رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاروق حسنى: أجهزة وزارة الثقافة بعافية.. وأرجو من السيسى استكمال تطوير «باب العزب»

جريدة الدستور

شهد معرض الكتاب، مساء الخميس، حفل توقيع كتاب الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، «ربع قرن من الثقافة»، بحضور عدد كبير من محبيه.
والكتاب الذى أعدته للنشر الكاتبة الصحفية، انتصار الدرديرى، صادر عن دار «نهضة مصر» للنشر والتوزيع، ويرصد مسيرة «حسنى» بما لها وما عليها، واستعانت فيه الكاتبة بآراء وشهادات ١٠ شخصيات مهمة كانت شاهدة على أحداث الفترة التى تولى فيها الوزارة. وقال «حسنى»، خلال حفل التوقيع، إنه تحمس للشباب بشكل كبير أثناء وجوده فى حقيبة الثقافة، واستعان بالعديد منهم فى الكثير من المشروعات والمهام، مشيرًا إلى أن كل مشروعاته الثقافية كانت محرضة على الإبداع والتفكير، وتحديث الرؤى الثقافية.
وأضاف أنه كان من ضمن أحلامه استضافة العروض الفنية الغربية فى الأوبرا، واستقبال أهم الفرق، خاصة أن الدكتورة رتيبة الحفنى، رئيسة دار الأوبرا السابقة، كانت قد أبلغته قبل افتتاحها بأنه سيتم تسريح «الأوركسترا» بسبب عدم توفير المبالغ المالية لهم. وكشف عن أنه تقدم بطلب خاص لرئيس الجمهورية، آنذاك، حسنى مبارك، لتوفير المبلغ المطلوب لاستمرار الأوركسترا، وكان يصل إلى ٣٠٠ ألف جنيه، ما جعله يكلف وزير المالية بتوفيره.
وأشار إلى أنه سعى إلى استثمار إمكانيات وزارة الثقافة، وإدخال صناعة ثقافية تعود بالدخل المالى على الوزارة، لذا أنشأ من أجل ذلك صندوق التنمية الثقافية لتمويل المشروعات. وأكد أنه استطاع إنشاء متحف الحضارة بنحو ٩٠٠ مليون جنيه، وأنجز المرحلة الأولى من «المتحف الكبير»، وكل ذلك كان من تمويل الصندوق، فضلًا عن إنشاء الكثير من المتاحف والمكتبات فى القرى والنجوع.
وذكر أنه توجه فى مشروعاته الثقافية إلى المحافظات، قائلًا: «كنت فى نظام واجه العديد من الأزمات، وعبدالله السناوى قال لى ذات مرة: (أنت تجمّل وجه النظام عشان كده إحنا ضدك)، لكن أنا فى الحقيقة كنت أعمل للوطن ولم ألتفت لهذا الكلام». وكشف الوزير الأسبق عن الأحلام التى لم يتمكن من أن ينفذها أثناء توليه وزارة الثقافة، قائلًا: «كان عندى حلم لم يُنفذ، وأرجو أن يهتم به الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو تطوير منطقة (باب العزب)، فهو مشروع حى كامل، وهى منطقة رائعة، ومن الممكن أن تضم الكثير من المشروعات الثقافية والقاعات المختلفة، والعالم كله يستغل مثل هذه المناطق بشكل جيد».
وعن كارثة حريق مسرح بنى سويف فى عهده، وإصراره وقتها على تقديم استقالته، ثم تراجعه عن ذلك، قال: «حريق بنى سويف لم يكن فى قصر الثقافة، إنما كان فى غرفة صغيرة خارج القصر، وحال ذهابى ومعاينتى المسرح ألقيتُ اللوم على النقاد، لسماحهم بإقامة العرض الفنى فى وجود ١٢٠ شمعة مشتعلة، ومواد قابلة للاشتعال تحوطهم، فهم من دخلوا المحرقة بأنفسهم». وواصل: «لم يكن أمامى وقتها حل للراحة النفسية من الحزن على بعض الأصدقاء الذين راحوا فى الحريق، سوى الاستقالة، لكن الرئيس مبارك وقتها تواصل معى، وقال لى: (ليس لك ذنب، فهناك مسئولون عن المسرح، وهناك المحافظ)، واعتبرهم المسئولين عن الحدث». وذكر أنه طوال فترة تواجده بحقيبة الثقافة لم يشعر بأنه وزير لها، بل اعتبر نفسه مكلفًا بمهمة ينفذها باستمتاع من أجل المصريين، مشيرًا إلى أنه كوزير ثقافة كان يملك حرية كبيرة فى عمله، وحينما كان يعرض أمرًا على «مبارك» أو فكرة أى مشروع كبير لم يكن يُواجه بالاعتراض.
وقال: «كنت أقول له الصح، حتى إذا أغضبه ذلك، وفعلت كل شىء فى حياتى، حتى قفص الاتهام دخلته، لكنى كنت واثقًا فى العدالة المصرية».
وعن اهتمام الدولة بالثقافة فى الفترة الحالية، قال: «الدولة خرجت من فترة عصيبة، ولها أولويات، وشخصيًا أرى أن الثقافة من الأولويات، وزيارة الرئيس المتحف الكبير، وافتتاحه معرض القاهرة، شىء جيد جدًا».
وأكد «حسنى» أن الإرهاب والأفكار المتطرفة لا تعوق العمل الثقافى، معتبرًا أن ما يعقه حقًا هو نظرة الدولة إلى الدعم المقدم للثقافة.
وعن الكوادر التى تدير العمل الثقافى حاليًا قال: «اختيار الأفراد مهم جدًا، والمجموعة الموجودة فى وزارة الثقافة من اختيارات وزراء الثقافة السابقين، والأجهزة كلها فى وزارة الثقافة الآن بعافية شوية».