رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طايع الديب في كتابه الجديد: السادات ابن نكتة.. وناصر ومبارك تصدوا للتنكيت

جمهورية الضحك الأولى
جمهورية الضحك الأولى

يشارك الكاتب الصحفي طايع الديب، بكتابه «جمهورية الضحك الأولى: سيرة التنكيت السياسي في مصر»، الصادر حديثًا عن مؤسسة «بتانة» للنشر، ضمن فعاليات الدورة الخمسين «اليوبيل الذهبي» لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

يتناول المؤلف عصور رؤساء مصر السابقين: جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك؛ عبر النكت السياسية التي شاعت خلال سنوات حكمهم، ويبين أثر هذه النكات إلى حد أن عبد الناصر طالب المصريين على الملأ في خطبة رسمية بالتوقف عن التنكيت لأنه يطعن الدولة في ظَهرها!

وقد وضح "الديب" في كتابه، أن السادات كان "ابن نكتة"، حيث خرج -في بداية حكمه- من بيته في الجيزة ليتمشى ليلا على غير هدى، فقادته قدماه إلى غُرزة شاي مقامة على الكورنيش، ولما دخل وجد بها "المزاجنجية" الغلابة جالسين مُحاطين في الدخان الأزرق، فطلب جوزة وبعد أن شد منها نفسا، أخذ يتكشّف الجلوسَ من حوله، فرأى رجلا بشارب ضخم إلى جانبه، فقال له الرجل في ود بالغ: نورتنا يا أفندي، محسوبك المعلم بُرعي أبو شفطورة إمبراطور "داير الناحية".. اسم الكريم إيه بقى؟
رد السادات ساهما: أنا رئيس الجمهورية. فقال المعلم "برعي" ضاحكا: كده من أول نفس؟ ليلتنا فُل بالصلاة على النبي!

وذات ليلة من عام 1983، ردد الكوميديان الراحل سعيد صالح على خشبة مسرحية "لعبة اسمها الفلوس" عبارة شعبية كانت متداولة في الشارع المصري آنذاك، تختصر سير حياة الرؤساء الثلاثة عبدالناصر والسادات ومبارك، على التوالي، قائلًا: "أمي اتجوزت 3 مرات، الأولاني وكّلنا المش، والتاني علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينّش"، فحُكم عليه بالحبس 6 أشهر مع الشغل والنفاذ بتهمة تعاطي الحشيش!

وكتاب "جمهورية الضحك الأولى" هو "مستطرف" من فن التنكيت السياسي في عهد الجمهورية الأولى - والأخيرة- يجمع عصور الرؤساء الثلاثة في سلة واحدة، ويحكي سيرة النكت التي عرّضت بهم، لكنها في الوقت نفسه - صدّق أو لا تصدق- غيّرت قوانين راسخة في دولاب الدولة، وأنصفت فئات اجتماعية مهضومة الحقوق، كما حظيت هذه النكت المصرية الحرّاقة باهتمام الأوساط الأكاديمية في العالم، من جامعة "السوربون" في باريس إلى مختبرات العلوم الاجتماعية في موسكو، باعتبارها نوعا فريدا من الإعدام السياسي "رميا بالنكات".