رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحبيب الجفري: "الثأر الثقافي" وراء تراجع تجديد الخطاب الديني

الحبيب الجفري
الحبيب الجفري

شهدت ندوة "تجديد الخطاب الديني" بالقاعة الرئيسية، مساء اليوم الثلاثاء، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور الداعية الحبيب علي الجفري، وإبراهيم أبو حسين شيخ الساحة الأحمدية، بحضور عدد كبير من زوار المعرض، وهي الندوة التي أدارها الدكتور شوكت المصري المشرف العام على لجان اليوبيل الذهبي، وسط غياب المفكر الإيطالي سبيستايانو مافيتونى، واعتذار الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة لانشغالها ببعض الارتباطات.

في البداية، قال إبراهيم أبو حسين شيخ الساحة الأحمدية إن مسألة تجديد الخطاب الديني في بلد به إرهاب يجب أن تكون بعيدا عن إسهامات العلماء بل في أيدي القيادات من المسؤلين، مشيرا إلى أنه في حالة البلدان التي لا يوجد بها عمليات إرهابية هنا يأتي دور العلماء وإسهاماتهم في مسألة تجديد الخطاب.

وأكد "أبو حسين" أن من لا يعرف قيمة الدولة المصرية عليه أن يعلم أن مصر هى البلد التي استقبلت الرسالة السماوية بعد دمشق والعراق.

وأوضح الداعية الحبيب الجفري أن الحديث عن "مستقبل الخطاب الديني" يحتاج في بداية الأمر تحليل مصطلحاته، خاصة وأنها أصبحت محل تشويه، لافتا إلى أن المقصود بمستقبل الخطاب الديني هو المتوقع أن يكون خلال الفترة المقبلة ولكن دون تحديد ما إذا كان مستقبلا قريبا أي خلال الأشهر القليلة المقبلة، أم خلال خمس سنوات مقبلة، أم خلال قرن من الزمان، مشيرا إلى أن من يتحدثوا عن تجديد الخطاب الديني لم يحددوا ما المستقبل المستهدف خلاله تجديده على اعتباره أن المقصود بالخطاب الديني هو التنقلات الفلسفية التي تحسب في قرون، أما الخطاب هو ما يصدر عن البشر من حديث له معنى.

وذكر "الجفري" أن المقصود بذلك وجود 3 مستويات في مسألة تجديد الخطاب الديني وفهمه، أولها له علاقة بالنقل، والثاني له علاقة بالأحكام أو الأفعال ومساحات الاجتهاد فيها، أما الثالث له علاقة بما وراء الأحكام ومغزاها، مشيرا إلى أن الحديث عن مسألة تجديد الخطاب الديني أصبحت "موضة العصر" دون تحديد مستوياته.

وأضاف أن أزمة تجديد الخطاب الديني في مصر بدأت منذ مناظرة الإمام الغزالي مع الدكتور نصر حامد أبو زيد التي كانت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرا إلى أن هذه الندوة ساهمت في خلق حالة من "الثأر الثقافي" وهو المعترك الذي بدأ بين رجال الفكر ورجال الدين، ولم تنتهي حتى يومنا هذا، مطالبًا بضرورة حل تلك الإشكالية إذا أردنا فعليا البدء في تجديد الخطاب الديني.

واختتم كلمته بالتأكيد على أنه ينبغي تبني صياغة مقترح لرؤية فلسفية قائمة على الإعداد الفكري التشاركي خلال الفترة المقبلة من أجل تجديد الخطاب الديني، يتبناها كل الأطراف.