ويعلقون على الأخبار، ويتواصلون مع ممراتها الصحفية والإعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعى دون أن يكلفوا أنفسهم عناء القراءة أو البحث، فيتحول حديثهم إلى تحريف واضح فى نقله، كخبر فى أسمى صور العبث، وذلك على افتراض حسن النية، أم أنهم يعلمون أن «مونت كارلو» الدولية لا تحظى بمتابعة مصرية إلا من المتخصصين، فتصوروا أن المُر سيمر؟!
أكتب هنا بكل مهنية وموضوعية، لهم أكتب، ولمن يهتم، إنهم لا يُرضون ضمير المهنة، بل يتبعون شيطان الفتنة، ويطاردون أرواحًا بدأت فى قتلهم وهم لا يشعرون.
احذروا إذاعة «مونت كارلو» وأخبارها المسمومة، حتى تثوب لرشدها، فإن عادت عُدنا.