رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المزارع المشتركة.. علامات مضيئة على طريق التعاون المصري الأفريقي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تشكل المزارع المصرية المشتركة مع الدول الإفريقية إحدي المنارات المضيئة بين مصر وأشقائها الأفارقة، ويصل عدد المزارع المصرية المشتركة مع دول إفريقيا 8 مزارع تقع في زامبيا وزنجبار في تنزانيا ومالي والنيجر وتوجو وأوغندا وإريتريا والكونغو الديمقراطية، فضلا عن إنشاء مزارع جديدة في تنزانيا والسنغال وزامبيا والجزائر، ومن المستهدف أن يصل عددها إلى 21 مزرعة بحلول عام 2021.

ويؤكد الخبراء أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى اعتبارا من الشهر الجاري من شأنها نقل خطط التنمية الزراعية فى أفريقيا من " الأقوال إلي الأفعال " ومن هنا يكتسب وجود المزارع المصرية المشتركة فى أفريقيا أهميته لتعزيز الدور المصري في القارة الإفريقية من خلال توزيع وانتشار المزارع في المجتمعات الاقتصادية الإفريقية المختلفة المتمثلة في تجمعات "الكوميسا" و"السادك" و"غرب إفريقيا" و" الساحل والصحراء" و"منطقة القرن الإفريقي" بما يحققه ذلك من تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا.

كما تلعب المزارع المصرية فى أفريقيا دورا فاعلا يحقق النفاذ المصرى للأسواق الإفريقية في دول التجمع ونشر زراعة الأصناف المصرية للمحاصيل المختلفة والبدء في صناعة التقاوي للأصناف السابقة من خلال تقييمها في المزارع المشتركة في الدول الإفريقية المختلفة، وفضلا عن ذلك يفتح وجود المزارع في دول إفريقيا المختلفة الباب أمام المستثمرين المصريين والقطاع الخاص المصري في الاستثمار الزراعي في الدول الإفريقية وبالتالي زراعة مساحات كبيرة من خلال القطاع الخاص المصري بما يفتح البابا لإيجاد فرص عمل في الاستثمار الزراعي في الدول الإفريقية أمام الشباب المصري.

كما تهدف مصر من خلال هذا التعاون، إلى إجراء بحوث زراعية مشتركة لزيادة الإنتاج الزراعي على اختلافه في الدول الأفريقية، وتنمية الموارد البشرية بالمناطق الريفية في تلك الدول، وتشجيع رجال الأعمال المصريين على استغلال الفرص المتاحة للاستثمار في القارة الإفريقية.

وقد بدأ العمل فى المزرعة المصرية فى زامبيا في عام 2007، وهى تقع على على مساحة 250 هكتارا وتعتمد على زراعة المحاصيل الحقلية مثل الذرة الشامية والصويا والقمح والذرة الرفيعة بالإضافة إلى إنتاج شتلات الخُضر مثل الطماطم والكرنب من خلال الصوب الزراعية وكذا إنتاج الفاكهه مثل المانجو.

وكانت مصر وزامبيا قد وقعتا الشهر الماضى مذكرة تفاهم لإنشاء مزرعة نموذجية على مساحة ألف هكتار في مدينة كابوي شرق العاصمة لوساكا وستخصص لإنتاج تقاوي المحاصيل الرئيسية مثل هُجن الذرة الشامية وأصناف الصويا وأصناف القمح والذرة الرفيعة، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء الصوب الزراعية لإنتاج شتلات الخضر والفاكهة وتسويق ناتج المزرعة للمزارعين والمستثمرين، فضلا عن النشاط الإرشادي وتوجيه خدمة إرشادية للمستثمرين المحيطين بالمزرعة، وكذلك صغار المزارعين عن طريق نقل الخبرة والمعلومة الفنية لمختلف المحاصيل.

أما المزرعة المصرية فى إقليم زنجبار التنزانى فقد بدأ العمل بها في عام 2004 وهى تقع على مساحة 100 هكتار وتعتمد على زراعة محاصيل الخضر والفاكهة بصفة أساسية مثل الطماطم والخيار والكوسة والباذنجان والفلفل، ومحاصيل الفاكهة مثل أصناف المانجو والعنب والكمثري والباباز، ويعتمد تسويق منتجات المزرعة على الفنادق السياحية المنتشرة في زنجبار، وسيتم من خلالها إنتاج تقاوي للمحاصيل المختلفة وإنتاج شتلات الفاكهة والاشتراك في المعارض الزراعية التي تقام في زنجبار.

ويتمثل النشاط الإرشادي للمزرعة في البرامج والزيارات الحقلية للمزارعين المحيطين بالمزرعة والتوعية ونقل المعلومة الفنية عن المحاصيل المنزرعة لديهم، في حين يكون النشاط التدريبي من خلال تنظيم دورات تدريبية لطلبة جامعة سوزا للمزرعة والتدريب على الأنشطة الزراعية المختلفة.

و تقع المزرعة المصرية المشتركة مع الكونغو الديمقراطية على مساحة 600 هكتار(أي حوالي 1400 فدان)، وتعتمد على زراعة المحاصيل الأساسية مثل الذرة الشامية والفول الصويا والكاسافا والفول السوداني بالإضافة إلى بعض محاصيل الخضر مثل البازلاء واللوبيا، ويتركز النشاط الأساسي للمزرعة فى إنتاج المحاصيل الحقلية والنهوض بالإنتاجية تحت ظروف الأمطار وكذلك نشاط انتاج التقاوي لتلك المحاصيل، في حين يتم النشاط الإرشادي من خلال متابعة المزارع المجاورة للمستثمرين الكونغوليين وحل المشاكل الفنية للمحاصيل المنزرعة لديهم وتمت إضافة نشاط للمزرعة يتمثل في إنتاج الكومبوست وهو عبارة عن (ناتج مخلفات المزرعة يتم تدويرها للحصول على المادة العضوية، تضاف كمادة عضوية للمحاصيل المنزرعة بغرض زيادة الإنتاج والاستغناء بصفة جزئية عن الأسمدة الكيماوية ( وقد بدأت المزرعة المصرية فى الكونغو الديمقراطية نشاطها بنهاية عام 2015.

و تقع المزرعة المصرية فى جمهورية النيجر على مساحة 100هكتار وهي ثمرة تعاون مشترك بين وزارة الزراعة المصرية ووزارة التنمية الريفية في النيجر، وبدأت إنتاجها عام 1998، والمحاصيل المنزرعة فيها هي الأرز والذرة الشامية والغرض منها النهوض بإنتاجية الأرز بصفة أسياسية والذرة الشامية وتوفير الغذاء لشعب النيجر، والمحاصيل المنزرعة تحت ظروف الري(نهر النيجر) بالإضافة إلى الزراعة تحت المطر.

ويؤكد الخبير الزراعى المصرى د. ماهر مغربي – الذى يرأس البرنامج الزراعى المشترك مع أفريقيا فى وزارة الزراعة المصرية – أنه قد تم تقييم واختبار الأصناف المصرية من الأرز والذرة الشامية وأثبتت تفوقها في المحصول وجاري تسجيلها لإنتاج التقاوي لتوزيعها على صغار المزارعين، والهدف من ذلك هو فتح أسواق غرب إفريقيا أمام الأصناف المصرية كمصدر للدخل القومي.

وفى جمهورية مالى.. بدأت المزرعة المصرية المشتركة مع مالي العمل في عام 2015 وتبلغ مساحتها 200 هكتار وتعتمد على زراعة المحاصيل الأساسية مثل الذرة الشامية والأرز والفول الصويا بهدف رفع إنتاجيتها، وكذلك تقييم الأصناف والهجن المصرية تحت ظروف دولة مالي وإنتاج التقاوي للأصناف المتفوقة كمرحلة لاحقة لزيادة دخل المزرعة.

و يعد النشاط الإنتاجي للمحاصيل وللتقاوي من الأنشطة الأساسية للمزرعة ومن المحاصيل الأساسية أو الرئيسية الذرة الشامية والأرز والفول الصويا، في حين يكون النشاط الإرشادي من خلال تنظيم أيام حقل للمستثمرين ي منطقة (سيجو) مقر المزرعة للتعريف بأصناف الهجن المصرية تمهيدا لتوزيعها علي المزارعين في مالي.

وفي جمهورية توجو تأسست المزرعة المصرية المشتركة معها فى يناير 2018، وتعد من المزارع الحديثة فى إطار برنامج مشترك بين وزارة الزراعة المصرية ونظيرتها التوجولية وتقع المزرعة على مساحة 150 هكتارا، وتستهدف المزرعة تطوير إنتاجية المحاصيل الأساسية في توجو تحت ظروف الأمطار مثل الذرة الشامية وفول الصويا والذرة الرفيعة والفول السوداني والأرز وإدخال أصناف جديدة تتميز بإنتاجية عالية تتفوق على الأصناف المحلية وكذلك إدخال زارعة القمح تحت الظروف التوجولية وتقييم الأصناف المصرية، ويتم النشاط الإرشادي والتدريبي من خلال تنظيم زيارات لمزارعي المنطقة إلي مقر المزرعة والتعريف بالمحاصيل المنزرعة والأصناف المصرية المختلفة تمهيدا لنشرها وتسجيلها للدخول في مرحلة إنتاج التقاوي.

و اكتوبر 2018 انطلق العمل فى المزرعة المصرية المشتركة مع أوغندا على مساحة 500 هكتار لزراعة المحاصيل الرئيسية الذرة الشامية والرز وفول الصويا ومحاصيل الأعلاف، والهدف الأساسي منها زيادة إنتاجية المحاصيل المنزرعة والنهوض بالإنتاج الزراعي تحت الظروف الأوغندية وكذلك تطوير إنتاجية محاصيل الأعلاف ونشر زراعة البرسيم المصري للنهوض بالإنتاج الحيواني وإدخال برامج تسمين على الأعلاف الخضراء والعلائق المركز غير التقليدية وهى عبارة عن مخلفات المزرعة التي يتم فرمها ووضع مركبات عليها لاستخدامها في برامج التسمين كمغذيات وذلك بهدف تطوير الإنتاج الحيواني عن طريق برامج التسمين المختلفة، وكما سيتم ذبح ناتج عملية التسمين من خلال المجزر المصري في أوغندا ومن ثم التصدير لمصر.

و تعد المزرعة المصرية المشتركة مع إريتريا من المزارع الجديدة وقد تم توقيع بروتوكولها في مايو عام 2018 بين وزارتي زراعة البلدين، وتقع المزرعة على مساحة 200 هكتار، وتستهدف تنمية الزراعة بإريتريا، عبر رفع إنتاجية المحاصيل الأساسية مثل الذرة الشامية وفول الصويا والفول السوداني بالإضافة إلى إدخال زارعة المحاصيل الشتوية مثل القمح والشعير، وتهدف المزرعة أيضا تقييم واختبار الأصناف المصرية للمحاصيل المختلفة تحت الظروف الإريترية.

ويحقق التواجـد المصري بدول حوض النيل الاستفادة بتدعيم وتكثيف التعـاون الثنائي بتقديم المعونة الفنية والتكنولوجية والتدريبية والإرشادية للأشقاء الأفارقة بتلك الدول، كما تعمل مصر جاهدة علي نشر منظومة المزارع النموذجية بالدول الأفريقية خاصة في التجمعات الاقتصادية الإفريقية، ومنطقة القرن الأفريقي.