رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزهر ينتصر للفن بعروض مسرحية بمعرض الكتاب.. و"الطيب" يدعم الموهوبين

جريدة الدستور

نظم الأزهر الشريف، خلال الأيام الماضية، في جناحه بمعرض الكتاب، عديد من العروض المسرحية في الفن والإنشاد والشعر والخطابة، في دلالة علي أنه يشجع الفن الهادف الذي يخدم المجمتع، ويسعي دائما إلي كل جديد ينفع الأمة ويجدد فكرها في إطار الشريعة الإسلامية.

وحملت العروض عدة رسائل أبرزها أن المؤسسة الدينية صاحبة أكبر مرجعية سنية علي مستوي العالم تدعم وبقوة الفن الهادف الذي يعمل علي تشكيل وعي المجتمع بما يتماشي مع القيم والأخلاق، وكذلك التأكيد علي أن الفن القوة الناعمة التي ينبغي أن تلعب دورًا مهمًا في تنمية المجتمع.

الأمر الذي جعل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف يكَرّمَ عددًا من طلاب الأزهر، من مُختلِف المَراحِل الدراسية، المُشارِكين بأعمالٍ فنية وإبداعية متميّزة في جناح الأزهر، بمَعرِض القاهرة الدولي للكتاب.

وأشاد فضيلته بالمهارات الفنية والإبداعية للطلاب، لافتًا إلى اعتزام الأزهرِ الشريف إنشاءَ "بيتٍ فَنّيٍّ"، يَتَوَلّى رعايةَ وتطوير قدرات الطلاب المَوهوبين بالأزهر، وكذلك: بحْث افتتاح شعبةٍ للتربية الفنية بكليات التربية، بجامعة الأزهر.

فضلًا عن إقامة شراكات وعَلاقاتِ تعاوُنٍ مع الوزارات والهيئات الثقافية والفنية؛ لتدريب الطلاب وصَقْل مواهبهم، وإتاحة الفرصة لمشاركتهم في الفعاليات والمسابقات المحلية والدولية، مؤكّدًا أن الأزهر يُعَوِّل على هذه المَواهِبِ؛ لتُبَرهِنَ بصورةٍ عمليّةٍ على دعم الأزهر ورعايته للفنون الجادّة والهادفة.

وبعد تكريم الإمام الأكبر للموهوبين قرر دعمهم ورعاية مواهبهم وتنمية قدراتهم بإصدار قرار لجامعة الأزهر بدراسة مقترح إنشاء كلية للفنون الجملية.

وتعقيبًا علي هذا القرار، قال الدكتور عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر، لشئون التعليم، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وجه الجامعة بدراسة قرار إمكانية إنشاء كلية للفنون الجميلة أو شعبة بكليات التربية الفنية بنين وبنات، بحيث يكون مقرها القاهرة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ" الدستور" أن هناك عدة إجراءات لتنفيذ آليات القرار، الإجراءات القانونية وموافقة مجلس جامعة الأزهر، ثم البدء في التأسيس ولم يكن الأمر بين يوم وليلة.

وتابع: يعتني الإمام الأكبر كثيرا بالمواهب سواء في المعاهد الأزهرية أو في جامعة الأزهر ويحرص على مقابلتهم ورفع معنوياتهم وحثهم على مواصلة النجاح.

ومن جهته قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين السابق:، قرأت ما نشرت عن أن الأزهر الشريف سيقوم بإنشاء كلية للفنون الجميلة لرعاية الموهوبين من أبناء الأزهر الشريف في الفنون المختلفة، وأري أن أبناء الأزهر من الذكور والإناث لا يقلون عن غيرهم في الإبداع بل ربما يفوقوا بعض الأزهريين غيرهم في تلك المجالات ومن هنا فلا مانع من إنشاء تلك الكلية لرعاية هؤلاء الموهوبين فما دام القصد حسنا والغاية حسنة ليس فيها مخالفة لشرع الله فلا مانع من افتتاح الكلية.

وأضاف في تصريحات لـ" الدستور"، أنه من الممكن أن نقول أن هذه الخطوة من الأزهر تدل علي رعايته وعنايته بالفنون اللراقية التي للا تخالف شرع الله عزوجل وحبذا لو أن كل الجهات المعنية بالثقافة جعلت ذلك منهجا في كل الفنون القصد الحسن والغاية الحسنة، ثم إن هذا الأمر يساير سنة التطور التي لحقت بالمجتمعات من القرن الماضي فليس مطلوبا من الأزهر أن يقف ضد التطور في الفنون الجميلة المباحة.

ومن جهته، يري الدكتور رضا عكاشة أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، أن تنظيم مثل هذه العروض المسرحية له أكثر من دلالة حيث يؤكد علي التوافق المبدئي بين الفكرة الإسلامية وبين معطيات الفنون المنضبطة. وفي حضن المؤسسات الإسلامية نمت عشرات الفنون علي مدي التاريخ التي تؤكد إبداعات الفنان المسلم ورغبته في التعبير عن قضايا أمته وتنمية الحس الجمالي عند الأفراد والجماعات.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ" الدستور" فإن مثل هذه العروض يزيل الخصومة المفتعلة بين الفن الإنساني والفكر الإسلامي وهي الخصومة التي وقعت بين تطرفين، تطرف مارسه بين المتدينين كما حرموا بعض الأنشطة الفنية ونقلوها من منطق الحل الي منطق الكراهية، أو من حكم الكراهية إلي حكم الحرمة.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور عبدالفتاح خضر أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر، أن الأزهر الشريف هو أبرز مؤسسة لحراسة الفضيلة وكل ما هو نافع للناس عموما وللمسلمين خصوصًا. لأن رسالته هي القرآن والقرآن وصفة الله تعالى بأنه:" هدى للمتقين " وبناء على هذه القاعدة فإن الأزهر الشريف يثمن الفن الراقي الهادف الذي لا ينكر معروفًا، ولا يحترم منكرًا، ويشيع الأمن والأمان، والسلم والسلام، والفضيلة والرشاد.

وأستطرد قائلًا: إن ما يقوم به بعض الفنانين الجادين بتمثيل أدوار في مسرحيات او تمثيليات تهدف إلى فكرة راقية واعية بأسلوب مشوق مرغوب ومطلوب، ودوره في حد ذاته دعوة كدعوة الإمام على المنبر.