رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاروق حسنى يكشف أسرار عن حياته فى الثقافة وحلمه الذى لم يتمكن من تنفيذه

فاروق حسنى
فاروق حسنى

وقع الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، كتابه فاروق حسني يتذكر زمن من الثقافة، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بدورته الـ50، في حضور عدد كبير من محبي الفنان، الذين توافدوا علي الحفل، والكتاب من إعداد الكاتبة الصحفية انتصار الدرديري، وصادر عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.

ويرصد الكتاب مسيرة فاروق حسني بما لها وما عليها، حيث استعانت الكاتبة بآراء وشهادات 10 شخصيات مهمة عاشت فترة فاروق حسنى، حيث إنها تنقل وجهة نظرهم فقط، وقد قامت برصد موضوعي غير منحاز، وواجهت بكل ما حدث في الأدب أو السينما أو المسرح أو قصور الثقافة وغيرها من القطاعات المختلفة في الوزارة المنوط بها تشكيل وجدان الناس وعقولهم.

وقال فاروق حسني، إنه تحمس للشباب بشكل كبير أثناء تواجده في حقيبة الثقافة، واستعان بالعديد منهم في الكثير من المشروعات، والمهام، مؤكدا أن كل مشروعاته الثقافية كانت محرضة على الإبداع والتفكير، وتحديث الرؤى الثقافية.

وأضاف وزير الثقافة الأسبق، أنه كان من أحلامه استضافت العروض الفنية الغربية، في الأوبرا واستقبال أهم الفرق، وكانت الدكتور رتيبة الحفني رئيسة دار الأوبرا السابقة، أبلغته قبل افتتاح الأوبرا بأنه سيتم تصرح الأوركسترا، بسبب عدم توفير مبالغ المالية لهم، وتقدم بطلب رئيس الجمهورية آنذاك محمد حسني مبارك، بذلك وكان الملبغ المطلوب للأوركسترا 300 ألف جنيه، واعترض الرئيس في البداية على توفير المبلغ باعتباره أنه مبلغ كبير، وبعد تحاور معه اقتنع بالفكرة، وكلف وزير المالية بتوفير المبلغ المطلوب.

وأشار الوزير إلى أنه سعى إلى استثمار إمكانيات وزارة الثقافة، وصناعة ثقافية تعود بالدخل المالي على الوزارة، وتم من فعل ذلك، وأنشاء صندوق التنمية الثقافية، لتمويل المشروعات،لافتًا إلى أنه حلم بالكثير والأقصى لتحقيقه بالثقافة، واستطاع إنشاء متحف الحضارة بتسعمائة مليون جنيه، وأنجز المرحلة الأولى من المتحف الكبير، وكل ذلك كان من تمويل صندوق التنمية الثقافية، فضلًا عن إنشاء الكثير من المتاحف والمكتبات في القرى والنجوع.

وأكد حسني أنه لا يوجد شيء يعيق الثقافة، وأنه الإرهاب والأفكار المتطرفة لا تعيق العمل الثقافي والأنشطة الثقافية، لافتا إلى أن ما يعيق الثقافة نظرة الدولة في الدعم المقدم للثقافة، موضحًا أن أمريكا ظهرت علي الساحة من خلال الثقافة حيث أنها جعل نيويورك عاصمة ثقافية.

وأوضح أن الحراك الثقافي يحتاج إلي خيال يتم تطبيقه، بالإضافة إلي عملية الاستفزاز فالعمل الثقافي لابد أن يكون مستفز لعمل حراك ثقافي، من هذا المنطلق تم عمل المسرح التجريبي، وتلقينا الكثير من الشتائم، لكنه أثر بشكل كبير.

ولفت إلى أنه بدأ العمل الثقافي من القاهرة، ومنها تم افتتاح دار الأوبرا المصرية، وغيرها من المشروعات الثقافية، وبعدها تم التوجة إلى المحافظات، موضحًا أن رهانه كان دائما مع الزمن فهو من يعطي ويأخذ، متابعًا: "أنا كنت في نظام واجه العديد من الأزمات، وعبدالله السناوي قال لي ذات مرة: أنت تجمل وجه النظام عشان كده احنا ضدك، لكن أنا في الحقيقة كنت بعمل للوطن ولم التفت للكلام".

وعن الاستعانة بفنانين تشكيليين في عمليات ترميم الآثار، قال إن الفنانين التشكليين أكثر ناس يعرفون القيم الجمالية، وأنا كرسام أستطيع أن أعرف القيم الجمالية في الأثار أكثر من المتخصص في عمليات الترميم، واستعنت بأدم حنين ومحمود مبروك في ترميم الأثار لأنهم علي قدر كبير من الفن، مؤكدًا أنه يهتم بكافة أنواع الآثار سواء فرعونية أو اسلامية أو قبطية، ومهتم أيضا بالجانب الثقافي الأدبي والفكر، ولا يستطيع أحدهم أن ينسيه الأخر.

وكشف الوزير عن الأحلام التي لم يتمكن أن ينفذها من مشروعات ثقافية خلال تواجده بالوزارة، قائًلا: "كان عندي حلم لم ينفذ أرجوا أن يهتم به الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو تطوير منطقة باب العزب، فهو مشروع حي كامل، وهذه منطقة رائعة، وتجنن أي أحد من جمالها، وممكن أن يشكل فيها الكثير المشروعات الثقافية، والقاعات المختلفة، وهذا في حد ذاته احساس جميل، حيث أن تم عمل تصور لها لكن ينفذ، والعالم كله يستغل مثل هذه المناطق بشكل جيد".

وعن أزمته مع الحجاب، أوضح أن قضية الحجاب أسيئ تناولها، والحزب الوطني كان يركب علي أكتافه، لافتا إلى أنه طالبت بعدم تحجيب الأطفال لأنه موذي لها، ولكن الكبار لهم مطلق الحرية، وتم مهاجمته من قبل الحزب الوطني ومجلس الشعب، وكان فيه هذه الأزمة نوع من أنواع التنظير السيئ على حسابه، مؤكدًا أن الأزمة أثرت عليه بشكل كبير.

أما عن أزمة مسرح بني سويف، وإصراره على استقالته، وتراجعه عنها بعد ذلك قال: " حريق بني سويف لم يكن في قصر الثقافة، إنما كان في غرفة صغيرة خارج القصر، وحال ذهابي ورؤيتي الموضوع حزنت وأدانت من حضور من النقاد، لعدم منعهم إقامة العرض الفني في وجود مائة وعشرون شمعه مشتعلة ومواد قابلة الاشتعال تحاوطها، فهم من دخول المحرقة بنفسهم، ولم يكن أمامي وقتها حل للراحة النفسية من الحزن الذي تأثرت به على بعض الأصدقاء الذين راحوا في الحريق، سوى الاستقالة، لكن الرئيس مبارك وقتها تواصل معي وقال لي: ليس لك ذنب فهناك مسئولين عن المسرح، وهناك المحافظ هما المسؤلان".

وأكد على نظام الحكم قبل ثورة يناير، كان يعمل على أعلي مستوى من التقنية، لكنه لم يحقق كل شيء للمجتمع، وأنه كوزير ثقافة كان يملك حرية كبيرة في عمله، وحينما كان يعرض أمرًا علي الرئيس كفكرة مشروع كبير لم يعترض، وكان مقتنع بتصوراته وأراءه، مؤكدًا "كنت أقول له الصح حتي إذا اغضبه ذلك".

وأوضح فاروق حسني أنه طوال فترة تواجده بحقيبة الثقافة لم يشعر أنه وزير، وأنه كان مكلف بمهمة تم تنفيذها باستمتاع من أجل متعة المصريين، لافتًا إلى أنه يكتفي بحياته ولم يحب أن تكون أقل مما هو فيه الآن، أو أكثر، متابعًا: "فعلت كل حاجة حتى قفص الاتهام دخلته علشان ميكنش فيه حاجة معملتهاش، لكن كنت واثق في العدالة المصرية".

وعن اهتمام الدولة بالثقافة في الفترة الحالية، قال: "الدولة خرجت من فترة عصيبة، ولها أولويات رغم أنني أرى أن الثقافة من الأولويات، وأرى أن إنشغال الدول بالمشروعات الاقتصادية ضعف العمل الثقافي، لكن زيارة الرئيس المتحف الكبير، وافتتاحه معرض القاهرة شيئ كبير أوي، أما بالنسبة للكوادر اختيار الأفراد مهم جدا، والمجموعة المجودة في وزارة الثقافة من اختيارات وزراء الثقافة السابقين، وأثناء تواجدي بالوزارة كنت أحرص على اختيار من أراه يصلح للقيام بالمهمة التي أنفذه بها، والأجهزة كلها في وزارة الثقافة الآن بعافية شوية، وخروج معرض الكتاب بهذا الشكل كويس جدًا".